TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :ديون المالكي

سلاما ياعراق :ديون المالكي

نشر في: 26 سبتمبر, 2012: 09:29 م

 هاشم العقابيتحظى أحاديث الرؤساء باهتمام كبير من قبل مراكز البحث لتحليل مضامينها، لأنها تكشف عن افكارهم وتوجهاتهم ومعتقداتهم. ويهتم المختصون ببحوث "تحليل المضمون" بالحوارات التي تجري مع الرؤساء عبر وسائل الإعلام، أكثر من اهتمامهم بالخطابات المكتوبة او المسجلة سلفا.
rn فالأخيرة غالبا ما يكتبها المستشارون وتخضع الى "فلترة" وتدقيق. فتحذف منها فقرات وتضاف أخرى الى ان تصبح جاهزة للنشر أو البث. ولهذا تفقد عفويتها وتصبح غرضية لا تكشف لنا حقيقة قائلها. اما الحوارات الصحفية والتلفزيونية فهي التي تتلاقفها مراكز البحوث خاصة اذا كان المحاور محترفا يقظا يعرف كيف يختار أسئلته. rnلقد تابعت الحوار المسلسل الذي أجرته قناة العراقية مع السيد المالكي، والذي ظهر منه جزءان ستتبعهما أجزاء أخرى لا نعرف عددها. كان المحاور سلبيا منصتا معجبا. لم تكن لديه أسئلة ولا حتى ورقة وقلم. كان المالكي يناقض نفسه أحيانا دون استفسار او اعتراض من المحاور. مع ذلك فان ما تحدث به  كشف لنا، وقد أتحدث عن نفسي هنا بصيغة الجمع ولا ادري، جانبا من الطريقة التي يفكر بها والذهنية التي يعتمدها في إدارة شؤون الحكم.rnسجلت الساعتين من حديثه وباشرت في تقسيمهما بحسب ما ورد فيهما من افكار متوخيا الموضوعية قدر الإمكان. ساكتب عما توصلت اليه بعد ان تنتهي سلسلة أحاديثه التي يبدو انها ستكون "طويلة". هذا لا يمنع من الكشف عن بعض النتائج الأولية التي وجدت فيها إجابة عن الطريقة التي يختار بها رئيس الوزراء مستشاريه ومقربيه.rnكان واضحا من حديثه، ان المالكي يشعر بثقل دين كبير لمجموعة من أصدقائه وأعضاء حزبه الذين جعلوا هروبه من العراق سفرة سياحية ذات خمس نجوم. اقول هذا لأني، وبحكم علاقتي القريبة بكثير من المعارضين للنظام السابق، اسلاميين ويساريين، خاصة الشيوعيين منهم، سمعت قصصا مرعبة عن معاناتهم اثناء هروبهم لسوريا او ايران. قصص لو كشفوها على الفضائيات وقورنت بسفر المالكي لقلتم ان منح رحلته تصنيف الـ"خمس نجوم" قليل بحقها.rnلم يسدد المالكي ديونه من جيبه، بل جعل الدولة العراقية تسددها عنه لهم. فمن حوّل لرئيس الوزراء اموالا يوم فاقته في سوريا، او ساعده في ايجاد سكن، أو ارتبط معه بصداقة عائلية، صار مستشارا او "عرّابا" للرئيس، او ممسكا بمفصل امني او اداري خطير في اقل تقدير. لقد تحكم هؤلاء بمصير الدولة ورقاب الشعب من دون ان يكون لأي منهم خبرة او تجربة مهمة في ما اسند اليه. أغلبهم لم يعمل في وظيفة خدمية او حتى مدنية طيلة حياته. rnان رد الدين نبل. لكنه يصبح نقيض ذلك اذا وهب المديون ديّانه ما لا يملك. خوفي ان يسدد المالكي ديون البنية التحتية بالطريقة ذاتها، فيضيّع خيط الوطن وعصفوره هذه المرة.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram