ينتشر الفيروس المسبّب لمرض أنفلونزا الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة والخنازير الحاملة للمرض العديمة الأعراض، وينتقل عادة الفيروس بين الخنازير ونادراً ما ينتقل إلى البشر، إلا أن هناك حالات انتقال للفيروس
من الخنازير إلى البشر، ومن ثم بين البشر أنفسهم. ويعمل فيروس أنفلونزا الخنازير على إضعاف الأوضاع الصحية للناس، ولذلك فإن الناس الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة قد يصبحون عرضة للوفاة والموت أكثر من غيرهم. وفي بحث جديد يسلط الضوء على أخطر أمراض العصر، إلا وهو أنفلونزا الخنازير، أكدت منظمة الصحة العالمية أن معظم الأشخاص المصابين بوباء أنفلونزا الخنازير "إتش1 إن1" في جميع أنحاء العالم يعانون من مرض معقد شبيه بالأنفلونزا، يتطور تدريجياً إلى التهاب رئوي حاد. وأوضحت المنظمة أن المراحل الأولية لـ"الالتهاب الرئوي الفيروسي" هو الأكثر شيوعاً في الحالات الخطيرة، ويعد سبباً رئيسياً للوفاة. وأشارت المنظمة إلى أن الأطباء الذين نجحوا في التعامل مع هذه الحالات اتفقوا على أن المشهد الطبي لحالات الالتهاب الرئوي الشديدة مختلف بصورة لافتة للنظر من نمط حالات الأوبئة التي تم التعامل معها خلال مواسم الأنفلونزا، مضيفة أن المرضى الذين يعانون من حالات الالتهاب الشديدة بوجه عام تبدأ حالتهم في التدهور بعد ثلاثة إلى خمسة أيام من ظهور الأعراض. وأكدت المنظمة أن العلاج الفوري بالعقاقير المضادة للفيروسات يقلل من شدة مرض الالتهاب ويحسن من فرص البقاء على قيد الحياة. وأضافت المنظمة أن تكرار الإصابة بـ "إتش1 إن1" يعد المسبب المباشر للإصابة بالالتهاب الرئوي، حيث إن تكرار الإصابة بالعدوى المشتركة مع البكتيريا يمكن أن يسهم أيضاً في الإصابة بمرض حاد وسريع النمو. يذكر أن خطورة الإصابة الشديدة بالمرض تكمن بنسبة عالية في ثلاث مجموعات هي النساء الحوامل؛ خاصةً خلال الربع الثالث من الحمل، والأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين من العمر، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة في الرئة بما فيها الربو. وفي بحث جديد يسلط الضوء على تداعيات مرض أنفلونزا الخنازير، حذر أخصائيون أمريكيون من أن الأشخاص الذين يعانون من الربو أو أي مرض تنفسي آخر هم الأكثر عرضة لالتقاط فيروس أنفلونزا الخنازير. وأكد الدكتور توماس كاسايل نائب الرئيس التنفيذي في الأكاديمية الأمريكية لأمراض الحساسية والربو وعلم المناعة، أن فيروس أنفلونزا الخنازير يهاجم بشكل رئيسي الجهاز التنفسي، ولذا إذا كان المرء يعاني من مرض تنفسي مزمن مثل الربو، قد تصبح حالته أسوأ. وأوضح كاسايل: أن الأشخاص المصابين بالربو أو غيرها من أمراض الرئة معرضون أكثر من غيرهم لتطوير تعقيدات أنفلونزا الخنازير ولذا من المهم أن يكونوا حذرين وواعين وإنما غير مذعورين. وأكد كاسايل أن اكتشاف عوارض الأنفلونزا في وقت مبكر هو المفتاح الرئيسي لأن فعالية الأدوية المضادة للفيروس التي تؤخذ في هذه الحالة تكون أكبر كلما اكتشفت الإصابة أبكر وقد لا تفيد إذا أخذت بعد مرور 48 ساعة على الإصابة بالمرض. كما أشارت الدراسة إلى أن الأطفال الرُضّع والحوامل أكثر عرضة للإصابة بأنفلونزا الخنازير من غيرهم، لكنهم شككوا في أن تكون السلطات الصحية قد وضعت هؤلاء في قائمة اهتماماتها لحمايتهم من هذا المرض. وأكد الباحثون من المركز الطبي في جامعة بطرسبرج، أنه على الرغم من أن حوالي 56 بالمائة من المستشفيات ذكرت أنها بدأت بمعالجة هذه المشكلة لكن لم تقم واحدة منها حتى الآن بوضع خطة لتنفيذ ذلك. وأوضح الباحثون أنه على الرغم من احتمال تعرض السكان لخطر الإصابة بالأنفلونزا بشكلٍ متزايد لكن هناك معلومات قليلة عن سلامة التلقيح والعلاجات الخاصة بمكافحة الأمراض المعدية عند الحوامل والمواليد. رحلة أنفلونزا الخنازير في الجسم: يدخل فيروس أنفلونزا الخنازير كغيره من الفيروسات، إلى الجسم عن طريق الشعب الهوائية العليا ومنها إلى الخلايا التي يستخدمها من أجل التكاثر. وثمة ثلاثة أنواع من الفيروسات "ايه" و"بي" و"سي" ولا يسبب النوع الأخير إلا اضطرابات تنفسية بسيطة. أما النوعان "ايه و"بي" فيشملان نوعين من البروتينات السطحية هي "الايماجلوتينين" و"النورامينيداز" التي تظهر على شكل شويكيات تغلف الفيروس. والفيروس "اتش1ان1" "الايماجلوتينين" من النوع الأول و"النورامينيداز" من النوع الأول" الذي يقف وراء وباء أنفلونزا الخنازير هو من النوع "ايه". ويمكن أن يتفرع إلى أنواع ضمنها متغايرات عدة، ويتألف الفيروسان "ايه" و"بي" من ثمانية اجزاء من "آر ان ايه" "الحمض الريبي النووي" تختلط ببعضها كورق الشدة، كما تصفها عالمة الفيروسات سيلفي فان دير فيرف. ويمكن للفيروسين تاليا أن يخضعا لتغييرات كبيرة حتى انهما قد يتحولان بشكل جذري. ويعتبر الخنزير من حيث طبيعته مستقبلاً لأشكال مختلفة من الفيروسات يمكنها أن تجتمع لتولد فيروساً م
الالتهاب الرئوي يسبب الوفاة بأنفلونزا الخنازير
نشر في: 21 أكتوبر, 2009: 05:05 م