يوسف فعليتفقون علناً ويختلفون سراً .. وأحاديثهم في الاجتماعات الرسمية تختلف عن الجلسات المريبة الخاصة التي ترسم مخططات طريق الانتخابات المقبلة في اللجنة الاولمبية الوطنية لتحقيق مأربهم بتمرير لوائح الانتخابات على الهيئة العامة لتكون جسراً للتشبث بكرسي القيادة لاطول فترة ممكنة تختفي وراءها خفايا واسرار تهد الجبال!
وما حصل داخل قاعة الاولمبية للموافقة على قوانين وانظمة الانتخابات يثير الشكوك ان مستقبل الاولمبية في خطر وتحيطه الضبابية وعدم الاتزان بعدما اجتمع الاضداد على طاولة مستديرة لساعات طوال يخططون لتوجيه ضربة قاضية الى كل من يتقدم للصعود الى ميدان التنافس للظفر برئاسة الاتحادات المقبلة من خارج اسوار قاعة الاجتماع، وابرز مأسي رياضتنا في الفترة السابقة تتعلق بعدم قدرة الهيئات العامة على حرية الاختيار ولا تحبذ ان تخرج من جلباب خيارات الرئيس وتعشق التنخدقات وقضية التدليس في الانتخابات التي اصبحت واضحة للعيان ضاربين عرض الحائط اختيارالاكفاء والافضل لقيادة الحركة الاولمبية ، موجهين سهام المكر والخديعة الى جسد الحركة الاولمبية من حياء مستفيدين من لوائح الانتخابات لتخترق جسدها الطري وتحولها الى ضحية يتباكي عليها المستفيدون امام الرأي العام بينما هم من ملأ السهام للرماة لضربها بمقتل.ويحاول اغلب رؤساء الاتحادات استخدام تأثيرهم العلني والسري الذي يربطهم مع بعض زملائهم بتفصيل القانون على مقاساتهم لسد الثغرات امام الطامحين للترشح للانتخابات التي باتت حكراً على مجموعة محددة من الاسماء و من الصعوبة ان يتقلد منصب رئيس اي اتحاد من خارج المتواجدين في القاعة التي حضرها رؤساء الاتحادات الذين يتعالون مع القضية بمنظار بعيد عن الأطر الرياضية لانهم يشعرون ان رئاستهم للاتحاد تعد من مملتكاتهم الخاصة او احدى الشركات التابعة لهم بعدما تلمسوا بواطن منافعها الخاصة ، لذلك تناخوا بالموافقة على اللوائح بينما كانت الاختلافات على اشدها لانها تمنحهم الامل بالاستمرار في العمل لعلمهم ان الفترة المقبلة ستكون فيها ميزانية الاولمبية انفجارية من الناحية المالية للنهوض بواقع الرياضة التي تسير كالسحلفاة بسبب واضعي لوائح الانتخابات التي تبعد المتميزين وتقرب الفاشلين الذين لم يحركوا ساكنا طوال اربع سنوات مضت ويسعون بقوة الى التمسك بالكرسي من خلال الاتفاق على قوانين تضمن سلامة البقاء.وللقضاء على تلك السلبيات كنا نطمح ان تحدد اللجنة الاولمبية الاتحادات الفاشلة التي لم تحقق شئياً من الانجازات في الفترة السابقة او من الذين انتهجوا طريق التزوير والتلاعب باعمار اللاعبين الشباب طريقا للانجازات الوهمية وابعادها عن الانتخابات المقبلة مهما كانت قوة وتأثير رئيس الاتحاد فالرياضة بحاجة الى قرارات حازمة تفصل بين الغث والسمين لاختيار الافضل لقيادة الرياضة باسلوب مغاير وبآلية متطورة وافكار متجددة وغير متحجرة تهدف الى اعلاء شأنها عالياً بعيداً من المؤمرات والدسائس التي اكلت من جرف الرياضة الكثير والتهمت الاموال بشراهة ، وفق تلك السياقات فان لوائح الانتخابات لابد ان تتم صياغتها بصورة لائقة تسعى الى احتضان الجميع من دون تهميش تحت خيمة الاولمبية وان لا يبقى الرياضيون خارج القاعة يأكلون الحصرم ومن في داخلها يتلذذون بالعنب والثمار اليانعة.
نبض الصراحة: اتفاق الأضداد
نشر في: 7 أكتوبر, 2012: 07:49 م