عالية طالبكلما أقتربت من تقاطعات الاشارة الضوئية، كلما بدأ اضطهادي وحزني واهاتي وشجني، ليس منبع كل هذا حالة تخصني او كرهاً لقانون التوقف الذي اصبح جزءا من حياتنا المعتادة كل بضعة امتاربفعل نقاط التفتيش الامنية والمرورية والعسكرية والمزاجية!!، لكن سبب ما انا فيه هوالهجمة السريعة التي يحيطني بها من يمسح زجاج سيارتي ومن تدق ذات الزجاج ومن يمد يده بكارتات تحمل ايات قرانية ومن تدفع كرسيا مدولبا وتضرب هيكل سيارتي بدقات لا تنتهي،
rn لا ادري الى من التفت اولا وانا اتفقد نقودي التي احرص يوميا قبل ان اغادر بيتي على ايجاد مختلف الفئات النقدية حتى لا اشعر بالخيبة وانا اوزعها على السيدة الكبيرة التي تتمتم شفتاها بكلام لا افهمه وعلى الشاب الصغير الذي يقسم انه بلا طعام وعلى الفتاة التي تردد انها يتيمة وتعيل اسرتها وعلى العجوز الذي يحمل عكازة مهترئة وعلى وعلى وعلى... جيوش من المتسولين تطارد نظراتنا وايدينا وجيوبنا، رغم ان الاخيرة لا تعاني التخمة ولا الاكتناز لكننا لا نشعر بان لدينا خيار الرفض اوالتغاضي أوالاهمال كما يفعل المسؤول الذي لا يرى كل ما نراه يوميا بفعل تحصنه وراء مكتبه الانيق الذي ان غادره فأن هناك جيشاً اخر من نوع مختلف يفتح له تقاطعات الشوارع ويهش بعصاه على اي متسول او مواطن عادي قد يفكر بالاقتراب من هذه المواكب المحروسة بالله وبالاجهزة الامنية!! هذا المسؤول الذي يتناسى ان كل هؤلاء لهم حصة في ثروات وطنهم وفي بتروله وفي ميزانيته المليارية، ومع ذلك لا يلتفت كما نفعل نحن لهم ولا يفكر باحصاء نقوده ولا تهيئة ما يمكن ان يجود به عليهم ولا يناقش واقعهم مع حكومته ولا يجد الوسائل الكفيلة بحفظ ماء وجه العراق الذي يثلم كل قليل بمشاهد أسوأ مما ذكرنا الان.rnواتذكر حين كنت مقيمة في دولة مصر كان علي ايضا ان احرص على توفير مبالغ يومية تكفي لعدم احراجي مع من يتسولون وحين ينتهي ما معي من نقود كنت اتساءل مع نفسي هل انا مسؤولة عنهم ام رئيسهم هو المعني اولا باوضاعهم؟؟ وها انا الان اعيد ذات السؤال مع نفسي الذي اعياني فنقلته اعلاميا الى المسؤول عله يجد ما يحفظ كرامتنا سوية نحن ومن يتسول فلا فرق بيننا ما دمنا الاثنان نتعرض لذات الموقف الحرج كل يوم وفي كل تقاطعات العراق وازقته وشوارعه المبتلاة بالفوضى والنفايات والزعيق والزحام وغياب الانسانية بصور متجددة.rnالعراق الذي دأب على التبرع لفقراء العالم أصبح مشروعا متجددا للتسول،وبتأكيد من وزارة التخطيط التي اصدرت تقريرا اوضح ان نسب الفقر تجاوزت الثلاثين بالمئة، وان معدل الحرمان في الجانب الصحي بلغ 29% والبنية التحتية 24% والسكن 24% والحرمان الاقتصادي للفرد العراقي 31% والأمن الاجتماعي 22%.rnترى ان كان المسؤول لا يتجول مثلنا ويرى ما يجري في شوارعنا فهل هو لا يقرأ ايضا ما يصدر من تصريحات وزاراته!!rnrn
وقفة :متسولون نفطيون
نشر في: 23 سبتمبر, 2012: 09:58 م