بغداد/ يوسف المحمداويوقف الملازم الأول احمد حائرا أمام رفض المسؤول العراقي تنفيذ الأوامر التي صدرت اليه من مديرية شرطة السماوة المقر العام، وبقي لدقائق مقلقة وهو يخير نفسه بين الانسحاب من الواجب او القيام بتنفيذ الامر الذي سيكون بمثابة نهاية خدمته الطويلة في وزارة الداخلية.
تذكر احمد وهو في دوامة التفكير المحير ان الأوامر الصادرة من قبل رئيس مجلس الوزراء السيد نوري المالكي تقضي وبما لا يقبل الشك والجدل منع أي وفود او فرق صيد خليجية من الدخول الى الأراضي العراقية لغرض الصيد أو أية اغراض اخرى الا بتخويل من قبل رئيس الوزراء، واعتقد احمد بان العلاقة بين بغداد وبعض دول الخليج كقطر والسعودية هي علاقة سيئة وبنى اعتقاده على التصريحات التي يطلقها بعض اعضاء مجلس النواب من دولة القانون،والتي تتصدر وسائل الاعلام بين الحين والآخر،وهذا الاعتقاد جعله واثقا من تنفيذ الواجب لكنه مع ذلك آثر الاتصال بمرجعيته الأمنية ثانية، فكانت الاوامر صارمة بضرورة تنفيذ الواجب وبأسرع ما يمكن.عاد احمد مع دوريته للموقع الذي تتواجد فيه الشخصيات والسيارات القطرية التي تجاوزت الحدود العراقية باتجاه بادية السماوة التي تشتهر بكونها منطقة صيد لأنواع مختلفة من الطيور الحرة التي تأتي إليها مهاجرة من بلدان مختلفة، تفاجأ احمد بوجود عضو مجلس النواب العراقي من دولة القانون، وهو مقرب جدا جدا من رئيس الوزراء،اسمه سيحيلنا اذا ما ذكرته انا واحمد بالتأكيد الى المحكمة تحت تهمة 4 إرهاب لكونه كما قلت لكم مقرب جدا جدا من رئيس الوزراء، والدليل انه قبل ايام طلب من احد القضاة الاسراع في اصدار الحكم باحدى الدعاوى،وحين قال له القاضي "كيف تسمح لنفسك بالتدخل في سلطة القضاء"رد عليه النائب بكل عصبية وعنهجية السلطة "اتدخل ..واتدخل..واتدخل..شئت ام أبيت".وحين حاول احمد مع دوريته تنفيذ الواجب وإلقاء القبض على المجموعة القطرية المتجاوزة للحدود،قال له البرلماني العراقي وبعصبية تدل على روح الكرم العراقي وكذلك على اهمية الضيف القطري "سأدفنك أنت ومن بعثك لإلقاء القبض في الصحراء..هل تعرف من هؤلاء؟ هؤلاء أسيادك".وبمرافقة سيل من الشتائم خرج احمد ودوريته من خيام الصيد الخاصة بأمراء من آل ثاني تاركين السيد النائب مع ضيوفه بعد ان وصل إليهم على متن طائرة مروحية خاصة، ليسألهم عن المشاريع وسبل التعاون ورأيهم في الفلة الأخيرة التي قام بشرائها مؤخرا في دولة الإمارات، فضلا عن أحاديث مشوقة عن طعم الحباري والغزلان، فيما احمد الذي ذاق طعم الاهانة أمام الغرباء راح يشكو لآمره تفاصيل الحدث، والمرارة التي يشعر بها حين يقومون بمنع العراقيين من ممارسة الصيد في حين يسمح للغرباء وبالقوة ممارسة ذلك، جاءه الجواب من الآمر "ابني القانون قانون خاصة والرجل من دولة القانون".
قطريون للصيد في السماوة بتأشيرة من دولة القانون
نشر في: 24 سبتمبر, 2012: 09:15 م