لم تحظ مادة قانونية باهتمام العراقيين او كثر ترددها في وسائل الإعلام وعلى السنة الناس والسياسيين مثلما حدث مع المادة 4 إرهاب. وان كان هناك من لم يسمع بها لسبب ما، فان التظاهرات الأخيرة التي رفعت شعار إلغائها أسمعت اسمها حتى لمن به صمم. بات واضحا انها اصبحت مثار جدل بين الحكومة والنواب والمحللين السياسيين فقسمتهم ما بين موافق ورافض ومتحفظ. هذا من ناحية البعد السياسي. اما على الصعيد الشعبي فان العراقيين، وكعادتهم، وجدوا في الارهاب الأسود فرصة للتنفيس عن همومهم بحكايات ونكات بعد ان رشوها بشيء من ملحهم وبهاراتهم ونمنماتهم العراقية الخاصة. لم أفاجأ بهذه الروح التي يتفوق بها العراقيون دائما على غيرهم من الشعوب بقدرتهم الفائقة على اثبات صحة نظرية "شر البلية ما يضحك". لكن الذي فاجأني حقا هو ان يصبح الإرهاب ملهما لقصائد غزل ورسائل حب بين العشاق.
في رسالة على هاتفها تقرأ هذه الحبية رسالة من حبيبها وهي في طريقها للجامعة:
"تحية غرام مدمرة تزلزل قلبك الحنون المفعم بمعاني النسف والتفخيخ".
وعاشقة أخرى توقظها اشارة وصول مسج على هاتفها النقال وهي في عز النوم يقول فيها حبيبها:
"تحية حب شديدة الانفجار تنسف بيت اهلك وتجعله ".
وهذا شاب بغدايد احب عمارتلية التقاها صدفة في احدى الزيارات وكان كلاهما يكتبان الشعر توا. ازدادا شوقها له فكتبت له بيتا من الابوذية تعتذر به عن سبب غيابها عنه لفترة ولأسباب خارجة عن ارادتها:
أحبك واعتذر منك وناسف
تغربل شوكك بقلبي وناسف
احط بروحي تي ان تي وناسف
وافجر نفسي اذا تزعل عليه
قرأها الحبيب الشاعر فرد عليها فورا:
راح اشد حزام ناسف
راح افجر نفسي بيك
حتى نستشهد سوية
لا تجيني ولا اجيك
قرأت الرد "فصوّبته" بييت من الدارمي يقول:
فخخ جميع اعضاي وزرعها عبوات
طكها شوكت متريد تتشظّه بوسات
كنت اود ان اكتب لكم اكثر من "غزلنا الارهابي"، لكن جلسة مجلس النواب الطارئة شتت ذاكرتي وانا ارى نوابنا في حيرة من امرهم امام ما يمر به العراق اليوم من ازمة اظنها الاخطر منذ سقوط صدام الى اليوم. خطر ببالي مقترح، ليتهم يتبنونه، فقد يلغي المادة 4 ارهاب او ربما يجعل الحاجة اليها تنتفي أوتوماتيكيا.
اقترح اصدار قانون او قوانين يحتوى كل منها على المواد: 4 طائفية و 4 فساد و4 تعذيب واغتصاب و 4 تزوير و4 تخلف، وجميعها تحمل نفس عقوبات المادة 4 إرهاب. لا اظن بل اقسم انها لو طبقت فسوف تنتفي الحاجة لقانون مكافحة الارهاب وسينقشع هو ومن حرض عليه او خطط له او موله عن سماء وارض العراق الى الأبد. الإرهاب نتيجة وليس سببا كما قد يتصور أغلب الحاكمين.
من وحي المادة 4 إرهاب
[post-views]
نشر في: 6 يناير, 2013: 08:00 م
جميع التعليقات 4
خليلو٠٠٠
ما الطفك حينما تزيح عن نفوسنا هموم الايام التعيسة التي ابتلينا من وره هل زمره الخايبه ٠٠٠لقد ابهجتني وكثيرين هذا الممساء الله يرضى عليك يا ايها العقاب هاشم العقابي
سمير طبلة
الإرهاب نتيجة وليس سببا ، أيي، والعباس! قلتها بطريقة أخرى، الليلة ربما ساعة كتابة هذا المقال، في اجتماع للتيار الديمقراطي في لندن. ونصاً فجرائم الإرهاب شملت جميع العراقيين باختلاف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم ومناطقهم. كما ان الفساد المالي والإداري، وهو ا
خليلو٠٠٠
ما الطفك حينما تزيح عن نفوسنا هموم الايام التعيسة التي ابتلينا من وره هل زمره الخايبه ٠٠٠لقد ابهجتني وكثيرين هذا الممساء الله يرضى عليك يا ايها العقاب هاشم العقابي
سمير طبلة
الإرهاب نتيجة وليس سببا ، أيي، والعباس! قلتها بطريقة أخرى، الليلة ربما ساعة كتابة هذا المقال، في اجتماع للتيار الديمقراطي في لندن. ونصاً فجرائم الإرهاب شملت جميع العراقيين باختلاف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم ومناطقهم. كما ان الفساد المالي والإداري، وهو ا