TOP

جريدة المدى > الصفحة الأولى > متشردون: لا أحد يلتفت إلينا.. والسرقة المهنة الأكثر شيوعاً

متشردون: لا أحد يلتفت إلينا.. والسرقة المهنة الأكثر شيوعاً

نشر في: 29 سبتمبر, 2012: 09:47 م

 بغداد/ وائل نعمة اقطعْ من وقتك بضع دقائق وحاول أن تتكلم معهم... قف ثواني لتشاهد ماذا يفعلون؟ سافر بأفكارك مع صراخهم المبحوح في بيع المناديل... لا تنزل من سيارتك المصفحة أو تمسح آثار أناملهم الخشنة من على زجاجك المظلل، اتركهم يطبعون ذكرى تعود بك إلى أيام كنت ترسل بها "ربعك" إلى مناطق لن تزورها إلا بعد سنوات أربع، ليفرغوا وعودهم الدسمة في بطون خاوية... ارجع بذاكرتك إلى شكل منازلهم، ونمط حياتهم... 
 تخيّل انك تستيقظ من الفجر على أصوات أنين أم عاجزة وأب غادر فراشه منذ سنوات بسيارة مفخخة مجنونة أحرقت الأخضر واليابس، ارتدِ ملابسك الممزقة، احملْ علبة (العلكة) واتجه إلى اقرب تقاطع تتلاصق فيه السيارات، تحمل جوعا وإهانة وإطارات عجلات تكاد تدوسك كل لحظة... تذكر نائبنا ومسؤولنا الغائب كيف يعيش أطفالنا في الشوارع. لم تكن الصياغات التي استخدمتها نفسها التي عبر عنها مجاميع الأطفال المنتشرة في إشارات المرور والشوارع، لكنها تحمل الروح والألم عينه... في حوار معه قال متشرد في احد أحياء العاصمة "عمري أربع عشرة سنة ولم ادخل أبدا المدرسة، حتى أستطيع أن أقرأ أو اكتب". ويضيف المراهق "على مدى السنوات الماضية كنت أعيش في شوارع بغداد، واعتاش على بقايا القمامة وأملأ جيبي بالسرقة... أريد أن أعيش". ويكمل "عندما بدأت لأول مرة كنت خائفا أن تلاحقني الشرطة في أي وقت بسبب السرقة... الآن أصبح من السهل بالنسبة لي أن اسرق... أصبحت خبيرا والدليل هو عنوان "الملك الشاب" الذي حصلت عليه من زملائي". قد يُفاجأ الناس لسماعهم طفلا يجرؤ على الحديث عن السرقة، وانه سعيد بكونه خبيرا في السرقة والنهب، لكنه يقول "في بلد مثل العراق، حيث الكثير من الناس دون مأوى وغذاء...يصبح البطل هو من يستطيع البقاء على قيد الحياة بأي وسيلة كانت.لا يمكن لأي جهة في العراق ان تعطيك رقما حقيقيا عن عدد أطفال الشوارع والمتشردين في البلاد. لدينا ثلث الشعب يعيش فوق ارض النفط وتحت خط الفقر بميزانية سنوية لا تقل عن المئة مليار دولار، وملايين الأرامل والأيتام والأمية في ارتفاع، الا ان العراق حل سابعا في عدد الأثرياء في منطقة الشرق الأوسط، بثروة تصل إلى 14 مليار دولار، طبقا لشركة ويلث إكس للاستشارات التي تتخذ من سنغافورة مقرا لها في تقرير نشرته عن الثروة العالمية. فيما يرى خبراء اقتصاديون ان الثراء ينحصر في الشخصيات السياسية التي تجمع بين السلطة والتجارة. في العراق، السرقة هي المهنة الأكثر شيوعا اليوم كما يقول المراهق. الكثير يسرقون... من الأطفال الصغار إلى المسنين. وأحيانا تحدث معارك بين عصابات اللصوص على مساحة العمل". المراهق يمسح بكم قميصه الرث دموعا خرجت رغما عنه ويكمل "أنا يتيم ولا اعرف من هما والداي... لا أعرف ما إذا كانا من الأحياء أو الأموات".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دولة القانون ينفي السعي لتشكيل حلف مع إيران وروسيا

دولة القانون ينفي السعي لتشكيل حلف مع إيران وروسيا

 بغداد/ وائل نعمة فيما ينتظر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد عودة رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي من موسكو لزيارة بغداد، ينفي ائتلاف دولة القانون أن تكون زيارة المالكي إلى العاصمة الروسية والزيارة المرتقبة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram