TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > من وحي المادة 4 إرهاب

من وحي المادة 4 إرهاب

نشر في: 6 يناير, 2013: 08:00 م

لم تحظ مادة قانونية باهتمام العراقيين او كثر ترددها في وسائل الإعلام وعلى السنة الناس والسياسيين مثلما حدث مع المادة 4 إرهاب. وان كان هناك من لم يسمع بها لسبب ما، فان التظاهرات الأخيرة التي رفعت شعار إلغائها أسمعت اسمها حتى لمن به صمم. بات واضحا انها   اصبحت مثار جدل بين الحكومة والنواب والمحللين السياسيين فقسمتهم ما بين موافق ورافض ومتحفظ.  هذا من ناحية البعد السياسي. اما على الصعيد الشعبي فان العراقيين، وكعادتهم، وجدوا في الارهاب الأسود فرصة للتنفيس عن همومهم بحكايات ونكات بعد ان رشوها بشيء من ملحهم وبهاراتهم ونمنماتهم العراقية الخاصة. لم أفاجأ بهذه الروح التي يتفوق بها العراقيون دائما على غيرهم من الشعوب بقدرتهم الفائقة على اثبات صحة  نظرية "شر البلية ما يضحك". لكن الذي فاجأني حقا هو ان يصبح الإرهاب ملهما لقصائد غزل ورسائل حب بين العشاق.
في رسالة على هاتفها تقرأ هذه الحبية رسالة من حبيبها وهي في طريقها للجامعة:
"تحية غرام مدمرة تزلزل قلبك الحنون المفعم بمعاني النسف والتفخيخ".
وعاشقة أخرى توقظها اشارة وصول مسج على هاتفها النقال وهي في عز النوم يقول فيها حبيبها:
"تحية حب شديدة الانفجار تنسف بيت اهلك وتجعله ".
وهذا شاب بغدايد احب عمارتلية التقاها صدفة في احدى الزيارات وكان كلاهما يكتبان الشعر توا. ازدادا شوقها له فكتبت له بيتا من الابوذية تعتذر به عن سبب غيابها عنه لفترة ولأسباب خارجة عن ارادتها:
أحبك واعتذر منك وناسف
تغربل شوكك بقلبي  وناسف
احط بروحي تي ان تي وناسف
وافجر نفسي اذا تزعل عليه
قرأها الحبيب الشاعر فرد عليها فورا:
راح اشد حزام ناسف
راح افجر نفسي بيك
حتى نستشهد سوية
لا تجيني ولا اجيك
 قرأت الرد  "فصوّبته" بييت من الدارمي يقول:
فخخ جميع اعضاي    وزرعها عبوات
طكها شوكت متريد     تتشظّه بوسات
كنت اود ان اكتب لكم اكثر من "غزلنا الارهابي"، لكن جلسة مجلس النواب الطارئة شتت ذاكرتي وانا ارى نوابنا في حيرة من امرهم امام ما يمر به العراق اليوم من ازمة اظنها الاخطر منذ سقوط صدام الى اليوم. خطر ببالي مقترح، ليتهم يتبنونه، فقد يلغي المادة 4 ارهاب او ربما يجعل الحاجة اليها تنتفي أوتوماتيكيا.
اقترح اصدار قانون او قوانين يحتوى كل منها على المواد: 4 طائفية و 4 فساد و4 تعذيب واغتصاب و 4 تزوير و4 تخلف، وجميعها تحمل نفس عقوبات المادة 4 إرهاب. لا اظن بل اقسم انها لو طبقت فسوف تنتفي الحاجة لقانون مكافحة الارهاب وسينقشع هو ومن حرض عليه او خطط له او موله عن سماء وارض العراق الى الأبد. الإرهاب نتيجة وليس سببا كما قد يتصور أغلب الحاكمين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. خليلو٠٠٠

    ما الطفك حينما تزيح عن نفوسنا هموم الايام التعيسة التي ابتلينا من وره هل زمره الخايبه ٠٠٠لقد ابهجتني وكثيرين هذا الممساء الله يرضى عليك يا ايها العقاب هاشم العقابي

  2. سمير طبلة

    الإرهاب نتيجة وليس سببا ، أيي، والعباس! قلتها بطريقة أخرى، الليلة ربما ساعة كتابة هذا المقال، في اجتماع للتيار الديمقراطي في لندن. ونصاً فجرائم الإرهاب شملت جميع العراقيين باختلاف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم ومناطقهم. كما ان الفساد المالي والإداري، وهو ا

  3. خليلو٠٠٠

    ما الطفك حينما تزيح عن نفوسنا هموم الايام التعيسة التي ابتلينا من وره هل زمره الخايبه ٠٠٠لقد ابهجتني وكثيرين هذا الممساء الله يرضى عليك يا ايها العقاب هاشم العقابي

  4. سمير طبلة

    الإرهاب نتيجة وليس سببا ، أيي، والعباس! قلتها بطريقة أخرى، الليلة ربما ساعة كتابة هذا المقال، في اجتماع للتيار الديمقراطي في لندن. ونصاً فجرائم الإرهاب شملت جميع العراقيين باختلاف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم ومناطقهم. كما ان الفساد المالي والإداري، وهو ا

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram