rn عواد ناصرrnالنشيد الوطني، في تاريخنا العراقي القريب، هو مرادف لرصاص الانقلاب العسكري.rnكلما قام انقلاب عسكري جاء بنشيده الوطني معه.rnنشيد ملغوم بالصراخ والتعصب والضجر، خال من العراق كمحبة وأحلام وتوحيد مشاعر وتطلعات.rn
rnيأتي ضابط الانقلاب متنكباً بندقيته ومتأبطاً نشيده الوطني الذي لا يمت للوطن وأهله بصلة: "الله أكبر فوق كيد المعتدي.. الله الله الله أكبر" الذي ارتبط بذاكرة العراقيين بأتفه الانقلابات وأخطرها في تاريخ العراق.rnنحن أمة أناشيد هلعة وعدوانية فيها الشجاعة كلها وعلى الأرض الجبن كله في مواجهة أعداء الأمة وفيها ضجيج الفراغ التقليدي ذو الرنين العالي كالبراميل الخاوية.rnثمة أناشيد قومية فرعية لاكها المذياع العربي حتى باتت مثل تفل الشاي الذي غلى آلاف المرات.. حتى قال شاعر عربي اسمه محمود درويش: rn"وتكتب ض. ظ. ق. ص. ع. وتهرب منها، لأنrnهدير المحيطات فيها ولا شيء فيها ضجيج الفراغ،rnحروف تميزنا عن سوانا- طلعنا عليهم طلوعrnالمنون - فكانوا هباء وكانوا صدى. صدى نحنrnهم يحرثون طفولتنا ويصكون أسلحة من أساطير،rnأعلامهم لا تغني وأعلامنا تجهض الرعد.. نقصفهم بالحروفrnالسمينة ض.ظ.ص.ق.ع ثم نقول انتصرنا وماrnالأرض؟ ما قيمة الأرض؟ أتربة ووحول..rn نقاتل أو لا نقاتل؟rnليس مهماً سؤالك ما دامت الثورة العربية محفوظة في الأناشيدrnوالعيد والبنك والبرلمان"rnنشيدنا الوطني الراهن غير عراقي فكاتب كلماته فلسطيني وملحنه لبناني.. نشيد مستورد يشبه ملكنا الأول الذي حل ببغداد من وراء البادية، كما اشتهت المس بيل وعملت وقررت ونجحت.rnالخلاف الراهن في برلمان العراق الراهن جداً، واحد من خلافات عدة، والمؤسف أن كل كتلة وحزب وعشيرة ومنطقة وزقاق في العراق يريد له حصة في النشيد الوطني، وباسمه الصريح، فلا النخل ذو السعفات الطوال، ولا الجرف ولا المنحنى ولا الشمس العراقية الجميلة ولا دجلة ولا الفرات ولا شط العرب ولا سومر ولا بابل ولا الجاحظ ولا المتنبي رموز عراقية يجتمع حولها ويجمع عليها العراقيون في بضعة أسطر لتكون نشيدهم الوطني واختلاف أمتي لعنة لا رحمة.rnليت الأمر يتعلق بعراقية النشيد ليصار إلى بحث مضمونه وجماليته، كلمات ولحناً، وليأتي عراقياً يشبه دجلة والفرات والمنحنى، إذ لأول مرة في تاريخ العراق، يصبح محمد مهدي الجواهري مادة للخلاف وتعدد وجهات النظر ويستلقي شعره على طاولة برلماني بليد لا يفك الحرف، والمدعاة للسخرية أن نكرة ما يريد لقصيدته أن تكون بديلاً لقصيدة الجواهري!rnالعراق الذي انطلقت منه أكبر حركة تجديد للشعر العربي الحديث، وجاءت قصائد شعرائه مفعمة بالوطنية والجمال والحب وأشواق التغيير، يجلس اليوم في غرفة انتظار خانقة كي ينهزم هذا الشعر أمام تجاربه الفريدة مثل تلميذ سيئ الحظ فشل في الامتحان لأنه أذكى بكثير من زميله الدراخ الذي دخل القاعة وهو يحفظ الأكاذيب المدرسية عن ظهر قلب.rnأتوقع أن تخرج كلمات نشيدنا الوطني ثمرة محاصصة لغوية فجة، مباشرة، تقريرية وبالأسماء الصريحة للقبائل المتناحرة، وستخرج مدججة بكل الكراهية والتكالب والفساد السياسي ولكنها خالية من العراق الحقيقي: عراق الجواهري وكاوة الحداد وعبدالجبار عبدالله وعلي الوردي وبدر شاكر السياب وبهنام أبو الصوف وعبدالله كوران وحجي زاير ومظفر النواب وسائر الكوكبة البهيجة. rnإنه زمن الخصوم التافهين الذين لا يليقون حتى بصفة خصم، وها هم خصومك اليوم يضعونك في المنافسة غير المتكافئة ليفوز الدعي ابن الدعي.rnخصوم صغار لشعراء كبار.rn