TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن:ياستي هانم

نص ردن:ياستي هانم

نشر في: 5 أكتوبر, 2012: 10:13 م

 علاء حسن في عقد الثمانينات من القرن الماضي  وعندما كان معظم العراقيين  في جبهات الحرب مع ايران  شغل الاشقاء المصريون العاملون في العراق  مواقع  واماكن عمل المساقين الى الخدمة العسكرية ، وفي حي الصحة بمنطقة الدورة،  وبالتحديد في العمارات السكنية ، ،  وبجوار شقة "غفار "  المعاق   سكنت اسرة مصرية ، الاب يعمل خياطا للازياء النسائية  وزوجته عطيات  كانت مهمتها التحرك على الزبونات ،  ولخروجها المستمر من الشقة ، وتسكع اطفالها المشاكسين في الحي ، 
rnوبطشهم بالاطفال الاصغر منهم سنا،  لطالما نبهها الجيران بضرورة الاهتمام بمكاميعها ، ومنعهم من استخدام العنف .rn "عطيات" نموذج  للمراة  شاهدها الجمهور في المسلسلات والافلام  المصرية ، كثيرة الكلام ،    لاتعرف الغضب ،  وعندما تستفزها  امراة اخرى تردها بعبارتها    "يسامج ربنا ياهانم  واحنا غلابة " وهذا الوصف لا ينطبق على  اطفالها "الكدعان " فلهم   اساليبهم بالشجار ، وكثرتهم  منحتهم فرصة حصر الخصم في  زاوية ضيقة  ليتلقى  الصفعات فيجبروه على الهرب ليستنجد بامه او  شقيقته الكبرى  ، لان اغلب الرجال والشباب  في وحداتهم العسكرية  يؤدون واجب "حراسة البوابة الشرقية" .rnفي احد الايام وعندما "ولعت" الجبهة على حد تعبير الاشقاء في قاطع العمارة ، والاعلام الرسمي يبث  بلاغات تسترعي انتباه المواطنين بان  القيادة العامة للقوات المسلحة ستعلن  بيانا مهما بعد قليل ،  شهدت الجبهة الداخلية في حي الصحة هجوما من نوع اخر فشن "كدعان عطيات" على اولاد غفار غارة  خاطفة وباستخدام الحجارة والادوات الجارحة ، والعصي والكيبلات ، وصل اولاد غفار الى شقتهم يجرون اذيال  الهزيمة ، وكبيرهم  يطلق صرخات استغاثة لمعاقبة المعتدين ، في وقت ، بدأ التلفزيون الرسمي يبث بيان افشال هجوم على قاطع الفكة ، على اللواء الالي 51 ، وتمكن العدو من الحصول على موطىء قدم ، ولكن قواتنا الباسلة ،  تواصل القتال لطرد العدو باسناد من طيران الجيش ، وصقور الجو الشجعان ، انتهى البيان ثم  واصل التلفزيون الرسمي بث المزيد من الاغاني المعروفة في ذلك الوقت،   لكن الموقف في الجبهة الداخلية  لم يحسم ، بعد ان فشلت زوجة غفار من اختراق شقة عطيات المحصنة ، واقتصرت المواجهة على المشادات الكلامية بين الطرفين باستخدام اللهجة المحلية ، rn" مفيش دولة مفيش  نيابة دحنا غلابة ياناس " ، وياتي الرد من الزوجة :" ياستي هانم حوشي افاريخج عن جهالنا "  فترد عطيات :" والنبي ما عندناش فراخ "  واستمر السجال حتى المساء لحين وصول الزوجين ، فعاد الهدوء الى الجبهة الداخلية ، بعد اعلان تمسك الطرفين   بالاواصر القومية  والدفاع عن العروبة ،  وتوزيع "الشربات" وعقد هدنة صلح بين الاطفال ، وتوجيه انذار شديد اللهجة من  زوج عطيات الى اطفاله الكدعان . مقولة زوجة غفار للستي هانم عطيات "حوشي الافاريخ " اي امنعي اطفالك من  الاعتداء على الاخرين ، تكاد تكون قريبة جدا من تصريح  جاء على لسان احد النواب  موجها الى تركيا من مخاطر السياسية "الاردوغانية "   على امن المنطقة والغريب في الامر ان الفضائية وبعد بث تصريح النائب ، عرضت  مسلسلا تركيا ياستي هانم .  rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram