TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان:المفوّض المسيحي..

كتابة على الحيطان:المفوّض المسيحي..

نشر في: 28 سبتمبر, 2012: 09:12 م

 عامر القيسيما الذي كان سيخسره التحالف الوطني أو تحالف العراقية لو أن أحدهما، بالتوافق كالعادة، منح مقعدا من مقاعدهم في مفوضية الانتخابات الى المكوّن المسيحي وهم أهل البلد الاصلاء قبل نشوء التشيّع والتسنن ومنطقيا تعني قبل ظهور الإسلام؟
rnما الذي كانت ستخسره الكتلتان لو أنهما فعلتا ذلك وجعلتا الجمهور المخدوع بهما يصدق أنهما لمرّة واحدة تصرفا خارج المغنطة الطائفية والحزبية؟rnما الذي سيخسرانه لو أنهما جعلتانا نجبر أنفسنا على أن نصدق شعاراتهم عن المواطنة وحقوق المواطنين؟rnفي ظل المنازعات غير المحترمة على المناصب، من هذا النوع، ولي الأذرع وتقاسم المغانم، يكون كلامي محط سخرية حقيقية من قبل التحالفين، وهما واقعيا تعبير وان لم يكن دقيقا جدا للمكونين السني والشيعي، وينطبق عليّ في مثل هذه الاجواء المثل الشعبي "عرب وين وطنبوره وين" وهي استعارة منطقية للحالة، ففعلا أين نحن مما يجري في المشهد الطائفي العراقي؟.. أين نحن من الحسابات الدقيقة لحصد المكاسب الطائفية على حسب مفاهيم المواطنة؟..أين نحن من الخداع الشعاراتي الذي تمارسه الكتلتان معا، واللتان ترفعان شعارات المواطنة وحقوق الجميع في الوطن، لنكتشف في التطبيق العملي انهما غارقتان في مستنقع الطائفية المقيت ولا يريدان أن يخرجا منه وينفضان أوحاله عن جسديهما لأنهما بكل بساطة يعتاشان عليه وعلى إفرازاته وروائحه!!rnالطائفة لديهما فوق الوطن والمواطنة.. ولو لم يكن الامر كذلك واقعيا لوجد الكثير من المعضلات طريقها الى الحل، بل لما راوحت العملية "السياسية" مكانها والاصح تراجعت، ولوجدنا أنفسنا في مربع متقدم من هذه العملية العرجاء.rnمقعد واحد للمكون المسيحي.. وان لم يكن من حصص الآخرين كان بالامكان اضافته لوحده مع مكون آخر دون دخول بقية الكتل حلبة الصراع من اجل الاستحواذ على الاضافيات، التي كان من المفترض ان تكون ستة مقاعد لم يجر الاتفاق على من يشغلها لانها تحت وصاية الصراع الطائفي والقومي.. فعن أي عملية سياسية نتحدث.. وعن أي حقوق مواطنة نرفع شعاراتها؟..وعن أي مستقبل لبلد يواصل قادته اغراقه وابقاءه في مستنقع الطائفية؟..rnعلينا ان نعترف بكل شجاعة ودون شعارات كاذبة ممقوتة ان البلاد دولة وحكومة تقودها اجندة طائفية تترسخ كل يوم وتشكل مع الاستحواذات الحزبية والمناطقية والنمط الدكتاتوري في قيادة الحكومة، المستنقع الذي نتحدث عنه، وبدون الاعتراف بذلك لن نستطيع على الاطلاق  الانطلاق الى الامام وسنواصل الثرثرة عن الديمقراطية وحقوق المواطنة للكذب والمراوغة وخداع الآخرين. مثل هذا الكلام لا يروق للكثيرين كما انه لن ولم يستفز العقول المشبّعة بجنون الطائفية وويلاتها.. وان اعترضت الكتلتان، التحالف والعراقية، على مثل هذا الكلام نتحداهما ان يعملا بالتوافق على  حصول المسيحيين على كرسي في مفوضية الانتخابات، عندها سنراجع أفكارنا لان في المفوضية.. مفوّض مسيحي!!rnrn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram