رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة الأنبار حكمت سليمان وجه الدعوة لعدد من الإعلاميين لزيارة موقع اعتصام المحتجين في المحافظة للوقوف على حقيقة مطالبهم المشروعة، منتقدا بعض وسائل الإعلام بالترويج لفكرة أن التظاهرات تحركها دوافع طائفية، مشددا على اعتماد ضوابط تمنع أي شخص من رفع أعلام النظام السابق أو صور زعماء سابقين وحاليين.
الدعوة قوبلت بترحيب الإعلاميين وتشجيعهم لرفع شعار " الطائفي لادين له " لاعتقادهم بان الكوارث التي شهدتها البلاد منذ العام 2003 معظمها يندرج ضمن الاحتقان الطائفي، وورقة الطائفية كانت ورقة رهان لبعض الجهات لتحقيق مكاسب سياسية، فاندحر المشروع الوطني بعزيمة وإصرار من تصدى للعملية السياسية اليوم، وحافظ على موقعه الرسمي في حكومة الشراكة الوطنية.
رئيس البرلمان العراقي الأسبق محمود المشهداني وفي إطار جهوده بوصفه صاحب مبادرة لحل الأزمة الراهنة، لعن الطائفية والطائفيين، ووصفهم بأنهم "صخموا وجه العراق" ودعا مجلس النواب إلى تشكيل لجنة تضم رؤساء أبرز الكتل النيابية، لغرض الاتصال بالمتظاهرين والاستماع لمطالبهم:" الأزمة سهلة الحل ولكنها تحتاج إلى جهد في التنفيذ فالناس انتخبوا البرلمان، وعليه أن يشكل لجنة عليا تضم قادة الكتل الرئيسة الثلاث وتكون بمستوى الحدث، ومعها هيئة الرئاسة يذهبون إلى أهلهم المتظاهرين ويجلبون المطالب ثم يعملون على تبويبها" وكعادته في اتهام السياسيين الطائفيين بالوقوف وراء اندلاع الأزمة لأن بعضهم يتلقى الأوامر من الخارج والآخر يدعي الوطنية وهو طائفي لحد النخاع لن ينسى التحذير من العواقب الوخيمة، مطالبا السلطات الثلاث بتنفيذ مطالب المتظاهرين:" لأن القضية أصبحت تخص الأمن الوطني، وعلى الجميع بذل الجهود ما دام الأمر يخص امن البلد والنسيج الاجتماعي واستقرار ومستقبل العراق "
ياجماعة الخير"الأزمة متينة" وحبالها تصل كما يقول مسؤولون ونواب من ائتلاف دولة القانون إلى بعض دول الجوار، والتوقعات تشير إلى احتمال اندلاع التظاهرات في معظم المحافظات،ومصير البلد بنظر البعض أصبح بكف عفريت، وحتى الآن لم يستطع أحد أن يكشف هوية العفريت، لأن العفاريت كثيرة، والطناطلة أكثر منهم، واستخدام الحديد ما عاد نافعا لطردهم والتخلص من شرورهم، لأنهم احتلوا المشهد السياسي وفيهم من يجيد العزف على الوتر الطائفي، ويختار الوقت المناسب لإثارة النزعات وهناك من يستجيب، لأن الخوف المتكلس منذ سنوات الاحتقان الطائفي، يغذيه تصريح غير منضبط ودعوة من أحدهم لتظاهرة مليونية لإعلان الولاء المطلق لصاحب القرار.
لاضمان لنجاح العملية السياسية إلا بطرد العفاريت، أو- في أقل- تقدير تشخيصهم، ليكون عباد الله على اطلاع كامل بأهدافهم ونياتهم، وشعار "الطائفي لا دين له " ليس كافيا لإشاعة الطمأنينة في نفوس العراقيين القلقين جدا من تداعيات الأزمة المتينة، والله يستر.