اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ملوية سامراء فتنة معمارية شوّهتها معاول الإهمال

ملوية سامراء فتنة معمارية شوّهتها معاول الإهمال

نشر في: 25 سبتمبر, 2012: 07:19 م

 تحقيق/ يوسف المحمّداوي.. تصوير/ محمود رؤوفتحدثنا في حلقات سابقة عن الكثير من الشواخص والدلالات الأثرية العراقية المهمة، التي أصبحت مثاراً للإعجاب فقط من قبل دول العالم على اختلاف الحقب الزمنية، بل إن بعض تلك الدول لم تكتف بإشارات الإعجاب ومبررات التباهي،
 بل ذهبت إلى تقليد تلك الشواخص سواء كانت ذات تقنيات عمرانية عالية، أم مغريات دينية وتاريخية ذات أهمية حضارية.العراق وعبر تاريخه وارثه الحضاري الطويل كان وما يزال مركز استقطاب لتلك الحالات، لما يمتلكه من شواهد تاريخية لها قيمتها الفنية والحضارية المتميزة، اقلها إبداعا قال ويقول للمدونات التاريخية على اختلاف حقبها الزمنية "باقٍ وأعمارُ الطغاة قصارُ"، وملوية سامراء وجامعها الكبير ليست الأولى ولا الأخيرة، التي حاولت روح التقليد أن تنقل روعة ودهشة ودقة عمرانها لهذه الدولة أو تلك.rnفنار الدوحةعلى سبيل المثال لا الحصر في دولة قطر افتتح مركز قطر الثقافي الإسلامي، الذي يشتهر بمنارته الحلزونية التي تشبه ملوية جامع سامراء وسمي بفنار الدوحة، والمركز عبارة عن وقف خيري تديره وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في إمارة قطر من أجل تقديم خدمات تعليمية وثقافية مجانية لغير المسلمين.والذي تابع الحفل الفني الكبير في افتتاح دورة الألعاب العربية، التي أقيمت في قطر لا بد وان لفت نظره شكل مرجل دورة الألعاب العربية، الذي كان مستوحى من شكل ملوية سامراء التي تم بناؤها قبل فنار الدوحة بأكثر من 1200 سنة، وما يبعث الألم أن الدعاية الإعلامية للدورة كانت تشير وتهلهل لملوية فنار الدوحة ولم تذكر ملوية سامراء لا من قريب ولا من بعيد. منتجع في اليابانومن النماذج الأخرى التي حاولت أن تتشبه مدنها وتتباهى برائعة المهندس الكلداني دليل يعقوب، بنيت على غرار ملويته في منتجع (مانزيمو اوكين بارك) في اليابان، وهذا الموقع المطل على المحيط الهادئ كمنتجع سياحي عالمي منفرد بسحر طبيعته الخلابة،  ليصبح أكثر جذبا للسائحين حين بنيت فيه ملوية صغيرة مستوحاة من ملوية سامراء. وعشقا وتقليدا لروعة ودقة عمرانها، أمر حاكم مصر أحمد بن طولون بتشييد مئذنة جامعه المعروف في القاهرة. تشير المصادر التاريخية إلى انه لما انتقل المعتصم العباسي من بغداد إلى سامراء، راح يفتش عن موضع لبناء عاصمته الجديدة، فلما كان يتحرى المواضع وصل إلى موضع يبعد عن بغداد 118 كم، فوجد فيه ديرا للمسيحيين، فأقام فيه ثلاثة أيام ليتأكد من طبيعة الجو والمكان، فاستحسنه واستطاب، واشترى أرض الدير بأربعة آلاف دينار، وشرع في سنة (221 هـ) بتخطيط مدينته التي سميت (سُرّ مَنْ رَأى) يوم كانت المدينة عامرة ومزدهرة، ومنها نَحتتْ (سامراء)، وهناك من يقول بناها سام بن نوح فنسبت إليه، ورأي آخر يقول إن اسمها مشتق من اسم مستوطنة آشورية أو بابلية قديمة تعرف باسم سومروم أو سورمارتا، لكن انستاس الكرملي يقول إن الاسم موجود قبل مجيء المعتصم وقد ذكره المؤرخ الروماني اميانوس مرسيلنيوس، المهم أن سامراء قام ببنائها الخليفة العباسي المعتصم بالله سنة 221 هـ.الضحك بمرارة!أول ما بني فيها هو قصر الخليفة الذي سمي بدار العامة، ضحكتُ بمرارة وأنا اكتب هذا الاسم وحاشا إن كانت ضحكتي استخفافا بخليفة عربي خط له من المناقب والمآثر عسكريا وعمرانيا الكثير في ذاكرة التاريخ، ولكن مبررات ضحكتي كانت بسبب اندثار قصره الذي لم يتبقَ منه شيء، واسم دار العامة يتوافق مع قصور الشعب التي بناها المقبور صدام له، وبعد التغيير تحولت من قصور الشعب الى قصور النخب، فلا دار العامة المعتصمية ولا الأخيرة الصدامية دخلها الشعب ساكنا، وهذا بالحقيقة ما دعاني للضحك المر على مأساة علاقة بين المواطن العراقي المبتلى والسلطان الجائر المتحذلق.مدينة سامراء أخذت قدسيتها منذ أن ضمت تربتها الجسدين الطاهرين للإمامين علي  الهادي وابنه الحسن العسكري (عليهما السلام). وأصل الحضرة الشريفة هي دار كان قد اشتراها الهادي من المهندس الكلداني دليل بن يعقوب فأصبحت قبراً له ولولده العسكري (ع).عبقرية دليل الكلدانيودليل بن يعقوب هو مهندس عراقي، كلداني الأصل، كلفه الخليفة العباسي المتوكل بهندسة وبناء اكبر جامع في التاريخ الإسلامي، وأعلى وأدهش مئذنة في العالم في العصر العباسي، ولسحر عمرانها ورقي هندستها لا تزال محط اهتمام دارسي ومهندسي العلم العمراني الحديث في العديد من جامعات العالم.الملوية هي أشهر ما تشتهر به المدينة من معالم ما زالت حتى يومنا هذا تستهوي الملايين من عشاق السياحة والآثار والسفرات وما زالت العلاقة المميزة والإشارة البلاغية لسامراء. والملوية هي مئذنة في جامع أريد لها الارتفاع حتى يصل صوت المؤذن إلى رقعة أوسع وقد عرف المكان كله باسم (المسجد الجامع) الذي  بني في عهد الخليفة المتوكل  بين عامي 234 - 237 هجرية، على أرض قدرت مساحتها بـ 37920 مترا مربعا، بحيث يتسع إلى مئة ألف مصلٍ، وبذلك يعد اكبر جامع أثري في العالم.كأس فرعونويضم سياج الجامع المرتفع إلى 10.5م ، واحداً وعشرين باباً، وينهض سقفه على 488 دعامة، ولهذا البناء الفخم 40 برجاً وتتوسط صحنه (نافورة ل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram