ليس غريباً علينا ان تبدأ دورة خليجي البحرين 21 بتصريح ناري من هذا الطرف أو ذاك لاسيما ممن احترفوا اللعب بمجداف الإعلام للإبحار بعيداً عن شاطىء المنامة الذي يشهد تجمع المنتخبات الثمانية لاستعادة ذكريات الولادة الاولى عام 1970 وبراءة اهداف الدورة السامية بعيداً عن شرارات الهجوم الفضائي التي تسهم في تعكير صفو العلاقات خارج المستطيل الأخضر وتحرق نسيج اللحمة الخليجية بين المتبارين للظفر بالكأس الفضية.
إن البحرين الشقيقة أبهرت الجميع بحفل افتتاح الدورة بالرغم من بساطته حيث حلقنا بخيالنا مع صوت الخليج الشجي حسين الجسمي وهو يجسد ملحمة الرقي بشعوبنا وآمالنا لتتدحرج فوق الكرات البيض التي توسطت ملعب البحرين الوطني مبشّرة بصفاء قلوب الابطال القدامى والجدد.
ومن نافلة القول، لابد ان يترفع المتحاربون عن صغائر الامور هذه ويتحلوا بالحكمة ، ويمنحوا انفسهم وخصومهم (هدنة) حتى ليلة الختام التي نريدها مسكاً لفارس الدورة ، فقلوبنا مكلومة من ماضي الخليجيات ، يوم كان سيناريو حملة الصفارة (الخواجة) يقتلون احلام المنتخبات بدم بارد، فلا نريد دراما جديدة تميت افراح المنامة بطعنات صراع انتخابي آسيوي افتتحوا عرضه الاول بتبادل تهم من العيار الثقيل امام الفضائيات وسط حسرات المتفرجين على ضياع هيبة الكبار!
**
أجد من المنصف ان تتفق رؤى اللجنة المنظمة لخليجي 21 مع ممثلي بقية الوفود المشاركة في المقترح الذي اطلقه رئيس الاتحاد العُماني لكرة القدم في ما يخص منح بطل الدورة الحالية ووصيفه مقعدين في نهائيات كأس أمم آسيا المقبلة في استراليا عام 2015 .
ان امتيازاً مثل هذا سيكون له مردود ايجابي على جميع المنتخبات ويصعّد من وتائر التنافس المستعر على بلوغ منصة التتويج في الدورات المقبلة اذا ما تم استحصال موافقة المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بعد فضّ دورته الانتخابية في نيسان المقبل، وهو تكريم خاص برسم الاستحقاق لمن يجتهد في ولوج دائرة التنافس الخليجي.
واعتقد ان اللجنة الفنية في دورة الخليج الحالية معنية بشكل واضح وناجع على تفعيل مقترح البوسعيدي آخذين بنظر الحسبان تجربة تأهل بطل كأس التحدي الآسيوي مباشرة الى نهائيات أمم القارة الصفراء مثلما تستعد النسخة الجديدة منها عام 2014 لاطلاق منافساتها بمشاركة أفغانستان، بروناي، كمبوديا، الصين تايبيه، غوام، الهند، قرغيزستان، لاوس، ماكاو، المالديف، منغوليا، ميانمار، نيبال، باكستان، فلسطين، الفلبين، سريلانكا، طاجيكستان وتركمانستان.
**
عموري الامارات أو عمرمادونا كما أُسميه نظراً لرشاقته وتقاسم (كاريزمته) مع النجم الارجنتيني دييغو مارادونا يوم كان يغربل فرق العالم ويسجل اهدافا بحرفنة.. قريبة من اللامعقول في عالم المستديرة.
ان موهبة عمر عبد الرحمن تستحق التأمل من جميع شباب الخليج الطامح في الوصول الى القمة في ظل الاجواء المشجعة التي ينعمون بها برعاية اتحاداتهم الاهلية لما لهم من دور كبير على صعيد بناء المنتخب الاول وتحقيق النتائج الايجابية في محافل (كأس أمم آسيا وتصفيات المونديال ودورتي الأسياد والاولمبياد) حيث بات الصراع فيها يشكل مجازفة كبيرة حتى لتلك الفرق التي كانت تتمتع بوجود نجوم من سمات (وحوش القارة)!
ونتمنى ان يطلق صانع العاب منتخبنا احمد ياسين ساقيه في ريح الخليج ويسابق الزمن لتكون الدورة الحالية فاتحة خير له كشقيقه الاماراتي وبقية لاعبي المنتخبات الخليجية ، فالامكانيات التي يتسلح بها ياسين تجعله محط انظار المراقبين له خاصة ان هناك دعماً هائلاً من شقيقه الكبير يونس محمود يسهّل من حركته ومناورته قرب مرمى السعودية والكويت واليمن بمنتهى الكرم والغيرة العراقية.