في فيلمه الرابع ، يقدم المخرج الصيني الشاب ( وونغ شاو ) دراما رومانسية انيقة عن علاقة عاطفية تعيشها الشابة هي سيزهو (الممثلة يان بنغيان ) المتزوجة من طبيب جراح مع استاذها في رقص التانغو ( الممثل لي نايوان ) ،
وطوال ساعة ونصف هي مدة عرض الفيلم الجديد (ذكرى حب )، يعيش الثنائي العاشق تحولات وتجارب جديدة من نوعها .. يأتي عرض الفيلم بعد اسبوع واحد فقط من عرض فيلمه الثالث ( رحيل كاثرين كورسيني ) ويقدم الفيلمان قصتين عن الحب والخيانة والخداع والاحلام والهواجس ...ويتساءل الفيلمان عن نوع الحب الذي يفضله المشاهد ، هل هو الهوى المضني الذي حين يتحطم لايعود ابدا ، ام انه الحب طويل الامد الذي يعيش رغم الخيانة عبر النسيان والالم.. كان شاو قد قدم من قبل فيلمين يناقشان قضايا اجتماعية مهمة ويعبران عن حياة شرائح محرومة من الاهتمام كالايتام في فيلمه ( يتيم آنيانغ ) والفقراء في فيلمه ( سيارة فاخرة ) ..، اما في فيلميه الاخيرين فهو ينتقل الى الاجواء الرومانسية ويعيش ابطاله وسط مظاهر غربية وانيقة رغم انتمائهم الواضح الى الطقوس والتقاليد الصينية الخالصة .. " هذه المرة ، تنتمي شخصياتي الى الطبقة البسيطة " –كما يقول المخرج الشاب –ويضيف " سيتحدث ابطالي عن مشاعرهم وحياتهم الخاصة لأننا بدانا نفتقد قيمنا الروحية العميقة اسوة بالغرب "... هي سيزهو في فيلم ( ذكرى حب ) هي زوجة للطبيب الجراح (لي اوكسان ) وهي تدخل في علاقة سرية مع استاذها في رقص التانغو ( شين مو ) ..ويصف المخرج شاو رقص التانغو بانه لمسة مجانية للحب والبوح بالعواطف ،وهو يشكل حاليا جزءا من الواقع الحضري الصيني اضافة الى الرقص الامريكي اللاتيني ويشكلان كلاهما بديلا عن الاكروباتيك والجمناستيك الصيني .. فجأة ، يقع حادث سير لسيزهو وعشيقها مو وينقلان معا الى المستشفى حيث يعمل زوجها لي اوكسان الذي يكتشف خيانة زوجته ،كما يكتشف ايضا فقدانها ذاكرتها ونسيانها حبيبها السابق وزوجها اوكسان وعشيقها استاذ التانغو معا ..يحاول اوكسان استغلال هذه الحالة لصالحه بابقائها اسيرة لحالة فقدان الذاكرة ، لكن حالتها الذهنية والعقلية تتطور سلبيا ،ولكي ينقذها ،يقررالطبيب المخدوع اعادة ذاكرتها اليها واحياء ماضيها لتقرر الاختيار بينهما بحرية !! ويقول شاو ان مايحدث في الفيلم هو اسطورة حب تنبع من مشاعر وانفعالات شخصية وتتجاوز حدود الواقعية ، فالحب يحدث في كل مكان وكل زمان في الفيلم وهو ياتي من لامكان ويختفي فجأة وبغموض مايقلب الاقدار ويصبح من الصعب مواجهة مثل هذه التغيرات ؟...اما عن كيفية مواجهة ابطاله لهذه التغيرات فيقول شاو ان بعضهم يظل اسيرا لمعاناته والبعض الاخر يرفض الواقع ويفعل أي شيء لأعادة الامور الى سابق عهدها وهذا مافعله لي اوكسان الذي اعاد الذاكرة لزوجته مضحيا بحبه ومتخلصا من غيرته لينقذها..ويقول شاو انه استند في ذلك الى نوع من الفلسفة الصينية والى مايقوله المثل الصيني القديم ( عد خطوة الى الخلف ، وسترى مستقبلا اكثر تسامحا) ،لذا فضل شاواللعب على حبال ثلاثة ازمان بتاطيره الحاضر بعودة اضطرارية الى الماضي الذي يعطي املا جديدا للمستقبل ! ويعتقد شاو ان فيلمه يثير تساؤلا حول الحب الحقيقي وعن كونه خيارا وليس قرارا ، فالمشاعر يمكن ان تكون عابرة وتزول طالما الحياة في تغيير دائم وهو ماتذهب اليه الفلسفة الصينية القديمة التي ترى بان الحركة وعدم الثبات هما الجوهر لأن الانسان يعيش تحولات دائمة ، اما الحب الحقيقي فهو ثابت طالما يمتلك القدرة على قبول تلك التحولات وعلى الادراك والتسامح ، لكن المشكلة الكبرى في عالمنا الحاضركما يقول شاو هي ( نقص الثقة ) في الحب وعدم وجود رغبة حقيقية بالمجازفة من اجله ، لذا يغيب الحب الحقيقي او يكاد تدريجيا امام زحف الحضارة .. ملاحظة : اسم الفيلم Memory of love اسم المخرج Wang chao
فيلــم (ذكــرى حــب): تانغــو صينـي انيـق عـن الحـب والذكريـــات..
نشر في: 21 أكتوبر, 2009: 05:35 م