TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : "زنوبة" تبيع كلينكس!

سلاما ياعراق : "زنوبة" تبيع كلينكس!

نشر في: 1 أكتوبر, 2012: 08:03 م

 هاشم العقابيأعلن أنا الجد لسبعة أحفاد اني عشت بحالة كما التخشب الروحي رافقتني مذ فارقت العراق، ولم تخلصني منها غير طفلة بعمر حفيدتي ديما. انها روان التي وقفت، وسط شارع ابو نؤاس في مهرجان "أنا عراقي .. أنا أقرأ"، لتحول ثلاثين عاما من الموت في المنفى الى حياة بثلاث دقائق.
أحسست بدبيب الأمل في قلبي، وانا ارى الشباب والصبايا يقرأون من اجل مستقبل جديد للعراق. جاءوا عند جدهم ابو نؤاس فرحين ليشاركهم الفرحة. يعرفون انه اذا فرح سيفرح العراق. وفي اللحظة التي مسكت بها الطفلة روان الميكرفون عاد لي وطني. وطني الذي في عينيها وليس في العيون المصابة بعمى حب السلطة. قالت روان انها جاءت، مع من جاءوا، للبحث عن الحقيقة مثلما كان يفعل ديوجين الحكيم، فوجدتها. وما هي يا روان الجميلة؟ ان هذا الوطن ما يحتاج واحد يبجي او يلطم عليه. لعد شيحتاج؟ محتاج واحد يعمره ويبنيه، بس شلون راح يكدر يعمره ويبنيه و "زنوبة" تبيع كلينكس بالشوارع؟ صحت حين بكت: ليتني اطير صوبك الآن لأقبل عينيك الدامعتين اللتين تقطران أملا، حسب، بل ويديك وتراب قدميك تبركا بوعيك وبراءتك. فيا جدو نوري المالكي، هل سمعتها؟ وانتم، يا جدو اسامة النجيفي وجدو ابراهيم الجعفري وجدو أياد علاوي، وجدو فلان وفلان من اعضاء الحكومة والبرلمان، هل سمعتموها؟ قد لا اشك بانكم سمعتم ما قالت، لكني أشك انكم فهمتموه. فلو فهمتم لاستحيتم وتركتم مواقعكم على الفور.اريد ان اخاطبك يا رئيس الحكومة بلغة جد الى جد فكلانا له احفاد. قطعا انك تعرف بان "زنوبة" هو اسم الدلع الذي يطلقه العراقيون على "زينب" الذي يعني شجرة حسنة المنظر والرائحة. واغلب العراقيين يسمونه على اسم زينب أخت الإمام الحسين التي رافقته من الحجاز الى العراق. صار اسمها رمزا للمرأة الشجاعة الصابرة والثائرة والمظلومة، حتى صرنا نصف العراقية التي تتصف بهذه الصفات "زينبية". انها تبيع كلينكس في عهدك ايها الجد، كما قالت روان، فهل يرضيك هذا؟ اذكرك اني ما سمعتك يوما الا وأنت راض عن نفسك تمام الرضا، لحد انك لم تخف، ذات يوم، شكواك من حسد الدول الأخرى "لنعمة" الأمن والأمان والرفاه التي حققتها، انت لا غيرك، للعراق والعراقيين. فصرت لفرط أماننا  تصدره لموريتانيا يا جدو!وما دمنا يا أخ الشيخوخة في حديث صريح بين جدين، دعني أذكرك ان زينب هي ابنة الإمام علي. هذا الإمام الذي يندر ان نجد من يختلف على عدله، ومع ذلك يرفض ان يرضى عن نفسه مثلك. كان يتساءل: " أأرضى أن يقال لي أمير المؤمنين ولا أشارك الرعية في مكاره الدهر أو أكون لهم أسوة في جشوبة العيش؟". فماذا كان سيقول لو سمع بان "زنوبة" تبيع كلينكس بالشوارع وهو وأحفاده ينعمون تحت خيمة "خضراء" عامرة بكل ما لذ وطاب من ملذات العيش والخدمات والخادمات؟ لا أطيل عليك غير ان أسألك بعد ان استحلفك بالبيت الذي طفت حوله: هل ستنام ليلتك  لو ان "زنوبة"، هذه التي تبيع الكلينكس بالشوارع، كانت حفيدتك؟خذها من روان وليس مني، انك لم ولن تقضي على الإرهاب ولن تحقق الأمان ولن تبني دولة ما دامت زنوبة تبيع الكلينكس، وحمودي يبيع "العلاليك" في الطرقات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram