وائل نعمةحرب الفايلات تشتعل مع انتهاء إقرار الميزانية العامة للدولة في كل عام وإطلاق التعيينات. ألوان زرقاء وصفراء وحمراء تتكدس فوق طاولات الوزارات وفي مكاتب استقبال طلبات التعيين ويحاول الكل دفع فايله الى الاعلى ليشاهده المسؤول قبل غيره. تضيع بعض المستمسكات وتداس الاخرى باقدام الموظفين. واذكر حادثة جرت في احدى المحافظات بعيد تعهد المالكي بفتح باب التعيينات للشباب تمهيدا لاختراق التظاهرات التي عمت البلاد في عام 2011 ، حيث أظهرت احدى القنوات الفضائية مجموعة من الموظفين وهم يحرقون ملفات طلبات التعيين بشكل جماعي.
rnومع ثورة المعلوماتية والاتصالات وسعي البلاد الى تحويل النظام الاداري الى الكتروني قررت الحكومة ان تجري تغييرا تكتيكيا على خطة التعيين تجنبا للفساد الحاصل في عملية التوظيف من خلال احتكاك طالب التعيين بالموظفين ومن اجل كسر الروتين صار طلب التوظيف على "الانترنيت".rnتنافس عشرات الالاف على تعيينات وزارة التربية الاخيرة، وعلى الرغم من ان الوزارة ألغت هذا العام فكرتها "العبقرية" التي كانت تعمل عليها في الاعوام الماضية وهي القرعة واناطة الامر بمديريات التربية التي تقدر حاجتها الفعلية من المدرسين والمعلمين الا ان الخيار الجديد اصطدم بحائط الفساد مرة اخرى.rnكشفت لجنة التربية النيابية تلاعبا في اختيار الأسماء المرشحة للتعين في الوزارة، وعلق النائب كاظم الصيادي عن كتلة الاحرار عضويته في لجنة التربية احتجاجا على تعيينات وزارة التربية. وقال الصيادي حينها في بيان صحفي ان الفساد المستشري في وزارة التربية وخاصة في مكتب وزيرها محمد تميم لاسيما في ما يتعلق بالتعيينات الأخيرة، دفعتني إلى تعليق عضويتي بلجنة التربية البرلمانية"، مبينا أن "تلك التعيينات بنيت على أساس من يدفع أموالا أكثر وليس على أساس الكفاءة".rnالضجة التي حدثت حول التعيينات كان احد اسبابها الرئيسية بمعزل عن المشكلة، موظفة بسيطة داخل مكتب وزير التربية لا تزال تمارس عملها في التعيين مقابل 3 ملايين للشخص الواحد على حساب مجموعة من "الراشين" لتلك الموظفة.rnتقول هذه المجموعة التي تعرفت على الموظفة في مكتب الوزير بانها "سوبرويمن" خارقة وتعبر الحواجز على الرغم من صغر منصبها، الا أنها تتقاضى 1000 دولار في البداية وبعد حصول طالب التعيين على الأمر الاداري يتم بعده تسديد باقي المبلغ .وتتعدى مهمات تلك المرأة لتصل الى تخليص طلبة السادس الاعدادي من كابوس الرسوب، فتقول احدى النسوة بانها قدمت مليون دينار لتلك الموظفة من اجل تحويل نتيجة ابنها في السادس العلمي من راسب الى ناجح.rnوكعادة الامور في العراق تحولت القضية الى سياسية واستهداف لشخص الوزير على الرغم من ان الاتهامات كانت تدور حول موظفين في مكتبه ،فقد اكد عضو لجنة النزاهة عن كتلة المواطن عزيز كاظم العكيلي في وقت سابق ان "التعيينات التي اعلنتها وزارة التربية مؤخرا صحيحة وبعيدة عن المصالح الحزبية" وان "التقديم تم عن طريق الانترنيت بصورة عادلة بخلاف انترنيت الدفاع والداخلية اللتين تعين فيهما المئات من الحزب الحاكم".rn
من داخل العراق :المرأة الخارقة في وزارة التربية
نشر في: 7 أكتوبر, 2012: 08:44 م