وسط شكاوى المواطنين من تردي الواقع الصحي بغداد/ احياء الموسوياشرت تداعيات انتشار مرض انفلونزا الخنازير في بغداد وبعض المحافظات ضعف الاجراءات الاحترازية الصحية المتخذة من قبل وزارة الصحة، ما دعا الحكومة الى اتخاذ قرار باغلاق عدد من المدارس الموبوءة.
واعلنت وزارة الصحة  عن تسجيل 65 اصابة في الوقت الحالي بمرض انفلونزا الخنازير في عموم البلاد واغلبها في محافظة واسط. فيما كشف اعضاء المجلس المحلي في مدينة الصدر في احاديث لـ(المدى) امس عن اكتشاف 16 حالة اصابة بمرض انفلونزا الخنازير بين مواطنين وطلاب في احدى المدارس التابعة للمدينة. وقال عضو المجلس المحلي في مدينة الصدر كامل خنجر انه تم التأكد من اربع حالات اصابة بمرض انفلونز الخنازير من بين ثلاثين حالة مشتبه بها. من جهته، اكد عضو المجلس المحلي  في حي طارق التابع لمدينة الصدر احمد جبار انه تم اكتشاف 12 اصابة بين طلاب مدرسة الخير الابتدائية مصابين بمرض انفلونزا الخنازير. وشكى عدد من اهالي طلاب مدرسة الرضي الابتدائية في مدينة الكاظمية امس من ضعف الاجراءات الصحية والاحترازية المتخذة من قبل المستشفيات وادارات المدارس تجاه الحالات المصابة بمرض انفلونزا الخنازير، وافاد الاهالي ان ادارة مدرسة الرضي عند اكتشافها اصابة احدى الطالبات بمرض انفلونزا الخنازير شرعت باخراج الطلاب واغلاق المدرسة من دون ان تتصل بالجهات الصحية لاجراء الفحوص اللازمة عليهم ومعالجة المصابين منهم للحيلولة دون اتساع نطاق المرض بين اهالي المدينة ومن ثم معالجة الاصابات قبل تفاقمها. كما اوضح والد احدى الطالبات انه اشتبه باصابة ابنته بمرض انفلونزا الخنازير وحال مراجعته مستشفى حماية الاطفال في الكاظمية، اخبروه انه لامكان لديهم لاستقبال ابنته، ما اضطره الى مراجعة طبيب اخصائي اوصاه باستعمال الادوية العادية وعاد بابنته الى منزله. وفي السياق ذاته، قال عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية باسم شريف انه تم اتخاذ قرار بتعطيل جميع مدارس قضاء الحي في الكوت واتخاذ اجراءات الحظر الصحي ونشر فرق صحية في تلك المدينة لاجراء الفحوصات للعوائل، مشيرا الى ان الاجراءات الاحترازية اشتملت على تحديد حركة التنقل في محاولة للحد من انتشار المرض الى المناطق المجاورة. واضاف شريف في تصريح لـ(المدى) امس ان علاج مرض انفلونزا الخنازير متوفر في الدوائر الصحية لكن لقاح المرض غير متوفر في عموم البلاد، داعيا الى ضرورة اتخاذ اجراءات اوسع من اجل القضاء على المرض ومنع انتشاره. ولفت شريف الى وجود مشاكل في مدارس المحافظات التي قد تؤدي الى الاصابة بذلك المرض من خلال العدد الكبير للطلاب في تلك المدارس وافتقارها الى الشروط الصحية. من جانبه بحث مجلس محافظة بغداد إمكانية تقليص دوام المدارس كوسيلة للحد من إمكانية انتشار فيروس N1H1. وتركزت نقاشات مجلس محافظة بغداد في اجتماعه الدوري على مخاطر انتشار الإنفلونزا الوبائية في مدارس بغداد وبحث مقترح لتقليص الدوام فيها. فيما اشار رئيس المجلس كامل الزيدي إلى تشكيل غرفة عمليات لمتابعة حالات الإصابة بالمرض، ومناقشة مقترح لتقليص الدوام في المدارس إلى نسبة 50%. الى ذلك، اكدت وزارة الصحة اغلاق ست مدارس في مناطق عدة من جانب الكرخ ببغداد نتيجة اكتشاف حالات اصابة بانفلونزا الخنازير. وقال مدير عام الصحة العامة في الوزارة الدكتور احسان جعفر في تصريح صحفي امس انه تم اغلاق ابتدائية اشبيلية وثانوية ام عمارة وابتدائية الشريف الرضي وثانوية سيف الدولة وابتدائية الرياحين وابتدائية رفح. وتابع ان المدارس المذكورة اغلقت لمدة اسبوع، وتم ادخال الحالات الموجبة الى مراكز العلاج المخصصة لهذا الغرض. ونفى مدير عام الصحة العامة بوزارة الصحة ما يشاع عن خطورة اللقاحات التي تستوردها الوزارة الخاصة بالانفلونزا الوبائية، قائلا ان اللقاحات المستوردة خاضعة للفحوصات وللمراقبة من منظمة الصحة العالمية، وان الوزارة اشترطت استخدام اللقاحات في بلد المنشأ قبيل استخدامها في العراق.فيما اعلن وزير الصحة صالح الحسناوي عن تسجيل 65 اصابة في الوقت الحالي بمرض انفلونزا الخنازير في عموم البلاد واغلبها في محافظة واسط. واوضح الحسناوي في تصريح صحفي امس الاربعاء ان هناك اجراءات وقائية ضد هذا المرض وتبدأ من المنافذ الحدودية، حيث وزعت كاميرات حرارية تقيس درجات حرارة المسافرين الداخلين الى العراق. وبين ان هناك انظمة وزعت على وزارة التربية والتعليم العالي بخصوص كيفية التعامل مع المرض لدى اكتشافه في المدارس. واضاف الحسناوي ان العلاج من المرض متوفر في الوقت الحالي بالعراق وهناك عقد على مليوني جرعة في طريقها للوصول للبلاد ، مشيرا الى ان الوزارة حجزت 4 ملايين جرعة لقاح من انفلونزا الخنازير وسيتم شحنها على شكل وجبات تصل العراق.