بغداد / المدىفجأة انقطعت أخبار الحاج أبو علي عن الجميع ... سؤال واحد كان يدور في عقل كل من يعرفه ... أين اختفى الحاج أبو علي؟ الإجابة عن هذا التساؤل نجدها في أوراق قضية تحقيقية في مركز شرطة المثنى! الحاج أبو علي، ضابط متقاعد ... رجل طيب ... كل أبناء الزقاق الذي يسكنه يحبونه ... يعيش وحيدا في بيته بحي زيونة ... جميع أفراد عائلته سافروا إلى الخارج ... حتى ابنه الوحيد لا يعرف عنه شيئا منذ 13 سنة ...
سافر مع زوجته إلى أوربا تاركا والده في عزلته ... عمره تجاوز السبعين ... عاش حياته مثل كتاب مفتوح أمام جيرانه وأقربائه وأصدقائه ... ولكن فجأة انقطعت أخبار هذا الرجل عن الجميع وغاب وجهه عنهم أيضا ... ومع ذلك لم يشك احد في اختفائه ... ربما كان مشغولا ... وربما أصابته وعكة خفيفة جعلته يختفي عن الجميع ... ولكن الأحداث لم تسر في هذا الاتجاه! شيء ما كان يختفي خلف باب داره!.. صديق عمره منذ دخوله في الحياة العسكرية وهما لا يفترقان ... في الجامع وفي المساء يلتقيان ويتسامران ... الحاج أبو محمد ارتاب في اختفاء صديقه سأل نفسه .. أين ذهب هذا الرجل ...؟ في صباح اليوم التالي ذهب الحاج أبو محمد لزيارة صديقه ... طرق الباب عدة مرات ... جرس الباب ... يدق والكهرباء موجودة ولكن لم يرد احد ... عاد أدراجه وسأل الجيران عنه والذين اعتادوا زيارته والذي هو أيضا اعتبرهم كأولاده وخصوصا الشاب (ع) الذي يعتبره ابنه الذي سافر ولا يعلم عنه شيئا بعدما أخذته زوجته وهجرت العراق من اجله ! نفس الإجابة سمعها من الجيران ومن (ع) ... لم تر الحاج أبو علي منذ أيام ازداد الشك في نفوس الجميع وساورتهم الظنون في انه مريض ... الساعة السادسة مساءً .. الحاج أبو محمد يحمل ظنونه متجها إلى مركز شرطة المثنى ... يحكي للمقدم حكاية صديقه أبو علي الذي اختفى عن الأنظار ولم يعد احد يراه ... كما اعتادوا ... كان لا بد من موافقة القاضي قبل اقتحام الدار لاستطلاع الأمر ... المقدم قدّم مطالعة للقاضي واخذ موافقته على كسر باب الدار والبحث عن الحاج أبو علي ... العاشرة والنصف من صباح اليوم التالي اتجهت مفرزة من الشرطة برئاسة مقدم المركز إلى دار أبو علي ... طرقت الباب مرات عدة... ولكن لم يجب احد ... كانت هناك رائحة غريبة تتسلل من تحت الباب، ولكن كل الاحتمالات كانت مؤجلة في النفوس لفترة من الوقت... كسر الضابط باب الدار ودلفوا إلى داخله وكانت المفاجأة ... جثة الحاج أبو علي مسجاة على ظهرها والدماء الغزيرة قد تجمدت أسفل جسده ... لم يكن اختفاء ... وإنما جريمة قتل! الدافع كان لا يزال مجهولا... بدأ رجال المفرزة البحث عن أداة الجريمة أولا ... ولكن لم يعثر احد عليها... الكشف الأولي على مسرح الجريمة وعلى جثة القتيل اثبت بان القتيل أصيب بآلة حادة ... سكين مثلا... ترك رجال المفرزة الجثة مؤقتا وبدأوا في تفتيش باقي غرف البيت فعثروا داخل كنتور الملابس على مبلغ (500) ألف دينار ... كما هي لم يمسها احد ... تعقدت الأمور أكثر ... فالدافع لم يكن بدافع السرقة وإنما الانتقام ... المنطق والشك الجنائي كان يشير إلى هذا ... ولكن المفاجأة أبت أن تتوقع عند هذا الحد ! معلومات مهمة أدلى بها أولاد الجيران إلى الشرطة وهي اختفاء جهاز الفديو وجهاز الموبايل من مسرح الجريمة ... ترى هل يكون اختفاؤها هو الدافع للجريمة وان القاتل لم ير النقود التي كانت تنتظره في الكنتور وفي مكان واضح من السهل العثور عليها... المعلومات التي بدأت الشرطة بتجميعها عن القتيل كانت تجيب عن سؤال واحد وهو ... ما علاقة الحاج أبو علي بالجيران ... وهل له أعداء؟ بعد الاستفسار من عدة أطراف كانت إجابة الجميع أن علاقة المجني عليه محدودة تنحصر بصديقه أبو محمد وأولاد الجيران الذين كانوا يترددون على بيته باستمرار ... لكن هناك شاب آخر ذكره احد أولاد الجيران لضابط الشرطة ... ذكر بان هذا الشاب زار الحاج أبو علي مرة واحدة وزعم أن والده كان صديق أبو علي وهو ثري ويمتلك معرضا للسيارات وبعدها اختفى هذا الشاب ولم يره احد حتى وقوع الجريمة!الشرطة اهتمت بهذه المعلومة وأخذت تلاحق هذا الشاب ومعرفة عنوانه وبعد جمع المعلومات عنه ثبت للشرطة انه شاب عاطل عن العمل، وراسب في الثانوية، طرده والده نتيجة رسوبه أكثر من عام في السادس الثانوي، ويقيم عند خالته بعد أن طرده والده الذي يعمل موظفا وليس ثريا، كما ادعى للحاج أبو علي ... المفاجأة الأخرى التي حصلت عليها الشرطة هي أن الجاني الشاب بات ليلة واحدة عند المجني عليه، بعد زعمه أن والده طرده من البيت ولا يوجد مكان ينام فيه ... تحركت مفرزة من الشرطة إلى محل إقامته عند خالته ... طوقوا البيت وطرقوا الباب ... ففتح المتهم الشاب الباب ليجد رجال الشرطة في انتظاره .. وفجأة انهار القاتل باكيا ... أنا لم اقصد قتله ... وقررت أن اسلم نفسي إليكم هذا اليوم ! وداخل غرفته عثروا على جهاز الفديو وجهاز الموبايل الذي سرقه القاتل بعد أن قتل الحاج أبو علي ... وأغلق ملف التحقيق في هذه القضية بعد اعتراف المتهم قضائيا أمام قاضي التحقيق وأجرت الشرطة له كشف الدلالة الذي أثبت انه قام بقتل المجني عليه ... ولكن هناك تساؤلات كثيرة كانت الشرطة تريد ان تعرف أسباب قتله للحاج أبو علي ... الشرطة وجهت له سؤال ... لماذا ارتكبت جريمتك ... أجاب ابويه هو السبب ... لقد طردني من البيت ورفض إع
أبو علي والتلميذ الفاشل
نشر في: 23 سبتمبر, 2012: 06:09 م