TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن :عبد الهادي الحساني: جعلوني مجرماً

العمود الثامن :عبد الهادي الحساني: جعلوني مجرماً

نشر في: 25 سبتمبر, 2012: 10:04 م

 علي حسينقبل ثلاث سنوات من هذا التاريخ خرج علينا القيادي في ائتلاف " مخالفة القانون " النائب عبد الهادي الحساني، ليعلن مكفهرا ومن على منبر إذاعة سوا الاميركية، اكتشافه المثير بأن وزير التجارة فلاح السوداني بري براءة الذئب من دم يوسف، وان ما حدث مجرد هجمة اعلامية ظالمة بحق شخصية وطنية، ناضلت وضحت كثيرا والاهم حسب قوله، ان الحاج السوداني يخاف الله ويؤدي الفرائض كاملة، وحج بيت الله عشر مرات، فكيف لرجل يحمل كل هذه المزايا والصفات أن يسرق ويهرب أموال اليتامى، ويستغل وظيفته ويحول الوزارة الى مرقص ليلي. 
rn تلك الليلة الليلاء ملأ الحاج عبد الهادي الحساني الاثير بكلمات وردية، عن الالتزام والاخلاق ومخافة الخالق والنزاهة، وطالبنا نحن أهل الاعلام بان نميز بين الحاج السوداني حفظه الله ورعاه، وبين الفساد في وزارة التجارة فهما نقيضان لا يلتقيان.. مشككا بنزاهة القضاء الذي تعرض الى ضغوط سياسية من اجل ان يصدر مذكرة إلقاء القبض بحق صديقه الحاج فلاح السوداني حسب قوله، أذن كل من حاول ان يفتح ملف السوداني فهو فاسد وباطل، الكتل السياسية والبرلمان والصحافة التي تطارد الشرفاء،  مهددا بأنه سيلجأ للقضاء لمقاضاة كل من تسول له نفسه الاقتراب من الخلوة الإيمانية للحاج وزير التجارة السابق.. وبعدما سهلت الحكومة للحاج السوداني طريق الهروب الى موطنه الاصلي بريطانيا، خرج علينا الحساني نفسه ليقسم بكل غال وثمين ان وزير التجارة سافر الى الامارات، لغرض معالجة زوجته ولم يكن في نيته الهروب، وانه خرج بعلم وموافقة مجلس الوزراء متهما الاعلام بإثارة ضجة لا معنى لها وقال كلمته التي ستذهب مثلا "نحن نتصور أن الدكتور عبد الفلاح السوداني من أكثر المسؤولين نزاهة وشعورا بالمسؤولية".rn قبل يومين نشرت هيئة النزاهة البرلمانية قائمة بأسماء نواب ومدراء عامين وأساتذة جامعيين متهمين بملفات فسادي مالي وأداري، وكان من ضمن الاسماء النائب عبد الهادي الحساني، الذي لم ينتظر طويلا فقد خرج علينا أمس ليردد نفس الاسطوانة التي غناها في التغزل بصفات فلاح السوداني، ولكن هذه المرة الرجل قرر أن يتغزل بنفسه، فقد وصف rn إدراج اسمه بقائمة المطلوبين للنزاهة بأنه "يمثل استهدافا سياسيا، نتمنى الورع والحذر في مثل تلك الأمور التي تفسد العلاقة بين أبناء الوطن الواحد"، ولم يكتف الحساني بذلك بل زاد في القصيدة بيتين من الغزل الرقيق حين قال انه "فوق مستوى الشبهات، وأن الأمور جرت في عجالة وسوف تصحح لصالح إنصاف الجميع وأولهم شخصنا الكريم"، طبعا لم ينس الحاج الحساني ان يحذر من الإعلام "الذي يبحث عن المعلومة التي يراد منها تهييج البعد العلاقاتي، وليست بصالح المشروع الوطني". rnوالمشروع الوطني الذي يتحدث عنه فضيلة الحاج عبد الهادي الحساني، هو المشروع الذي مكن فلاح السوداني من ان يحول أموال الحصة التموينية الى حسابه الخاص في لندن، وساعد عددا من مقربي الحكومة وأحبائها بان يشتروا الفلل في دبي ولندن، وساهم في أن يضع ساستنا ومسؤولينا على قائمة الرجال الأكثر ثراء في عمان وبيروت والقاهرة، ولان النائب الحساني رجل يخشى مخافة الله ولم تتلوث أيديه بدماء الغير، وكل ذنبه انه استطاع أن يستخدم نفوذه بعد عام 2005 فقام بالمشاريع الخيرية التالية: rnفتح شركة مقاولات في البصرة وحصل من خلالها على عقد لمجاري البصرة، أسس شركة الجنوب للاتصالات وقام بالحصول على عقد لصيانة بدالات محافظة البصرة، أسس شركة للتجارة العامة باسم "خزانة العرب" قام من خلالها بالحصول على عقود البطاقة التموينية من مادة الزيت السائل عن طريق صديقه المقرب "الحاج عبد الفلاح السوداني".. طبعا ولان البصرة مدينة النفط فقد أسس النائب الحساني لمواطنيه شركة نفطية باسم "شركة مشرف للخدمات النفطية". rnكل هذا وتصر هيئة النزاهة على اتهام الرجل "بذمته" التي لا يملك اغلى منها، ولهذا سيقرر ان يؤسس شركة لصياغة القوانين التي تحمي السياسيين من غدر الزمان، وسيكون أول قانون تنظمه يمنع محاسبة النواب السابقين واللاحقين ومساءلتهم لأنهم ناضلوا وجاهدوا وتركوا أوطانهم الأصلية –النائب الحساني يحمل الجنسية البريطانية– لكي يشاركوننا العيش بدون كهرباء وخدمات وامن. rn وبناء عليه ادعوا الله صادقا أن يكون كلام النائب حساني صحيحا، وأن تثبت الايام أنه لم يتورط بقضايا فساد، وأن الاتهامات التي وجهت له ناتجة بالفعل عن أعداء ينفذون أجندات أجنبية، مثلما خرج علينا ذات يوم من على قناة بي بي سي حيث كان يقضي الويك اند في لندن، ليقول بكل وضوح وصراحة أن تظاهرات 25 شباط قادها مجموعة من اللصوص.rnمبروك للسيد الحساني براءته التي صرح بها، ومبارك للعراق الذي يستطيع الآن أن ينام ملء جفونه مطمئنا على استقراره وأمنه وأمواله، وليرتاح جميع العراقيين، فالحاج عبد الهادي الحساني سيظل واقفا كالأسد يعارك اصحاب الأجندات الخارجية، ولا عزاء لأرامل ويتامى وفقراء هذا الشعب المغلوب على أمره. rnrn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram