TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :لذلك انتصرت إسرائيل

في الحدث :لذلك انتصرت إسرائيل

نشر في: 25 سبتمبر, 2012: 09:21 م

 حازم مبيضين صدور الحكم بسجن رئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود إولمرت, لمدة عام مع إيقاف التنفيذ وتغريمه ما يقارب20  ألف دولار, تكون الدولة العبرية من حيث لا تحتسب, علمتنا درساً جديداً, لنفهم كيف انتصرت إسرائيل على كل الجيوش العربية, ولماذا يدين الإسرائيليون بالولاء الأعمى لدولتهم, حد التضحية الكاملة دفاعاً عن وجودها واستمرارها.
rn طبعاً ضد الفكر الصهيوني الذي اغتصبت فلسطين على أساسه, وضد كل الممارسات التي ارتكبها ويرتكبها قادة هذه الدولة ضد الشعب الفلسطيني, لكننا نجد أنفسنا مجبرين على احترام استقلالية القضاء الفعلية, التي تقود إلى محاكمة رئيس وزراء والحكم بسجنه, لأنه فضل أحد شركائه في عقود عمل وتعيينات عندما كان رئيسا لبلدية القدس المحتلة. rnنتفهم أن للحكم وجهه السياسي, الذي تمثل بالاتفاق قبل صدور الحكم على عدم فرض وصمة عار بحق أولمرت, بعد أن تنازل عن امتيازات يستحقها كرئيس وزراء سابق, ذلك يعني أن الرجل اعترف بالخطأ, وأن الهدف النهائي لم يكن إذلاله بالكامل, بقدر ما هو رسالة تنبيه لكل مسؤول في الدولة, بأنه ليس كبيراً على المحاسبة, وليس طليق اليد بما هو فوق القانون. rnكانت المحكمة برأته من تهمتين, هما المغلفات المالية التي اتهم فيها بالحصول على رشى من رجل أعمال أميركي, وجباية أموال من أكثر من مؤسسة لتمويل سفراته إلى خارج البلاد, وإيداع الأموال في حساب بنكي لتمويل رحلات أفراد عائلته.rnقبل ذلك تلقى رئيس الدولة موشي كاتساف عقوبة بالسجن سبع سنوات, لتحرشه بموظفات في مكتبه, وهو يقضيها الآن في سجن معتسياهو, ولم يشفع له أنه شغل منصب وزير ما يقارب العشرين عاماً, قضاها في خدمة سياسات إسرائيل والفكر الصهيوني.rnلو فكر مواطن عربي واحد, من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر, باعتبار تصرف كهذا يقوم به رئيس أو مسؤول عربي فساداً, لما قبل بإيوائه حتى مشفى المجانين, ولكان تحول إلى موضوع للسخرية عند العامة, والمقت عند النخب.rnفي عالمنا العربي يوصف المسؤول الذي لايدبر حاله بالأهبل, والذي ينهب دون حياء بالفهلوي, ولا يتذكر الناس المسؤولين الشرفاء بعد مغادرتهم, بينما يظل اللصوص بفعل ثرائهم نجوماً في المجتمع, ويوصف المسؤول الذي يتحرش بموظفاته بأنه فحل ورجل, يستحق أن يشار له بالبنان, ولا تجرؤ بنت ناس باتهامه بالتحرش بها خوفاً على سمعتها ووظيفتها.rn في عالمنا العربي يصدر القاضي قراره ويده على قلبه, خوفاً من رد فعل غاضب من متنفذ أو مسؤول, يطيح بمستقبله أو ينغص عليه حاضره, وإن لم يحصل ذلك, فإن المناط بهم إنفاذ القرار سيماطلون, استناداً إلى قوانين عقيمة تحمي الظالم والفاسد.rnنتعلم اليوم من "أعدائنا" أن الدولة التي يكون فيها القانون لعبةً بيد السياسيين والسلطة التنفيذية, ستظل فاشلةً, ولن تحظى حتى باحترام مواطنيها وولائهم, وأن الدولة التي تكون فيها سلطة القانون محترمةً ومستقلةً, تستحق الاحترام والتضحية.rnنتعلم اليوم من "أعدائنا" أن القانون يجب أن يظل فوق الجميع, وأنه لامحاباة في تطبيقه, وأن الفاسد والسارق والمرتشي يجب أن ينال الجزاء, ليكون من حق الدولة مطالبة مواطنيها "الغلابى" بالامتثال للقوانين والانظمة, المفترض أنها موضوعة لحماية المجتمع وصيانة الحقوق.rnوأخيراً نتعلم الدرس الأهم, وهو كيف انتصر الجيش الاسرائيلي على كل الجيوش العربية, وكيف قبلت مجتمعاتنا بالهزيمة, وكيف نتنازل عن حقوقنا الشخصية والوطنية ما دمنا لانثق أن القانون فوق الجميع.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram