TOP

جريدة المدى > سينما > الأجساد بعد الموت

الأجساد بعد الموت

نشر في: 23 سبتمبر, 2012: 06:10 م

بغداد/المدىيعتمد فناء الأجساد بعد الموت على متغيرات كثيرة، بعضها يتعلق بالأجساد نفسها، والبعض الآخر يتعلق بالوسط المحيط أو الظروف البيئية، وحتى إذا استثنينا المناخ القطبي المتجمد الذي يحافظ على الجسد ويحول دون فنائه، فإن هنالك ظروفاً بيئية أخرى تمنع تعفن الجسد في درجات الحرارة المعتدلة، فيتحول إلى مومياء جافة في ظروف معينة، أو يتحول إلى كتلة شمعية في ظروف أخرى. بالإضافة إلى معالجات الجسد بطرق التحنيط والحفظ المختلفة التي تمنع التحلل والفناء.
التحوّل الموميائي (التقدد):رغم أن مآل معظم أجساد الموتى التفكك والتفسخ عن طريق التعفن إلا أن لهذه القاعدة بعض الاستثناءات. هنالك أحوال بيئية - مثلاً - تساعد على جفاف أنسجة الجسد فتتقدد، فيتحوّل الجسد إلى ما يشبه (المومياء الفرعونية). ويرتبط حدوث ذلك بالجو الجاف الذي لا يقتصر توافره في البيئة الحارة فقط بل يحدث أيضاً مع البرودة الشديدة التي تستهلك بخار الماء عن طريق التجمّد فيجف الهواء. وتتمثل الظروف المساعدة أيضاً في توفر تيار هوائي متجدد حول الجسد وعدم وجود حيوانات مفترسة في الوسط المحيط به. كما يساعد على حدوث هذا التحول أن يكون الجسد جافاً أصلاً قبل الوفاة، كالذين يتوفون بعد أيام أو أسابيع من الجوع والعطش. ويساعد على حدوثه أيضاً أن تكون الأمعاء خالية من البكتيريا كما عند الأطفال حديثي الولادة.وتجف الأنسجة الرخوة كما يحدث في حالة (اللحم المقدد أو السمك المجفف) بينما يحدث بعض التعفن في الأحشاء الداخلية. ويحتاج حدوث التحول الموميائي إلى عدة أسابيع من الظروف الملائمة، وقد يجف الجسد كلياً مما يؤدي إلى المحافظة على معالمه؛ سواء تقاطيع الوجه التي تساعد على التعرف إلى شخصية المتوفى، أو الاحتفاظ بالمظاهر الإصابية التي تساعد على تبيان سبب الوفاة. وقد يجف بعضه ويتعفن بعضه، وأحياناً يتوافق وجود كل ذلك مع نوع آخر من التحلل وهو التحول الشمعي.rnالتحول الشمعي (التشمّع أو التصبن):يحدث هذا التغيّر أحياناً في الأجساد المدفونة أو المغمورة في الماء أو المودعة في الأقبية أو الكهوف، وتتحول فيها الشحوم الطبيعية بالجسد إلى مواد شمعية أو صابونية، بحيث تحافظ على تماسك الجسد وتمنع تعفنه وتفككه. وعلى عكس التحول الموميائي فإن هذا التحول يتلاءم مع الظروف الرطبة، سواء توفرت درجة من الرطوبة الخارجية، أو أن يكون المحتوى المائي الداخلي للجسد قبيل الوفاة كافياً لتوفير درجة من الرطوبة التي تساعد على التحول الكيميائي للشحوم.ويحتاج هذا التغير في العادة إلى عدة أشهر ليكتمل، وهنالك حالات استثنائية لوحظ فيها بداية التشمّع خلال أسابيع، بينما يدّعي بعض المتخصصين أن التحول الشمعي يحتاج إلى اثني عشر شهراً حتى يكتمل.وسواء في حالة التحول الموميائي أو الشمعي؛ فرغم أن الأنسجة الرخوة المتحولة لا تتعفن أو تتفسخ إلا أنها تبلى مع طول المدة وتتفتت، ويساعد على ذلك وجود الحشرات أو القوارض التي تتضافر مع العوامل البيئية الأخرى؛ لإحالة الجسد إلى هيكل عظمي مجرد من كل أثر للأنسجة أو الغضاريف أو الأربطة الليفيّة. والجدير بالذكر أن ظاهرتي التحول الموميائي والتحول الشمعي كانتا وراء بعض الخرافات المعاصرة التي تصاحب اكتشاف أجساد على إحدى هاتين الصورتين، فيؤوِّل العامة عدم تعفنها إلى كونها أجساد أولياء صالحين، وقد يصل الأمر إلى تشييد بنيان حول القبر وجعله (مزاراً) للتبرّك والتقرب، بينما نعرف أنه لا علاقة لهذه الظواهر الطبيعية بتلك المعتقدات التي ما أنزل الله بها من سلطان، والدليل على ذلك أن حدوثها لا يرتبط بأمّة معيّنة أو ديانة معيّنة أو بلد معيّن، فقد شوهدت ووصفت في جميع أصقاع الأرض، وحدثت لأجساد متوفين من جميع الديانات والملل والأعراق.التحنيط:عُرف التحنيط منذ أيام الفراعنة، وقد برعوا فيه وسنوا له طرقاً مكتوبة تعتبر أول دليل إجراءات موثق في التاريخ!ويوصي كثير من الناس في الغرب بأن يحنطوا قبل الدفن؛ ولا أدري إن كان دافعهم الخوف من تعفّن أجسادهم، أو الخوف من الدفن قبل أن تتحقق وفاتهم بما لا يدع مجالاً للشك، أو بسبب هواجس خيالية كمعتقدات الفراعنة تتعلق بضرورة أن يكون الجسد سليماً كي تعود إليه الحياة وقت البعث.ومع تطور وسائل السفر السريع وسهولة السفر والتنقل والإقامة المؤقتة خارج الأوطان من أجل العمل، صار من الضروري إعادة بعض الموتى الذين يتوفون في الخارج إلى بلدانهم؛ وتشترط القوانين المتعلقة بالصحة العامة أن تحنط تلك الأجساد قبل نقلها عبر الحدود.لكي يكون الجسد صالحاً للتحنيط يتعيّن ألاّ يكون التحلل قد ابتدأ، فالغاية من التحنيط منع التحلل. يغسل الجسد جيداً باستخدام الماء والصابون، وتنظف فتحاته الطبيعية باستخدام المواد المطهرة. قد تجد محتويات المعدة أو الأمعاء الغليظة طريقها إلى الخارج عن طريق الفم أو الأنف أو الشرج، بسبب ضغط الغازات المنبعثة من التعفن البكتيري، وهذه يجب أن تنظف جيداً. كما يحلق وجه الذكور إلاّ أصحاب اللحى بطبيعة الحال. ولكي يبدو انغلاق العينين بشكل طبيعي بما يماثل حالة النوم، يوضع بعض القطن أسفل الجفنين ثم توضع قطعة بلاستيكية محدبة على سطحها بروزات حادة في اتجاهين متعاكسين لتثبيت الجفنين في وضع الانغلاق. بعض المحنطين يكتفون بحقن العينين بمادة «الفورمالين» وإغلاق الجفنين بغرز تحتية مخفية على غرار طريقة جراحي التجميل. يُقال إن الفراعنة استخدموا البصل الصغير

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram