ترجمة: عدوية الهلالي في سيرة رائعة نسجها فيليب بيرتييه، يعود الكاتب الفرنسي ستندال ليطل علينا من خلال متاعب حياته العاطفية والأدبية والوجدانية ..وتصور هذه السيرة ستندال عاشقا تعيسا ، ومولعا بالموسيقى والرسم عبر الاستمتاع بالفن فقط وليس ممارسته .. .
rnمنذ الصفحات الاولى ،تسقط السيرة الأقنعة عن حياة ستندال الذي يصرح بأن الكتابة والحب والحياة ليست الا حالة واحدة ويعتبر ذلك مسلمة ستقوم عليها هذه السيرة التي ألفها فيليب بيرتييه وهو استاذ جامعي وضليع في اللغة الى درجة البلاغة كما انه من المتأثرين جدا بالفلسفة البيلية ( وهي المنسوبة إلى بيل – احد أبطال ستندال – الذي يدعو مذهبه الى الحزم والقوة ...ويركز بيرتييه هنا في سيرة حياة ستندال على حبه للنساء والموسيقى مستمدا الكثير من مادته من المراسلات الجارية بين ستندال وشقيقته الصغرى بولين والتي بدا بجمعها منذ كان في الثامنة عشرة من عمره وتضم ذكريات عشقه الاول وملامح نرجسيته الشهيرة ، اضافة الى تلك الكتيبات الصغيرة عن فن الاوبرا وذكرياته عن اصدقائه المقربين ومنهم روسيني وموزارت .. rnبهذه الطريقة يرغمنا بيرتييه على اقتفاء آثار ستندال العاشق خطوة فخطوة ابتداءً من طفولته التعيسة في غرينوبل وحتى ايامه الاخيرة في باريس التي كان يكرهها ويطلق عليها صفة ( الارض الهزلية ) بعد عودته منزعجا من القنصلية في سيفيتا فيشكيا مارا بمدينة ميلانو التي يعتبرها - المكان الاجمل في الأرض - حيث تعرف هناك على لذة الاوبرا الغنائية ..rnكان ستندال يرغب في بداية حياته بان يصبح مغنيا في الاوبرا لكنه فشل في ترديد المقاطع الغنائية الخفيفة لغريتري وكان عمره آنذاك 15 عاما ..وبعد سنتين ، التحق بجيوش نابليون التي لم يتوقف يوما عن الاعجاب بها ..اما معارفه الاولى عن الحب فقد عاشها مع انجيلا – المراهقة المثيرة والفاتنة – ثم انجيلين – المغنية الكلاسيكية المحترفة – وبعدها تعرف الى ماتيلدا الايطالية التي تقاسم معها اياما طويلة ثم انجذب بعد ذلك الى ( لاباستا ) التي شبهها بقصيدة غنائية مأساوية.. بعد ذلك اصبح قنصلا وتعرف وقتها الى المغنية ميسا سوليمنس التي فتنت قبله كثيرين بينهم بيتهوفن ودوماس ..rnانه يحب النساء اذن لكنه كان يحب نفسه اكثر وهو ما يدعى بالنرجسية التي اشتهر بها ..rnعندما نشر ستندال روايته الثانية ( الاحمر والاسود النقاد وثيقة تاريخية للحاضر الذي كان يعيشه ....وعدها البعض ابتكارا وقالوا انه فتح بواسطتها طريق الواقعية لبلزاك حين استخدم الكتابة كما يستخدم الطبيب سماعته ووضعها على صدر فرنسا الحديثة ليستمع إلى نبضاتها .. rnورغم أن السيرة الجديدة ركزت على الحب في حياة ستندال لكنها ايضا تطرقت الى أسلوبه الفريد في الكتابة وتميزت عن السيرة التي صدرت عنه قبل عشرين عاما بقلم ميشيل كروزيه بمهارة كاتبها وبراعته في تصوير ادق مشاعر ستندال ..rnتحمل هذه السيرة عنوان ( ستندال) للكاتب فيليب بيرتييه وصدرت مؤخرا عن منشورات فالوا الفرنسية في 542 صفحة.rn
(ستندال) كما يراه بيرتييه في سيرته الجديدة
نشر في: 8 أكتوبر, 2012: 07:34 م