 عبدالخالق دوسكي / دهوكاحتضنت قاعة آشور في محافظة دهوك مهرجان عسل دهوك الثاني، وفي هذا المهرجان الذي شارك فيه أكثر من مائة نحال طالب النحالون بوقف استيراد العسل من خارج العراق لأنه عسل مغشوش وصناعي وخالٍ من القيمة العلاجية لأنه يُنتج بطرق تجارية بحتة.
رئيس جمعية نحالي دهوك خورشيد احمد أوضح للمدى، انهم قاموا بتنظيم هذا المهرجان لإنشاء جسور الترابط والتعارف فيما بين النحالين العراقيين في المحافظات كافة وكذلك للوقوف على ابرز المشاكل التي يعاني منها النحالون في العراق " نحن ننتج سنويا آلاف الأطنان من العسل ولكننا نفتقر الى آلية بيع هذا العسل فالهدف الرئيس هو إيجاد صيغة لبيع العسل العراقي الذي يسد الحاجة المحلية بتقديراتنا "وأوضح خورشيد: ان هنالك مشكلة كبيرة يعاني منها النحالون ألا وهي مشكلة دخول كميات كبيرة من العسل المستورد الى العراق قائلا " دخول هذه الكميات الكبيرة يؤثر على النحالين المحليين الذين يكابدون في سبيل الحفاظ على جودة العسل العراقي المتميز كونه عسلا طبيعيا ومن أجود أنواع العسل في العالم، لكن هذا العسل الصناعي الذي يدخل الى العراق قد أثــّر علينا لأنه يدخل من دون أية قيــود".سهيلة عباس التي قدِمت من بابل للمشاركة في هذا المهرجان قالت للمدى، " نحن سعداء بتنظيم هذا المهرجان الجميل وأعــدّه فرصة جيدة للنحالين العراقيين كي يتبادلوا من وجهات النظر اضافة الى اننا نطلب من الحكومة الاهتمام بشكل افضل بالنحالين وانتاج العسل في العراق لأن هذا القطاع من القطاعات الحيوية الجيدة التي من الممكن ان تدر بالكثير لأهالي العراق".من جانبها أوضحت سعاد الصفار عضو مجلس إدارة جمعية النحالين العراقيين  ان الدولة لا تدعم هذا القطاع المهم بشكل مستمر مؤكدة بالقول " هنالك العديد من المنظمات المدنية التي دخلت في هذا القطاع وتُقحم أشخاصاً غير مؤهلين علميا مما يتسبب بالضرر البالغ للعسل والنحل ايضا "ودعت الصفار الى ضرورة إيقاف عملية استيراد العسل من الخارج مشيرة الى أن "العسل الذي يأتي من الخارج سواء من تركيا او ايران او الصين هو عسل تجاري مغشوش وهو صناعي ليس فيه اية قيمة علاجية لأن النحل فيه لا تتغذى من المصادر الطبيعية وانما من مصادر سكرية وغابات اصطناعية". النحال خليل ابراهم الذي قدِم من سنجار قال: أنا مسرور بمشاركتي في هذا المهرجان الذي أجده ضرورياً لأنه يمنحنا الفرصة في الالتقاء بمربي النحل والمتخصصين في هذا المجال كي نتبادل الخبرات "وتابع خليل " نحن في سنجار نتميز بعسلنا الطبيعي الذي يسمى بعسل الجبال فهو عسل خالص وخالٍ من أي مواد أخرى." في حين طالب منتصر الحسناوي امين سر اتحاد النحالين العرب من الجهات الحكومية بضرورة إنشاء مركز خاص بأبحاث النحل " نحن في عموم العراق نفتقر الى مركز خاص بأبحاث النحل والعسل "وأوضح الحسناوي ان هنالك حاجة ماسة الى مختبرات لفحص العسل الداخل الى العراق " المستغرب ان المنافذ الحدودية تفتقر الى المختبرات الحديثة التي من شأنها كشف العسل المغشوش، فالعسل يدخل الى العراق من دون قيد او شرط مجرد إجراءات روتينية بسيطة." من جانبه أشاد الدكتور مزاحم أيوب استاذ علم النحل في جامعة الموصل بهذا المهرجان الذي يراه يعبر عن الأصالة والمحبة بين العراقيين ودعا الى ضرورة "ان تسهم الجامعات العراقية في مثل هذه التجمعات بإسهاماتها العلمية التي من شأنها الحد من ظاهرة استيراد العسل غير الجيد من الخارج والاستفادة من المنتج المحلي."وأشار جعفر الصفار وهو من النحالين القدماء في بغداد، ان تنظيم هذه المهرجانات ضرورية للحديث عن المشاكل التي يعاني منها النحالون في العراق والتي تنحصر من وجهة نظره في "الغش الموجود حتى لدى النحالين المحليين،لذا ينبغي مراعاة ذلك من قبل الجهات الحكومية المختصة،ونعاني من تهريب العسل من دول الجوار الى داخل العراق ونحن بحاجة الى دعم حكومي كما اننا من النحالين المتنقلين نحتاج الى تنقل وتواجهنا صعوبات في هذا المجال "وبحسب  تقديرات جمعية النحالين العراقيين فان كميات العسل التي تنتج سنويا في العراق تقدر ما بين (30 الى 40) طناً في كل محافظة وهو ما يكفي لسد الحاجة المحلية الى العسل.