صلاح نيازيعروس شرقيةهاهي : شجرةٌ بيضاءُ مكلّلة بالدانتيلمخضّبة بالفوكلور، وثوبها مطرّز بالشفافيةيهفّ كطيرٍ على سلكٍ لم يتوازنْ بعدُ
رأسُها ملمومٌ،كأسَ برعمٍ على وشك التفتّحالتويجاتُ طازجةٌ، مثلَ الندى على زجاجٍ ملوّنعينُها خاصة، زنبقةٌ سوداءُ تتألّقعينها تتألّقُ وترتبككموجةٍ باغتتها نقطةُ ضوء في الظلامعضّتْ ابتسامتها بشفتيها، وكذلك تمشي بارتباكالتقط العريسُ كفّها بأطرافِ أصابعه أوّلاًكمَنْ يساعدُ معشوقتَه على عبور ساقيةالطبول تحرّضُ الأجنحةَ على التشابك، وعُرْفُ الديك محتقنٌ كالرمّانالطبول تهيّجُ البدائيةُ الأولى عادةًتستخرجُ الغاباتِ السحيقةَ في باطن الإنساندار حولَها، تنظرُ إليه بعينٍ واحدةٍ، وجناحه شبكةجمّع فمَه منقاراً، فكادتْ تويجاتها تتطايرالطبلُ يغتلمُ، يحرّض الأعضاء على الاشتباكتندلع حيوانات الغابة في الإنسان وتنبتُ في رأسه لِبْدةٌفي كلّ منّا حيوان بدائي، وغابة فطرية مطمورةرائحةُ الطريدةِ تستدرجُهُفلا يتوقّفُ عن الحمحمة كل إنسان يشبه الحيوان الذي يعايشهكلّ إنسانٍ حيوانُهُالطبلُ أوّلُ آلةِ استنفارٍ في التأريخفي جلدته قُشَعريرة الخوف، وعياط الاهتياج معاًدار حولَها، حوصلتُهُ مرفوعة بالخيلاءأحبّ الديكُ، فنبت في رأسِهِ عُرْفٌ.رفع يديْهِ إلى الأعلى على وشك الإطباقريشُ رقبتِهِ منتفش، وعينُهُ نابتةٌ في الهدفتداخل جسدها، تكوّر أكثر،كصورةٍ فوتغرافيّة لجنين في الرحمفرشتْ جناحيها على الأرض عاجزةالطبلُ يعيدُكَ إلى سلالتك الأولىيستدرج الوحوشَ الرابضةَ فيك، وكلَّ عصورِكَ الغابرةالإنسان ممالك فوق ممالكحوصلةُ العريس زاهيةٌ بالزرقة الخضراءشعْرُهُ ريّان، وآثار المشط أخاديد لينةالفرحُ يجعلُ الإنسان أكثرَ فتنةًوأكبرَ من حجمِهِحوْل الإنسانِ السعيد، هالة إضافية دائماًتجعلُهُ يبدو أكبرَ من حجْمِهِبالهالة فقط تعرف جوهر الإنسان وصدقَ سعادتهالعريسُ يرتفعُ بأقصى ما يمكن على مشط قدميْهريشُ رقبته منتصبٌ عن آخرِهِوهي تنظرُ إليه بعينٍ واحدةانهارتْ لم يعُدْ الثوبُ يكفي لسترهاأغمضتْ عينيْها، ودخلتْ تحت جنحيْه فاشتعلتْ غابات الطبول حتى السماء السابعةrn*****rnالبلوغ rn"كنتُ دميتَها. تتحمم أمامي ، وتُرضعني. حين كبرتُ عادت عليّ تلك الصور بغير براءتها" دَكِنَ الصوتُ في الحَنْجرهْ إنْ يدي لَمِستْ يدَها اشتعلتْوإذا اتحدتْ نظرتي عينَها ارتبكتْعادني الحلمُ،عارية الطول، والماء والمبخرهْأمضغُ النهدَ مضغاً صغيراً،ومضغاً صغيراًونمتُ كما نامت الطيرُ في سدرة المنتهىيخطف الأمسُ ما بيننافتصدّين والعينُ منكسرهْمَنْ تُرى حنّط القبّرهْشكّ في جنحها الخوفَ والمسطرهْفي العباءة مستترهْلم أزلْ أسمعُ الماء يجري بأغصانكِ المقمرهْوتحمّمتِ، زاهية الطول، ناصعةً مرمرهْوتنفّضتِ كالقبّرهْثمّ وسدتني الزند، أطعمتني النهد كالثمرهْبلغ الحلمُ،لا يبلغ الحلمُ إلاّ إذاكرّ في الصحو، واستوطن العيْنَ والحنجرهْ *****rn الجفافتوشل النهر كأنّه انتقبترمّل طينه، وانكسرتْ سيقان الطحالبنتنتْ بطون الأسماك، والماشيةُ لا تكفّ عن البكاءتساقط شعر الكلاب كالنخالةأياديها لا تنوش رؤوسَها، فامتلأت بالقراد والمللحتى نباحها متفتت ونظرتها دائخةتجرّ سيقانها كأجنحةٍ مكسورةrn***** rnالصحراءأقتل ما يقتل في الصحراء كليتهاعلى وتيرةٍ واحدةالرملُ كّلي وحتى حركته ثابتةحبّة الرمل تشبه حبّة الرمل تشبه حبّة الرملالكثبان كذلك تتشابه إلى ما لا نهايةالشمس كلّية على وتيرة واحدةلحرارتها في جلدة الرأس نزيز غصن مشتعللا ظلّ في الصحراء وأقتل ما يقتل في الصحراء كلّيتهاالجهات ثابتة، والصمت على مدّ البصريلهث على مدّ البصرالصمت يلهث على مد البصر، وجافما من مأوى في الصحراء، والشمس كليةما من مأوى وحتى ما من قبورالصحراء خالية من أية ذكرىومن أية سنينعاقر لا تلد إلاّ المجانين والشعراء يبدأ الجنون عادة بالهذيان ما أجمل الحديثَ مع النفس وأحلىكذلك يبلغ كماله، إذا كان بصوتٍ عالالهذيان عزاء الأرواح المكسورةٍما من عزاء سواه في أكثر الأحيانفي كل منا صحراء من نوعٍ ماصحراء حبلى بالسرابخرير ولا ماءفي كل منا صراخ لا يسمعه أحدفي كل منا هلوسات لا تظهرإلاّ حين نخلو بصحرائنا ولا يرانا أحدفي كلّ منا نصف، لا يشبه نصفه الآخر.
أربع قصائد
نشر في: 23 سبتمبر, 2012: 06:16 م