بغداد/المدى على الرغم من تحول استمارة القبول إلى الكترونية بدلا من ورقية إلا أن ذوي الطالب ما زالوا يصرون على التدخل في الاختيارات وفرض رغباتهم. ومع إعلان وزارة التربية عن بدء التقديم على القبول في الجامعات للطلبة خريجي المرحلة الإعدادية لجميع فروعها عن طريق ملء الاستمارة الاليكترونية
rn والتي تطبقها الوزارة لأول مرة. ازدادت حيرة وقلق الطلبة حيث يعد ملء الاستمارة مشكلة قائمة بين رغبات الأهل وطموح الأبناء.rnويعتقد المتخصصون أن تدخل الآباء في ملء الاستمارة الاليكترونية الخاصة بقبول أبنائهم في الجامعات، قد يطيح بأحلامهم ويجهضها بل قد يغير مستقبلهم تماما.rnمشاكل تدخل الأهل في استمارة القبول rnويشير المختصون الى ان بعض الآباء يفرضون رغباتهم ويخيرون أبناءهم ما بين رغباتهم وقناعاتهم، لا رغبات وقناعات أبنائهم، اما البعض الآخر فإنه يحاول ان يحقق له الأبناء ما عجز عن تحقيقه هو، وبين هذا وذاك يقع الأبناء ضحية لغطرسة وإصرار آبائهم عند ملء استمارة التقديم الجامعي.rnتخرجت الطالبة اسراء محمد هذا العام من المرحلة الاعدادية، بعد ان عانت الأمرين كي تحصل على معدل 95% والتي أكدت دور اسرتها في توفير كل السبل لتحقيق ذلك حيث الدروس الخصوصية وتوفير مستلزمات الدراسة والسهر على راحتها وكل هذه الأمور ساهمت إلى حد كبير في تحقيق هذا المعدل.rnلكن أباها يصر على أن تكمل دراستها في كلية الطب في جامعة القادسية حصرا. مبررا ذلك بأنه يخاف عليها كونها صغيرة السن، بالرغم من حلمها الذي لطالما عاشته بأن تصبح صيدلانية وهي الآن في حيرة وتردد بين رغبة عائلتها وطموحها.rnأما الطالب أنمار حسين فقد اخفق في العام الماضي في تحقيق معدل يرضي رغبة الأهل، مما جعله يعيد السنة الدراسية ليحقق معدل 88% هذا العام مما سبب له مشكلة مع والده الذي كان يطمح أن يحقق معدلا عاليا ليكمل دراسته في كلية الطب، تحقيقا لرغبة أبيه على عكس رغبته لإكمال الدراسة في كلية الهندسة كونه يعشق هندسة الحاسوب والبرمجيات، لكن أباه يصر على أن يكمل دراسته في الطب او الصيدلة وهذا لا يتحقق وفق ما حصل عليه من معدل وهو في حيرة، وخاصة انه توسط أكثر من مرة لدى أعمامه لإقناع أبيه لكن ما باليد حيلة.rnولم يكن حظ الطالبة نسرين علي أوفر من غيرها، فهي الأخرى قد عانت الأمرين، حيث تم قبولها العام الماضي في كلية الهندسة القسم المدني وهذا ما كانت تحلم به ولنكه أثار حفيظة أبيها وهددها وخيرها بين تزويجها من ابن عمها الذي يكبرها بكثير أو أن تترك الدراسة في كلية الهندسة.rnوتقول نسرين انه وبعد وساطات بعض الأقارب، قبل والدها أن تنتقل الى الدراسة في كلية التربية قسم اللغة الانجليزية، ولأن هذا الخيار لم يكن موافقا لرغبتها، بكت نسرين كثيرا وما زالت تتحسر على تحقيق حلمها، لكنها ترى أن الدراسة في كلية التربية أفضل من الزواج من أبن عمها بكثير.rnوتأمل نسرين علي أن لا تتكرر تجربتها مع شقيقتها (لمى) والتي حصلت على معدل يؤهلها للقبول في كلية الهندسة لكن والدها يصر على أن تكمل دراستها في كلية التربية كونه يفضل مهنة التعليم، متجاهلا رغبة وقناعة ومستقبل بناته.rnويلفت بعض المتخصصين الاجتماعيين النظر إلى أن المشكلة تكمن في أن بعض الأسر لا تعي حقيقة ما يحتاج إليه المجتمع من اختصاصات، كما أنها تعاني من عقدة ضرورة أن يكمل أبناؤهم الدراسة في كلية الطب او الهندسة، فمنذ الصغر يلقنون أبناءهم بأنهم سيصبحون أطباء أو مهندسين ولا يرضون بأقل من ذلك.rnفي الوقت الذي يشير فيه عبد الكريم مهدي وهو طبيب بيطري إلى أن ابنه الأكبر أكمل دراسته في كلية الهندسة حسب رغبته هو (الابن)، أما شقيقه الأصغر منه فقد أكمل دراسته ودخل كلية القانون الأهلية.rn rnمشاكل تدخّل الأهل في استمارة القبول rnويرى مهدي أن مستقبل الطالب خريج الإعدادية يتحدد من خلال ما يحققه من معدل ، فضلا عن حسن ملء الاستمارة وحسن الاختيار وعليه لا بد من ترك حرية الاختيار للأبناء مع توجيههم وعدم التدخل وفرض رغبات الاباء على طموح وأحلام الأبناء، فتحقيق رغباتهم يدفعهم للنجاح في تحقيق مستقبل، فلا بد من وجود تفاهم بين الآباء والأبناء خصوصا في هذه المرحلة بالذات، فالضغط الذي يتعرض له أبناؤنا الطلبة من خلال تدخل الآباء في اختيارهم للدراسة التي يرغب بها الآباء وليس الأبناء والتي قد لا تنسجم مع ميولهم ورغباتهم مما سيؤثر على مستواهم العلمي في الجامعة.rnويضيف أن كثيرا من الطلبة المتفوقين والذين أهلهم معدلهم للدخول في كلية الطب أو الهندسة أو الصيدلة فشلوا في اجتياز الدراسة الجامعية في المراحل الأولى وكان مصيرهم الرسوب لذا على الآباء أن يوجهوا أبناءهم لملء استمارة القبول المركزي في الجامعات العراقية وحسن الاختيار دون فرض رغباتهم كون الطلبة في هذه المرحلة قد لا يحسنوا الاختيار مما يتطلب من الآباء إيجاد طريقة للإقناع بعيدا عن الترهيب والزجر أحيانا مما يؤدي إلى نتائج عكسية يندم عليها الآباء والأبناء معا.rn
استمارة قبول الجامعات.. تخضع لإرادة ذوي الطالب
نشر في: 29 سبتمبر, 2012: 07:09 م