TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن:الفرق بين حنان الفتلاوي وفائزة رفسنجاني

العمود الثامن:الفرق بين حنان الفتلاوي وفائزة رفسنجاني

نشر في: 26 سبتمبر, 2012: 09:57 م

 علي حسين بعيدا عن خطب الصيهود وصولات عالية نصيف وابتسامة عباس البياتي، وهو يخبرنا من أن التحالف الاستراتيجي مع موريتانيا لا يستهدف أحدا، فقد أثار اهتمامي خلال الايام الماضية  خبران على جانب كبير من الاهمية، الاول يقول ان  السلطات الإيرانية اعتقلت "فائزة رفسنجاني"، ابنة الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، وذلك على خلفية اتهامات بتورطها في نشاطات دعائية ضد نظام الحكم، وتذكرت انني قرأت لهذه السيدة الشجاعة جملة ظلت راسخة في ذهني، حين ردت على الذين ينتقدونها بسبب مشاكستها في الاحتجاجات  بالقول: 
rn"يصول اللصوص والجواسيس في البلد ويجولون بحرية ولا توجد مشكلة معهم، لكن مشكلة  الحكومة حاليا هي نحن لأننا نساير الناس البسطاء" الخبر الثاني الاستقالة التي قدمتها الدكتورة منال الطيبي عضو اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور المصري والتي قالت في خطاب استقالتها: " إنني قد وصلت إلى قناعة نهائية أنه لا جدوى من الاستمرار في عضوية الجمعية التأسيسية، إذ إن المنتج النهائي لن يرقى أبدا إلى المستوى الذي يطمح إليه غالبية الشعب المصري، بل بات واضحاً أن الدستور يُعد ليكون على مستوى فئة محددة ترسخ لمفهوم الدولة الدينية لتستحوذ بذلك على السلطة، ليتمخض الأمر في نهاية المطاف عن دستور يحافظ على ذات الركائز الأساسية للنظام الذي قامت الثورة من أجل إسقاطه، مع تغيير الأشخاص فقط.،  وليس تغييرا جذريا في بنية النظام كنتيجة حتمية للثورة المصرية المجيدة". وأنا أقرأ الخبرين تذكرت البرلمانية  "الحاجة" حنان الفتلاوي التي خرجت علينا ذات يوم بنظرية "المقص" وهي النظرية التي ارادت ان تثبت فيها للعراقيين جميعا، بان متظاهري 25 شباط  جمعوا  كل  "مقاص الحديد" من السوق ليستخدموها في سرقة المحلات التجارية والبيوت، في ذلك الوقت اصرت النائبة المنتخبة على تغييب ارادة الناس، واستحضار روح الدكتاتورية البغيضة، حين حاولت ومعها عدد من مقربي رئيس الوزراء، ان ينصبوا مجلس عزاء للديمقراطية، وطلبوا منا نحن المواطنين ان نقرأ صورة الفاتحة على الدولة المدنية، قلت مع  نفسي ماذا لو كانت  فائزة رفسنجاني عضوة في البرلمان العراقي؟ او ان منال الطيبي عضوة في احدى الهيئات المستقلة بالتأكيد سيتكرر معهن نفس السيناريو الذي تكرر من قبل مع السيدة هناء ادور.. حيث سيعزف اعلام المقربين لحنا عن الاجندات والتمويل الخارجي والارهاب. rnمنال الطيبي وفائزة رفسنجاني مثال مشرق لمجتمع حر يناضل ضد الظلم والاستبداد ودولة الفتاوى، فيما العديد من نائباتنا اصبحن اليوم مجرد ديكور في مجلس نيابي يدير مقدراته عدد من الاشخاص.. بل ان العديد منهنّ اصبن للاسف بنوع من فوبيا الاصلاح. ومحاسبة الفاسدين، تجعلهن كلما ذكرت كلمة فساد يستغرقن  في نوبة من الهرش وحك الجلد بعنف حتى تسيل منه عبارات التخوين والشتائم، نائبات يعشن  عالماً من الخيال والأحلام، حيث لا يشعر البعض منهن بمعاناة  بالناس، ولماذا وتحت أيديهن  كل ما يشتهينه ويتمنينه؟  rnكنت اتمنى لو أن الفتلاوي بدلا من ان تشتم المتظاهرين وتخون كل من يتجرأ على الحديث عن رئيس الوزراء، ان تعترف وبجرأة بالأخطاء التي رافقت الحكومة وبالأداء الكاريكاتيري لمجلس النواب والتي يدفع ثمنها الناس كل يوم، والا تقول لنا ان ثمار الديمقراطية سوف يستفيد منها العراقيون جميعا، ولأن هذا لم ولن يحدث، فالذين تولوا الأمور لا يعرفون الشبع، منزوعو الهوية الاجتماعية والضمير الانساني.rnاليوم ونحن ننظر الى المواقف الشجاعة التي اتخذتها فائزة رفسنجاني ومنال الطيبي، سنجد حتماً ان العديد من "نائمات" مجلس النواب العراقي سينظرن الى هاتين السيدتين  بمنتهى الاستخفاف والتعالي،لانهن رفضن المشاركة في مهرجانات الشعوذة السياسية التي تقام في بلدانهن.rnاليوم نحن أمام برلمانيين، بلا خيال سياسي تقريبا إلا إذا اعتبرنا الحيلة نوعًا من الخيال واعتبرنا الخطب والشعارات والظهور المتواصل في الفضائيات  يمكنه أن يحل مشكلات العراقيين. rnعندما يتعلق الأمر بقضايا وطنية كبرى مثل الحريات والديمقراطية والإصلاح.. فإن الأمر يختلف إلى حد كبير عند الفتلاوي وغيرها من النواب. rnكانت الناس تعتقد أن الحرية والأمان والمساواة حق؟ فإذا هم أمام ساسة حولوا الحق إلى ضلالة والحياة إلى جحيم يكتوي بنارها معظم العراقيين. rnبالتأكيد ان الفتلاوي ومعها نائبات الزمن الجديد سيتلمظن ويشتعلن غيظا وغضبا، من امراة  قررت  أن تتخذ موقفا شجاعا، اسمها فائزة رفسنجاني، لكن من حسن حظ الناس أن حبل الخداع  والانتهازية  قصير، ففي  نهاية الأمر على السياسي  أن يختار فى أي معسكر يقف.. وتلك هي المشكلة التي تواجه معظم سياسيينا، لانهم يريدون ان يلعبوا على كل الحبال.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram