TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: هل تسقط حلب؟ هل يسقط النظام؟

في الحدث: هل تسقط حلب؟ هل يسقط النظام؟

نشر في: 29 سبتمبر, 2012: 08:08 م

 حازم مبيضينمع معرفتنا واعترافنا بأن نتائج معركة حلب ستكون حاسمة, بغض النظر عن المنتصر فيها, فإننا نستغرب تصريحاً لواحد من "  قادة الثورة الميدانيين ", بأنه إما تكون حلب لهم أو أنهم سيهزمون, في حين وجهت السلطة لهم إنذاراً يفيد بأن اللعبة انتهت في المدينة التي شهدت دماراً هائلاً,
نتيجةً للمعارك الشرسة التي اشتعلت في أزقتها وشوارعها وميادينها وريفها بكل الأسلحة, في محاولات مستميتة للسيطرة عليها بالكامل, وهدف الثوار هو الإجهاز على ما تبقى للسلطة في مناطق الشمال, مع ما لسيطرتهم على العاصمة الاقتصادية للبلاد من أثر معنوي, بينما ترى السلطة في هزيمة الثوار فيها مدخلاً لإعادة بسط نفوذها على المناطق المحاذية للحدود التركية, مع ما لذلك من أثر سينجم عن قطع طرق الإمداد على خصومها.يخوض الثوار معركتهم المصيرية في حلب, للرد على المواقف الدولية التي تخاذلت في تقديم الدعم لهم, ومن ذلك تصريح وزير الدفاع الامريكي, بأن التدخل العسكري الأميركي الأحادي في سورية سيكون خطأً فادحاً، وان الضغط الدبلوماسي والاقتصادي الدولي على الرئيس الاسد حتى يتنحى هو الطريق الافضل, وهجوم الرئيس الروسي ضد العالم الغربي, واتهامه بمحاولة زرع الفوضى في سوريا، ودعوة دول مجموعة البريكس أطراف النزاع في سوريا إلى وقف إطلاق النار بشكل متزامن، وللرد أيضاً على مواقف بعض الدول العربية التي وعدت بدعم ولم تف بوعودها, وللتأكيد أيضاً على أن ثوار سوريا, وليس الإرهابيين الأجانب, الذين يتحدث عنهم النظام, هم من يخوضون حرب إسقاط النظام.يدرك المتصارعون في سوريا حقيقةً تاريخيةً تؤكد أن السيطرة على حلب الشهباء هي مفتاح السيطرة على سوريا, صحيح أن الثوار خاضوا معارك هائلةً في حمص وحماه ودرعا ودير الزور وإدلب, لكنهم كانوا يعرفون أن انتصارهم أو هزيمتهم في أي منها لن يحسم المعركة, وعنوان النصر عندهم واضح, حلب أو دمشق, وإذ يعرفون حجم الحشد ضدهم في العاصمة فإنهم اختاروا حلب موقعاً لمعركتهم الفاصلة, ولم يكن النظام بعيداً عن تفكيرهم, فقد حشد في الشهباء قوةً ظن أنها كافية لمنع المناوئين من السيطرة على المدينة, غير أن استمرار معركة الشهباء, التي تأخرت كثيراً عن اللحاق بركب الثورة, يؤشر إلى سوء تقدير النظام لما كان ينتظر المدينة.بسقوط حلب في يد أي من الفريقين, ستنفتح بوابات الجحيم, لن يرضى واحد منهما بالنتيجة, وسيلجأ تبعاً لذلك إلى أساليب لم تشهدها الأزمة السورية من قبل, وستتمثل مصيرية معركتها في الانتقال إلى مستويات أعلى من العنف, وسيجد الاحتقان الطائفي متنفساً للفوران, وستدخل البلاد المنعطف الأخطر في درب الحرب الأهلية, التي يبشرنا البعض بأنها نشبت, وستنتقل المعركة إلى دمشق, التي ظلت حتى اليوم بعيدةً عن المعارك الفاصلة, واقتصر الأمر فيها على عمليات نوعية لمناوئي الأسد ضد مفاصل النظام, وإلى معارك عند أطرافها وضواحيها لا يمكن وصفها بالمصيرية, وسيكون التدخل الدولي مبرراً, إذ تنضج ظروفه عقب الانتخابات الرئاسية الأميركية, ونكون أمام إما أوباما المتحرر من ضغوط الرغبة في رئاسة ثانية, أو رومني المتحفز للتدخل في بلاد الشام خدمة لمصالح إسرائيل.هل تسقط حلب؟, حتما ستسقط, لكن أحداً لا يعرف بيد من سيكون ذلك, غير أن نتائج معركتها ستكون فاصلة في مسار الأزمة السورية. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram