اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > السمنة.. كتلة شحم تقتل بدم بارد

السمنة.. كتلة شحم تقتل بدم بارد

نشر في: 7 أكتوبر, 2012: 07:39 م

 بغداد/ نوري صباح.. عدسة/ محمود رؤوفوحشيةٌ.. تدمّر ببطء وأعصاب من ثلج.. تنقضّ على معلم شاب أمام تلاميذه في الصف فتخنقه حتى الموت، ولا ينفعه كل هواء الدنيا..  تقف صخرة لا تتزحزح في وجه زواج امرأة حتى يفوتها القطار ليصبح في أقصى نقطة في الكون والمرأة في مكانها لا تزال، يدعونها العانس البائسة..
تعذّب طفلا صغيرا يقضي نصف ليله في محاولات فاشلة ليمحو عن ذهنه مشاهد السخرية التي مر بها في المدرسة صباحاً.. تفاجئ هذا بمرض عضال لا يتوقعه أبدا.. وتسحق دونما رحمة أحلام ذاك.. تفتك بسلاح غير مرئي اسمه لذة الأكل والشراب...   إنها السمنة...rnرياضة وريجيموالوزن نفسه "نحن، العراقيين، لدينا الكثير لنقلق بشأنه، نُقتل يوميا كما لم يُقتل شعب من قبل، يحاصرنا الموت من جهاتنا الأربعة، يمشي في شوارعنا مكوّراً قبضتيه، لا يوقفه شيء أو احد. فهل بوسع إنسان هنا، وهذه حاله، أن يفكر في وزنه زاد أم نقص" هذه هي الصورة القاتمة التي يرسمها هيثم فهد لما يجري حوله، ثم يعود ليقول كمن يعتذر "لا أدري لقد أثرت فيّ قراءة الشعر التشاؤمي كثيرا ولكن هذا لا يعني، على أية حال، أن الظروف القاسية لا دخل لها في زيادة الوزن المفرطة".فهد -32 عاما، بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها- يزن 150  كيلوغراما، يعاني السمنة منذ مرحلة الإعدادية، وقد أخضع نفسه لأنواع كثيرة من الـ"دايت" خلال السنين الماضية ومارس رياضة الركض والمشي،لوقت طويل، في الساحة الترابية قرب محلتهم نظرا لعدم وجود متنزهات او باركات في بغداد،حتى أُتخمت رئتاه من الغبار وعوادم السيارات،ولم يجده كل ذلك أي نفع يذكر فوزنه هو هو، على حد قوله.ولا يجد المتخصص في علم النفس الأستاذ مرتضى الحلفي أي غرابة في حالة هيثم فهد حيث يعلق قائلا "للعامل النفسي والحياة الداخلية للفرد أثر كبير في السمنة،لاسيما في حالات الاكتئاب والقلق" ويضيف أن "ممارسة الرياضة والحمية بالنسبة للشخص البدين (المكتئب وغير المستقر نفسيا) بالتأكيد لا تؤتي ثمارها بالقوة ذاتها كما في حالة البدين الذي لا يعاني الكآبة" ويتابع الحلفي "من هنا يتوجب على الأول أن يكون أكثر إصرارا ويعمل على تغيير واقعه النفسي للتخلص من الكآبة اما عن طريق العقاقير او الجلسات او كليهما معا ليكون ذلك خطوة جوهرية في الاتجاه الصحيح نحو الانتصار على السمنة"حسب تعبيره.تجميل العروس بالسمنةيقول خبراء التغذية إن الطب لم يدلُ بدلوه في موضوع السمنة إلا في العقود الأخيرة من القرن الماضي وذلك بعد أن تغيرت النظرة إلى مفهوم السمنة واختلفت معايير تقييمها وبرغم ذلك فإن الثقافة العربية والشرقية بعامة،لم تزل تنظر الى السمنة بعين الرضا على أنها علامة عز وترف وجمال خصوصا عند النساء، إذ يحرص عدد كبير من القبائل الإفريقية على إطعام العروس جيدا قبل زواجها بأشهر بقصد تسمينها لتبدو جميلة مغرية بوزن يليق بالنساء ولتكون جاهزة لتحمل الولادة، حسب تصورهم.وترى ليلى عبد الله المتخصصة في الانثروبولوجيا ان "أعراف وتقاليد الأزمنة القديمة كانت تستحسن المرأة البدينة وتصنفها في خانة الجميلات وبنات الأسر الثرية وان العرف العربي ربما الى الآن يسبغ على السمنة قيمة جمالية وصحية" وتصحح عبد الله هذا الاعتقاد موضحة ان "الحقيقة العلمية هي بالعكس من ذلك تماما، فان السمنة تؤدي الى سرعة الشعور بالإجهاد وتعيق الإنجاب".    الرجال يفضلونها سمينةوفي استطلاع قمنا به بالتعاون مع إحدى الهيئات المهتمة بالشأن الاجتماعي في بغداد تبين أن معظم الرجال بين سن 35 -45   الذين شاركوا في الاستطلاع يفضلون الزواج والارتباط بالمرأة السمينة أو الممتلئة أما الأصغر سنا فالرشاقة لديهم شرط أساسي ،يقول فيصل غيّاض -40 عاما وصاحب محل للإنشائيات- "توفيت زوجتي منذ ستة أشهر ولا أزال ابحث عن زوجة جديدة، لي بنات عم كثيرات لكنهن جميعا نحيفات لذلك لا يسعني الزواج بأي واحدة منهن" مؤكدا، بشيء من القسوة،أنه لا يريد ان يقضي بقية العمر مع "امرأة لا شيء فيها سوى الجلد والعظم" على الرغم من ان وزنه هو لا يتجاوز الـ 70 كيلو غراما.أما عمار غالب -جامعي في المرحلة الثانية- فيرى ان "الارتباط بامرأة رشيقة ضرورة من ضرورات عصر العولمة" رافضا الفكرة القائلة ان سمنة المرأة تعطيها جاذبية جنسية اكبر "هذا تصور ينتمي الى قيم البداوة ورعي المواشي" طبقا لكلماته.الوزن الزائد حمل زائدوتعرف الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) السمنة بأنها تلك الحالة الطبية التي تتراكم فيها الدهون الزائدة في الجسم إلى درجة تتسبب معها في وقوع آثار سلبية على الصحة، مؤدية بذلك إلى انخفاض متوسط عمر الفرد المأمول و إلى وقوع مشاكل صحية متزايدة.بينما يفضل الدكتور كاظم علي تعريفا آخر يضعه كالآتي "هي زيادة وزن الجسم عن حده الطبيعي نتيجة تراكم الدهون فيه، وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم" موجزاً بعض الأسباب التي تقف وراء السمنة بـ" قلة ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram