بغداد / المدىعندما بدأنا بفتح ملف حكايات من الملاهي... فرغم خطورته وأسلاكه الشائكة ... لم نكن نقصد إلا هدفا واحدا وهو أن تكون هذه القضايا والحكايات التي سوف ننشرها تباعا – بما تحويه من اعترافات صريحة لمتهمات سقطن في شراك البغاء السري - بمثابة موعظة وعبرة لكل فتاة وأسرة حتى لا تقع في المحظور ...
واكتشفنا أيضا اننا وجدنا أنفسنا امام حكايات وقصص مثيرة من عالم الملاهي .. تدخله الفتاة بقدميها تحلم بالشهرة والفن والغناء في الفضائيات .. ولكن تخرج منه الى طريق آخر هو طريق الدعارة والبغاء وبيع جسدها للرايح والجاي !... واليكم اليوم حكاية جديدة من عالم الملاهي بطلتها هذه المرة فتاة مثل باقي الفتيات ... ولكن تختلف عنهن في انها سلكت طريقا خاطئا تدفع فيه الفتاة أغلى ما تمتلك ... شرفها .. بمقابل وأحيانا بلا مقابل ... في سبيل تحقيق احد أحلامها وهو الشهرة والغناء والمال مهما كانت النتائج ... التي قد تصل إليه الفتاة في نهاية هذا الطريق الوعر!... من فضيحة لها ولأسرتها بل وتقضي أجمل سنوات عمرها خلف القضبان. "شوشو" وهو اسم الشهرة الذي ذاع صيته في عالم الملاهي في بغداد ... ورغم سنها الصغير الذي لا يتعدى 17 عاما .. لكنها تحمل قصة لا تعبر عن شيء سوى التفكك الأسري ... مما أدى في نهاية الامر الى ضياعها في طريق الظلام ... وتتلخص قصة (شوشو) في انها نشأت في اسرة بسيطة الحال ... فوالدها عامل في احد المطاعم بالكاد يجد قوت يومه ... لم يعد في استطاعته ان يتحمل مصاريف أبنائه الستة ... فلم يجد أمامه سوى منعهم من الذهاب الى المدارس ... ودفعهم الى العمل في الشارع لكسب قوتهم اليومي – انتظرت- شوشو كثيرا للخروج من حياة الفقر ... لكن دون أمل ... وظل الحال كما هو عليه ... بينما كانت أحلام (شوشو) واسعة لا تتوقف في البحث عن الطريق للوصول الى المال والشهرة والغناء .. التي توفر لها حياة مرفهة تعوضها عن الحرمان الذي عانت منه كثيرا ... مهما كانت الخسائر وكانت البداية ... تعرفت (شوشو) على بعض الفتيات في طريق عودتها من زيارة أقاربها ...استطعن جذبها للحديث معهن .. والتعرف عليها عن قرب ... شعرت في حديثهن معها – بأنهن سيساعدنها في العثور على وظيفة مناسبة .. توفر من خلالها راتبا محترما ... تعددت اللقاءات بينها وبين الفتيات ... خاصة أنهن قريبات منها في السكن ... وأكثرت الخروج معهن... بحجة العثور على عمل ... امتدت ساعات الخروج حتى الليل دون رقيب او اهتمام من الاب او الام ... وفي غياب وعي الأهل وسؤالهم عن ابنتهم .... استطاعت الفتيات جذبها الى الذهاب معهن الى بعض المطاعم والملاهي لتستمتع وتشاهد ... ما لم تشاهده من قبل ... وتعيش وسط عالم يخلو من القيم والشرف والأخلاق ... عملت بعد ايام من المشاهدة عاملة لتقديم الطعام الى الرواد وتخدم الزبائن مقابل اجر مادي تحصل عليه في نهاية كل ليلة ... حتى جاءت إحدى الليالي المظلمة ... وبعد اتمام ( شوشو) عملها قدمتها زميلاتها وشلة الفساد التي اجتمعت معهن على السقوط والانحراف ... الى احد رواد المطعم وكان هذا الشخص يملك نقودا ونفوذا في الملاهي ويرغب يوميا بالتمتع الجنسي مع فتاة جديدة وفريسة جديدة ... وكانت فريسته سهلة بين يديه ... وضاعت عذريتها لتضيع بعدها وتسلك طريق الحرام خطوة خطوة ... ظلت شوشو تبيع جسدها كل ليلة ... مقابل الحصول على المال ... حتى تعرفت على شاب اخر ... ليكون محطة جديدة في حياتها !... أوهمها بانه على استعداد للزواج بها ... واقنعها بانه سيظل الى جوارها وسوف يدفعها الى عالم الفن والشهرة ويجعلها فنانة معروفة في الوسط الغنائي ... وقعت في شباكه وشعرت بأنه القلب الحنون .. الذي سيعوضها عن حياة الرذيلة التي وقعت فيها ...أقنعها بالزواج السري ليظل معها ثلاثة أشهر يأخذ كل ما يريد منها ... حتى فاجأها بشيء لم يخطر ببالها ... تركها دون ان تعلم حتى طريقة او مكان يمكن ان تصل من خلاله إليه... لتعود مرة اخرى الى عالم الرذيلة السري ... في الصباح كانت تخرج مع الفتيات تتجول في الاسواق والمحال والمكاتب وتمارس الرذيلة في بعض المكاتب لقاء مبلغ معين ... وذات يوم وردت معلومات الى شرطة المسبح عن وجود فتيات يمارسن الفاحشة في المكاتب التجارية ويقمن بالسرقة من الزبائن اثناء المضاجعة ... الشرطة تلقت الشكاوى وبدأت مراقبة هذه المكاتب والشقق التي تسكنها فتيات الليل وفي احدى الليالي تم القبض على (شوشو) في إحداها وهي عارية في احضان احد الزبائن ... وعند تفتيشها عثر على مبلغ سرقته من الزبون الذي كان يضاجعها !... وداخل مركز الشرطة ... انخرطت (شوشو) في البكاء .. وبعد مرور وقت طويل على بكائها ... وكأنها تريد ان تخفف عن ذنوبها ... بهذه الدموع التي تتساقط من عينيها ... سكتت (شوشو) وبدأت تتحدث عن مأساتها ... وقصتها التي جاءت ملخصا في الأوراق التحقيقية التي رفعها المحقق الى قاضي التحقيق لتقرير مصيرها ... قالت في ندم وحزن ... ظروف اسرتي المادية وراء ضياعي ... بسبب الفقر تركت الدراسة كما تركها أشقائي الذين عملوا صناعاً في ورش قريبة من بيتنا ... وكنا بالكاد نجد طعاما لوجبة واحدة في اليوم ... ب
حكاية "شوشو" من الفقر الى الرذيله
نشر في: 7 أكتوبر, 2012: 07:18 م