سامي عبد الحميد اتصل بي الأستاذ (أمجد الخزاعي) مدير الإعلام في محافظة بغداد يسألني عن رأيي في ما أقدمت عليه وزارة الثقافة بتخصيص مبالغ كبيرة لإنتاج أفلام سينمائية تعرض بمناسبة (بغداد عاصمة للثقافة العربية) فأجبته بأنها مبادرة مباركة تدل على اهتمام المسؤولين عن الثقافة بإظهار الوجه الثقافي لبغداد على أحسن حال وجمال، ولكن يبقى السؤال هل السينما وحدها تظهر ذلك الوجه الذي نريد؟ ثم نسأل أين هي دور السينما الضخمة والأنيقة كما هو الحال في باقي الدول،
rn التي تعرض فيها تلك الأفلام التي ستنتج. صحيح ان الانتاج السينمائي سيفعل الكثير ، سيظهر إبداعات العراقيين في هذا الحقل وسيشغل أعدادا كبيرة من العاملين –فنانين وفنيين، وهنا ايضاً نسأل هل لدينا كادر فني متخصص مؤهل لصناعة سينما متقدمة أم سيلجأ مخرجو تلك الأفلام الى الفنيين من دول أخرى وهذا ما سيحدث فعلاً على الاقل بالنسبة للبعض.rnويبقى السؤال الأهم، هل الثقافة هي السينما فقط؟ وهل لبغداد تراث سينمائي نفتخر به؟ هل للفيلم العراقي سوق عالمي كما حال الفيلم الإيراني مثلاً؟ أليس لدينا تراث ثقافي أكثر عراقية من ذلك التراث – المسرح الذي ترجع جذوره القديمة إلى آلاف السنين- إلى الطقوس التي يمارسها الرهبان في معابد سومر وأكد وبابل وآشور، والى ؟؟؟؟؟ والحكواتي وخيال الظل، وترجع جذوره الحديثة إلى نهاية القرن التاسع عشر، حيث ؟؟؟؟ المسرحيات في مدينة الموصل أولاً ثم انتقلت إلى بغداد وراحت الجمعيات والمنظمات والأحزاب ؟؟؟؟ الفن المسرحي إلى أن زارتنا الفرق المصرية وتعلمنا منها شيئاً عن هذا الفن الرفيع والى أن جاءنا (حقي الشبلي) بعد أن تعلم في فرنسا وافتتح فرع التمثيل بمعهد الفنون الجميلة وتخرج على يده وعلى تلامذته الأوائل المئات من فنانين المسرح من بداية الأربعينيات من القرن العشرين وحتى اليوم بقي في حقل المسرح كواجهة ثقافية ومتقدمة في عراقنا الحبيب ولا أريد أن ادخل حقولاً ثقافية أخرى ليست من اختصاصي، وأقول أليس من الأفضل أن ننتج أعمالاً مسرحية لبغداد عاصمة الثقافة العربية، نابعة من بغداد نفسها تكشف عن حياة البغداديين وتعكس حياة العراق بكامله، لماذا تقدم مسرحيات لمؤلفين أجانب ولا نلتفت إلى مؤلفيها المسرحيين المقتدرين، خالد الشوان ومحمد علي الخفاجي ومحمد جميل شلش ويحيى صاحب وعبد الحسين ماهود ويوسف العاني وعادل كاظم وطه سالم ومحي الدين زنكنه وجليل القيسي ونور الدين فارس وفلاح شاكر ومثال غازي وغيرهم كثير، أليس هؤلاء هم الذين يكونون تراث المسرح العراقي، وعلى نصوصهم وليس نصوص الأجانب نالت الفرق العراقية جوائز في المهرجانات العربية والعالمية أيضا.rnنعم إذا أردنا أن نبرهن أن بغداد عاصمة للثقافة العربية فيجب، بلا شك، أن يقترن الإنتاج الثقافي بهذه المناسبة ببغداد نفسها لا ببلدان أجنبية، صحيح أن المخرجين يريدون أن يظهروا إبداعاتهم عبر النصوص الأجنبية وفرض رؤاهم الخاصة ولكن هذه مناسبات خاصة ويجب أن يكون للإنتاج الثقافي المقدم فيها خصوصية أيضا، ولا ادري لماذا لم تعر الجهات الثقافية المسؤولة أهمية للمشروع الذي طرحته بشأن الاستفادة من حكايات ألف ليلة وليلة لتكون مصدراً للإنتاج المسرحي بهذه المناسبة الفريدة؟rn
كواليس :في بغداد عاصمة الثقافة العربية!
نشر في: 24 سبتمبر, 2012: 06:26 م