TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الطائفي لا دين له

الطائفي لا دين له

نشر في: 6 يناير, 2013: 08:00 م

رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة الأنبار حكمت سليمان وجه الدعوة لعدد من الإعلاميين لزيارة موقع اعتصام المحتجين في المحافظة للوقوف على حقيقة مطالبهم المشروعة، منتقدا بعض وسائل الإعلام بالترويج لفكرة أن التظاهرات تحركها دوافع طائفية، مشددا على اعتماد ضوابط تمنع أي شخص من رفع أعلام النظام السابق أو صور زعماء سابقين وحاليين.

الدعوة قوبلت بترحيب الإعلاميين وتشجيعهم لرفع شعار " الطائفي لادين له " لاعتقادهم بان الكوارث التي شهدتها البلاد منذ العام 2003 معظمها يندرج ضمن الاحتقان الطائفي، وورقة الطائفية كانت ورقة رهان لبعض الجهات لتحقيق مكاسب سياسية، فاندحر المشروع الوطني بعزيمة وإصرار من تصدى للعملية السياسية اليوم، وحافظ على موقعه الرسمي في حكومة الشراكة الوطنية.

رئيس البرلمان العراقي الأسبق محمود المشهداني وفي إطار جهوده بوصفه صاحب مبادرة لحل الأزمة الراهنة، لعن الطائفية والطائفيين، ووصفهم بأنهم "صخموا وجه العراق" ودعا مجلس النواب إلى تشكيل لجنة تضم رؤساء أبرز الكتل النيابية، لغرض الاتصال بالمتظاهرين والاستماع لمطالبهم:" الأزمة سهلة الحل ولكنها تحتاج إلى جهد في التنفيذ فالناس انتخبوا البرلمان، وعليه أن يشكل لجنة عليا تضم قادة الكتل الرئيسة الثلاث وتكون بمستوى الحدث، ومعها هيئة الرئاسة يذهبون إلى أهلهم المتظاهرين ويجلبون المطالب ثم يعملون على تبويبها" وكعادته في اتهام السياسيين الطائفيين بالوقوف وراء اندلاع الأزمة لأن بعضهم يتلقى الأوامر من الخارج والآخر يدعي الوطنية وهو طائفي لحد النخاع لن ينسى التحذير من العواقب الوخيمة، مطالبا السلطات الثلاث بتنفيذ مطالب المتظاهرين:" لأن القضية أصبحت تخص الأمن الوطني، وعلى الجميع بذل الجهود ما دام الأمر يخص امن البلد والنسيج الاجتماعي واستقرار ومستقبل العراق "

ياجماعة الخير"الأزمة متينة" وحبالها تصل كما يقول مسؤولون ونواب من ائتلاف دولة القانون إلى بعض دول الجوار، والتوقعات تشير إلى احتمال اندلاع التظاهرات في معظم المحافظات،ومصير البلد بنظر البعض أصبح بكف عفريت، وحتى الآن لم يستطع أحد أن يكشف هوية العفريت، لأن العفاريت كثيرة، والطناطلة أكثر منهم، واستخدام الحديد ما عاد نافعا لطردهم والتخلص من شرورهم، لأنهم احتلوا المشهد السياسي وفيهم من يجيد العزف على الوتر الطائفي، ويختار الوقت المناسب لإثارة النزعات وهناك من يستجيب، لأن الخوف المتكلس منذ سنوات الاحتقان الطائفي، يغذيه تصريح غير منضبط ودعوة من أحدهم لتظاهرة مليونية لإعلان الولاء المطلق لصاحب القرار.

لاضمان لنجاح العملية السياسية إلا بطرد العفاريت، أو- في أقل- تقدير تشخيصهم، ليكون عباد الله على اطلاع كامل بأهدافهم ونياتهم، وشعار "الطائفي لا دين له " ليس كافيا لإشاعة الطمأنينة في نفوس العراقيين القلقين جدا من تداعيات الأزمة المتينة، والله يستر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram