علاء حسن في ايام هيمنة الحزب الواحد الاحد ، كانت اهدافه وشعاراته تفرض بالقوة على العقول وتصل احيانا الى حد التهديد بالملاحقة لمن يعبر عن رفضه لمثل هذه التوجهات التي كانت سائدة ولم تنقطع حتى هذا اليوم . في التاريخ السياسي الحديث ، عرف العراقيون مئات الاحزاب وكلها تدعي خدمة الشعب وتحقيق اماله بالعيش الرغيد ، وهذه الادعاءات كانت هي الاخرى مثار تندر بين تلك الاحزاب ، والسخرية من بعضها اخذ طابع تبادل نكات وطرائف للنيل من قيادات وزعماء هذا الحزب وغيره ،
rn فزعيم الحزب الفلاني الحريص على تناول جدر باجة بعد احتساء بطل "عرك مستكي" يقابله اخر بصبغ لحيته بالحناء والوسمة لاظهار التقوى والورع ، وعلى هذا المستوى من "الخريط السياسي " كان مصير البلاد مرهونا بعقول صغيرة ، لم تسهم في تطوير الحياة السياسية بل قادتها نحو الحضيض بجهود الجميع ، الا باستثناءات قليلة جدا ، عندما فرض الشعور الوطني بلورة موقف موحد تجاه قضية معينة ، ولكن سرعان ما يعود كل طرف لخندقه لقناعته بان اهدافه هي الوحيدة المعبرة عن تطلعات الشعب العراقي المعروف بانه اصبح مثل "التختة " لثرم البصل الاخضر واليابس بسكاكين الساسة منذ عشرات السنين .rnيقال ان العراق وبحسب باحثين ، لم تعرف احزابه التنافس السياسي بقدر اجادتها ادارة الصراع المصحوب بعمليات عنف ، ففكرة تشكيل جبهة وطنية ، او اقامة تحالف واسع سرعان ماواجهت طعنات بخناجر الساسة عندما اصبحوا في السلطة ،وحولوها الى واجهة امنية لحماية مصالحهم بالاحكام العرفية ، واجراءات اخرى شبيهة بتلك الاحكام لاخراس الصوت الاخر .rnكانت حيطان الابنية في العاصمة بغداد وبما تحتويه من شعارات مكتوبة تعكس مرحلة سياسية تعبر عن انحطاط خارج عن المألوف ، احدهم كتب شعار الحزب على حائط منزل في محلته ، وبعد ساعة حذف احدهم حرفا من كلمة الحزب ، فاصبح الشعار اباحيا يخدش الحياء ، الامر الذي جعل اهالي المحلة يستخدمون الصبغ الاسود لاخفاء الشعار، لكنه ظل حدثا تتداوله الالسن وسط سخرية البعض والتلويح بالانتقام من البعض الاخر ، هذه الحادثة لها مثيلاتها في معظم المدن العراقية المعروفة بانها تضم انصار ومؤيدي احزاب متصارعة.rnفي زمن تعدد وسائل الاعلام واحتفاظ الاحزاب والقوى السياسية بفضائياتها وصحفها انتفت الحاجة للجدران لتجسيد شعار الحزب والترويج لافكاره ، وعبر الشاشات، يأخذ الصراع شكل مواجهة بين "الديوك الهراتية" بتشجيع من اطراف دولية واقليمية ، وعلى الرغم من مشاركة معظم تلك الاحزاب في الحكومة ، وايمانها بالدستور ، وسعيها لتوطيد التجربة الديمقراطية ، الا انها وربما عن قصد تحاول ان تكون صاحبة الشعار الواحد على الحايط ، من دون ان تعي بان العراقيين ، واستنادا الى احتفاظ ذاكرتهم بشواهد عن شعار الحزب ، لايرون فيه الا ما يخدش الحياء ، الكتابة على الحيطان قبل عشرات السنين ، تتجدد اليوم ، عبر عشرات شاشات الفضائيات وكل طرف يشجع ديكه الهراتي لتحقيق فكرة البقاء الدائم في السلطة ، بمنقار مكسور ، وشعار حزبي يخدش الحياء . rnrn
نص ردن:حزب "هراتي"
نشر في: 26 سبتمبر, 2012: 08:16 م