غالب حسن الشابندرالعنوان ليس من اختراعي، بل هو من اختراع عميد الفكر العربي في وقته عباس محمود العقاد، كان عنوان كلمة سطَّرها على الغلاف، وفيها يرد على بعض مِمَّن اتهموه بأنه كتب كتابه المشهور: (عقائد المفكرين في القرن العشرين) طمعا في المال،
وهي حقا كلمة على الغلاف، فلم يعرف عن الرجل إنّه يحب المال، أو الجاه، نعم، كان قوي الشخصية، معتدا بفكره، واثقا من نفسه، وهي كلمتي أيضا، بإذن الله عز وجل...كلمتي للتاريخ، كلمتي لأطفال الشهداء الذين ابتلعتهم مياه الأهوار، وجبال الشمال، وفيافي الصحراء، بلا نتيجة، بل بنتيجة حقا، ولكن أي نتيجة، لنتمعن بما يلي إذن..حدّثني صديق هو اقرب إلى نفسي من اي صديق آخر، بل هو نفسي أنا، يقول: لقد (التقيت بالسيد مجيد ياسين ــ المستشار الإعلامي للسيد رئيس الوزراء سابقا، مدير تحرير جريدة حزب الدعوة الآن، نائب برلماني، ثم، وهذه الأهم والأخطر، عضو مكتب سياسي في حزب الدعوة -يعني في صميم الحكومة المالكية وحزبه- )، قلتُ له: (نعم، وماذا بعد؟).قال: (حدثني بأنه اجتمع بوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، عندما كان ضمن وفد الربيعي إلى المملكة العربية السعودية، وقد قال للوزير السعودي: إذا لم تتخلوا عن سياستكم السلبية تجاه العراق فنستطيع أن نؤذيكم بطريقتين، نفتح عليكم خط المخدرات من السماوة إلى عمق المملكة...)..أصحيح ماتقول يا صديقي العزيز وانت نفسي بعينها؟قال: (أقسم بالله هذا ما قاله نصا، حرفا، بأمانة).rnفما كان مني إلاّ أن استمع الى الطريق الثاني، سكتْ، قال: (الطريق الثاني كارثة دبلوماسية وسياسية مروعة، ربما كانت قد وضعت حجر الزاوية أو بعض أحجار الزاوية لسياسة السعودية تجاه العراق).قلت لصاحبي وهو نفسي: (أجبني بربك، ما هو الطريق الثاني الذي هدد به ابو ادريس الوزير السعودي؟).قال صاحبي: (أتركها لفرصة آتية) نظرا لأنها تدمي قلوب العراقيين وغير العراقيين)، قلت لصاحبي وهو نفسي: ( ألهذا الحد؟)، إذن سيأتيك بالأخبار من لم تزوّد؟يقول الراوي: (شهقت، تحيرت، ورحت أبحلق بعيون أغاي ادريسي، هل حقا كان ذلك؟)..لم استبعد ذلك من أغاي إدريسي، لان متابعة بسيطة لتصريحاته تكشف عن رغبة شديدة تحدوه لأن يكون العراق غريبا في محيطه العربي، والإسلامي لقد طالب بسحب السفير العراقي من سوريا، وطالب بسحب السفير العراقي من تركيا، وطالب بسحب السفير العراقي من السعودية...وهي ليست صدفة، إنها تنطوي على هدف مشترك واضح، وفيما كان التعليل هو الرد على تدخلات سوريا وتركيا والسعودية،فليس هذه الدولة وحدها تتدخل بالشأن العراقي، أليس كذلك صديقي العزيز؟قال صاحبي أيضا: (أنا أعرف مجيد ياسين، لقد خرج من حزب الدعوة سنة 1982 بحجة عدم ذوبان الحزب في الجمهورية الإسلامية، وأصيب بوقتها بنكسة نفسية، راح يراجع بسببها أطباء نفسيين إيرانيين، وقد راح يكيل الهجوم القاسي على الحزب، بحجة إنّه ضد ولاية الفقيه...).ثم يتساءل: (كيف يصل الى عضوية المكتب السياسي لحزب الدعوة وهو خرج من الدعوة سنة 1982 ولم يرجع إلا بعد السقوط وبمدة زمنية ليست قصيرة؟).السؤال مطروح، ومنطقي، فهل نعرف السبب؟الذي رشح مجيد ياسين لمنصب المستشار الإعلامي للسيد رئيس الوزراء الدكتور بالأدب طه حسين، أي السيد خضير الخزاعي، فهل رشحه لأنه من العمارة ؟ أم هناك خلفية أعمق وأعمق، ونحن المساكين لا ندري ولا نعرف؟صدقا لا اعلم إنْ كان حقا هو عضو مكتب سياسي الحزب العريق، ولكن أتساءل فيما كان ذلك حقا! أين هي كفاءة مجيد ياسين ليرشحه دكتور خضير لهذا المنصب الكبير؟هل لكونه مراسلا لإذاعة البي بي سي، خاصة وقد طلب اللجوء السياسي إلى لندن وقُبِل ثم قفل راجعا تبرُّما بحياة الغرب، وهروبا من جحيم المعنى الضيق حسب بعض تعبيراته ؟كل هذا لا يهمني، ولكن الذين يهمني عندما وقف في منتصف مكتب جريدة الجهاد وقال كلمته الحاقدة: (الشعب العراقي حقير ويجب القضاء عليه)...حقا إنه سؤال مطروح، كيف تتدرج السيد ياسين ليكون عضو مكتب سياسي وهو المنفصل عن الحزب منذ 1982، ولم يعد للحزب إلا بعد السقوط (سنة 2003) وبمدة زمنية ليست بالقصيرة...سؤال فيما كانت المعلومة صادقة، أو بالأحرى صحيحة، لان هناك فرقا منطقيا كبيرا بين الصدق والصحة، وإن كانت مفارقات (الدينيين) أجهضت كل معايير المنطق والوجدان والحقيقة.ما هو سر حزمة المقالات التي استخرجها مجيد من الانترنيت ووضعها على مائدة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي؟إنها مجموعة مقالات الكاتب التي تناولت سياسة المالكي بالنقد والتشريح، ولكن لماذا؟ ظنا منه أن كاتب هذه السطور يطمح أن يكون مستشارا، في سياق ظرف لم يحن وقت بيانه، هرع المسكين إلى النيت يستنسخ ويستنسخ، وهو يعلم أن صاحب هذه الكلمات يشرب الشاي في مقهى هوبي، ويأكل المعلاك على ارصفة الكرادة الشرقية، ويختنق بالدوائر مهما كانت جميلة، ولم يستعن يوما بأخيه عضو البرلمان والمقرب من المالكي، بل لم ولن، نعم، لم ولن، نعم، لم ولن...يسألني صاحبي: ( ماهر رايك بتحليلات اغاي إدريسي السياسية) ؟أجبته:(تخرب ضحك بقدر ما تخرب ضحك مقالات خضير الخزاعي عن السلام العالمي).ما هو سر مقهى الافندي في لندن؟ويسألني صاحبي: (ما هي نظرية أغاي ادريس
خسرت حياتي..ياسين مجيد وكلمة على الغلاف
نشر في: 7 أكتوبر, 2012: 07:32 م