TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > استطلاع ثقافي: الرواية العراقية.. البحث عن خارطة جديدة لما بعد التغيير

استطلاع ثقافي: الرواية العراقية.. البحث عن خارطة جديدة لما بعد التغيير

نشر في: 25 سبتمبر, 2012: 07:11 م

المدى الثقافييتجه العالم في بناء ثقافته نحو الرواية كونها واحدة من مرتكزات التخيل التي تتيح للإنسان إن يكون ذاتاً مركزة على الكون والعالم والمحيط.. حتى باتت عالما قائما بذاته يمكن من خلاله تأشير واقع البلد والمجتمع من عاداته وتقاليده ومؤشراته وحتى واقعه السياسي .. ومر العراق بتجارب عديدة في السرد وانتقل من مرحلة تجريبية إلى أخرى لإعلان ثوبه وإعطاء صبغته ودلالته ويكون صورته التي تدل على منتجه إلا أن الظروف التي مر بها السارد العراقي
وخاصة في الربع الأخير من القرن الماضي ثم السنوات العشر من القرن الجديد لم تجعل هناك لحظوة التقاط الأنفاس لكي تظهر خارطة جديدة يمكن لها أن تؤشر أن هذه الرواية عراقية، كما يقول البعض فيها، يقول آخرون إن المرحلة قد بدأت لان الحرية الآن ربما تفضي إلى صنع خارطة عراقية لها..وما بين هذه المتغيرات طرحنا تساؤلا عن السرد العراقي ما بعد عام 2003، وتحديا عن الرواية هل تكون لها خارطة جديدة؟ هل يمكن أن يشير إلى تحول جذري في البنية السردية العراقية أم هناك إحباط من عدم الاستفادة من المتغيرات التي تحصل على الساحة السياسية لان كل متغير في المجتمعات يصنع الوقائع السياسية؟rnجاسم عاصي: نسبية الفرصالروائي والناقد جاسم عاصي يرى إن للرواية الصادرة بعد التغيير منحيين، الأول أنها استغلت الفرصة النسبية من حرية النشر فقدمت ما هو خزين في درج المكتبة الخاصة، وهذا خضع لمستويين أيضا، وهو عرض ما كُتب آنذاك، ثم ما حملته الذاكرة من صور، ويرى في المنحنى الثاني انه استجاب للمستجد من التغيرات الايجابية والسلبية ، وقدم نتاجه على أنه واحد من المرايا التي تواكب وتعكس مجريات المتغيّر . وفي هذا الحراك الروائي ، نقف على مستجدات في النظرة إلى الرواية على أنها جنس قادر على استيعاب أكبر قدر من الصور والمشاهد، والمتبلور في صراعات ذات مستويات متباينة.. ويضيف أن كتّاباً أكفاء جمعتهم الهجرة من البلد ساهموا في عكس معارفهم في هذا الجنس، فكتبوا نصوصا روائية مهمة، اشتملت على اجتراحات في تنضيد الأحداث وبناء الشخصية، والتعامل بحذر فني مع كل ما هو في حاضنة النص . والأسماء كثيرة يصعب وضع جرد لها. فـ (نجم والي) قدم نصوصا مهمة على صعيد التاريخ، وله في هذا أسسه وطرقه في التعبير عنها. وكذلك في ما كتبه (أسعد الهلالي) من روايات تـُعد مهمة على صعيد علاقة الرواية بالتاريخ. ومثل ذلك قدم (حسن الفرطوسي) روايتين مهمتين عالجت واحدة منها ظروف الأسر في مخيم رفحاء، وكيفية العمل على الأسس الأسطورية في الكتابة، والأخرى عن الواقع العراقي وظاهرة الهجرة عن الوطن. كما قدم (علي لفتة سعيد) روايته مواسم الإسطرلاب، وهي نص استوعب أحداثا ما قبل التغيير ولكن بأسلوب غلب عليه أسلوب ــ الأسطرة ــ في الكتابة الروائية. ولعل (علي عباس خفيف) له اجتراحاته في كتابة الرواية فكانت روايته (حي استيقظت من الحلم) خير دليل على قدرته في كتابة الرواية، وإمكاناته في جمع شتات الذاكرة. كذلك الكاتبان الشابان (ضياء الجبيلي ومرتضى كَزار) اللذان يتميزان عن أقرانهما من الشباب بالجرأة في اقتحام المسكوت عنه، وشجاعتهما في الدخول إلى ملفات التاريخ . ولكل منهما طريقته في ذلك . يشاطرهما الكاتب الشاب (ضياء الخالدي) الذي فاجأنا مبكرا في قدرته على الكتابة السردية في القصة. ولعل (حسن عبد الرزاق) من الذين انتبهنا لهم مبكرا ونحن ندرس مستوى ما يكتب في القصة القصيرة، توجها بالكتابة إلى حقل الرواية. ولا نخفي ما للكاتب (علي السباعي ) من إمكانية أرى أنه يهيئ لها لكتابة رواية.. ويصيف عاصي انه لا أستطيع الإغفال عن عدم ذكر اسمين مهمين في حقل الرواية، وهما (نصيف فلك) وإمكانيته في تحويل اليومي والمعاش إلى مراتب الفن الرفيعة. و(حميد الربيعي) وقدرته على المزج بين ما هو واقعي وأسطوري، وما هو واقعي وتاريخي. كذلك ( نزار عبد الستار ) الذي لم تأخذه الصحافة إلى رصيفها واتساعها، فأنتج رواية تـُعد مهمة في تاريخنا ما بعد التغيير. ولكي لا تكون مفضلين هذا على ذاك، فثمة نتاجات مهمة لـ (لطفيّة الدليمي) ولـ (نضال القاضي) و(لؤي حمزة عباس) و(جابر خليفة جابر) سواء في المبنى أو المعنى. وأرى أن مجال الاستفتاء له حدود، لعليّ أخذت القصوى منها. نكتفي بما تقدم ونعتذر من الآخرين الذين لم يرد ذكرهم، فهم كبار في ضميرنا وذاكرتنا.rnعمار أحمد: هيمنة السائد الثمانينيويقول القاص والمرواتي  عمار أحمد كان النظام السابق يريد للثقافة ان سير الثقافة في اتجاه واحد سردا وشعرا وإعلاما وفنونا، لكن لم يتمكن من ذلك والدليل منجز المبدعين الكبار كمحمد خضير، ومحمود جنداري، و(جماعة تضاد) في منتصف الثمانينيات..ويضيف هناك كتابات مبدعة أرخت لمرحلة مهمة جدا من مراحل ارتقاء الفن السردي القصصي العراقي والعربي..ويشير الى ان المنحدرات التي رافقت السردية والرواية خصوصا فإن ذلك لا يحسب على الفن السردي العراقي عامة، بقدر ما يحسب على منجِـزِيه أنفسهم، وفي كل مرحلة من مراحل الأدب العربي كانت هناك نصوص ضعيفة وهزيلة همها الفكري ضيق، وأدواتها الفنية فقيرة حد العدم. ولكن دائما ما تتشكل العلامات الفارقة لرقي أي أدب من الجهود الفردية الواعية بمنجزها على مستوييه الشكلي والمضموني. وبحسب أحمد فانه لا يمكن أن نطلبَ من شعب أن يكون أدباؤه كلهم في مرتبة واحدة، وأن تكون أعمالهم كلهم/ كلها، في مستوى واحد، فحتى أعمال الأد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram