TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > جدل:آراء مؤلف رواية "الجوع" تلقي الظلال على إنجازاته

جدل:آراء مؤلف رواية "الجوع" تلقي الظلال على إنجازاته

نشر في: 23 أكتوبر, 2009: 04:16 م

ترجمة:نجاح الجبيليعن الغادرينبعد أكثر من نصف قرن على موته ما زال "كنوت هامسون" الروائي النرويجي الفائز بجائزة نوبل للأدب ومؤلف رواية "الجوع" يثير الجدل. الشهر الماضي شجب وزير الخارجية الإسرائيلي أبيغدور ليبرمان الاحتفال بأعمال الكاتب
الذي يجري حالياً في موطنه قائلاً:" فوجئت بأن الحكومة النرويجية قررت الاحتفال بالذكرى المئة والخمسين لميلاد هامسون الذي كان معجباً بالنازية". وبالنسبة لهذا السياسي القومي المتشدد فإن الاحتفال بأعمال هامسون هو علامة على ما يزعمه بالموقف المثير للقلق في هذا البلد الذي يقع في شمال أوروبا ويضيف:" تذكرت ذلك خلال مؤتمر دوربان الثاني في أثناء خطاب الرئيس أحمدي نجاد بأن النرويج هي من بين الدول القلة التي لم تغادر القاعة والآن من الواضح أن هذا لم يكن من قبيل المصادفة. وأتساءل إلى أي مدى سيمضون؟" وقد أنكرت الحكومة النرويجية الاتهام بشدة وجادلت بأنه بالإمكان الاحتفال بهامسون الفنان دون تجيير سياسته إذ يعده البعض من آباء الأدب الحديث لأعماله مثل "فكتوريا" و "بان" و "الجوع". يقول يوناس غاهر ستويره وزير الخارجية النرويجي:" أوضحنا للمجتمع الدولي وبالأخص المجتمع اليهودي بأننا نستطيع أن نفصل الاتهام بالنازية وأيديولوجيات سياسية مشابهة عن العمل الأدبي للشخص". وقد وصف وزير الخارجية في تموز عواطف الكاتب النازية بالخسة والذي أهدى ميدالية نوبل إلى جوزيف غوبلز وزير الدعاية النازي وكتب رثاء تمجيدياً لهتلر في الصحيفة اليومية القومية " آفتن بوستن" ومدحه كونه "بطل الإنسانية". ومن المحتمل جداً أن هامسون انتمى إلى الحزب الفاشي التابع لـ"فيدكن كويزلنغ" – وهو رئيس الوزراء المتعاون والذي أصبح اسمه نموذجاً للخائن- على الرغم من الجدل المثار حول هذه القضية. وأضاف الوزير :" تلقى هامسون اتهاماً كبيراً منهم بعد الحرب وكان هناك في النرويج جدل كبير منذ عدة سنوات". ولم يتوقف الجدل. قال مدير المسرح الرئيس في "تروندهايم" وهي ثالث أكبر مدينة في البلد، بأن مسرحه سيكون "منطقة هاسمون الحرة" خلال الاحتفال بذكراه بينما هو مشمئز من المؤلف. وكانت مدينة غريمستاد التي توفي فيها هامسون عام 1952 مشهداً لمناقشات حامية بعد أن قام مجلس المدينة بتسمية أحد الشوارع باسمه. وكان على الخطة أن تهمل بعد أن تبين أن عائلتين تسكنان الشارع لديهما أفراد أرسلوا إلى معسكرات الاعتقال النازية ( وأخيراً وجد مجلس المدينة ساحة لإطلاق اسمه عليها). وإلى حد اليوم هناك سبع مدن فقط في النرويج اطلقت اسمه على أحد شوارعها- والعاصمة أوسلو ليست بضمنها. أما بنك النرويج فقد أصدر عملة فضية تذكارية بالمناسبة وافتتح مركزاً جديداً باسم هامسون ولكن الاحتفال هو جزء من آخر أقيم قبل سنوات للكاتب المسرحي هنريك أبسن. وكانت الأميرة سونيا في الجيزة آنذاك كي تحضر تمثيلاً مثيراً لمسرحية "بيير جنت" عند أقدام الإهرامات. وهذه السنة افتتحت بصورة حذرة معرضاً صغيراً عن هامسون في المكتبة الوطنية. غير أن العديد يؤكد مثل وزير الخارجية النرويجي أنه يجب الفصل ما بين هامسون الإنسان والفنان. يقول يجنيف سوندفور الذي ألف مسرحية تعتمد على قصائد هامسون :" أود أن يجري تمييزه كموهبة أدبية وكرجل مركّب يحمل مثلنا جانبي الخير والشر". وكذلك بالنسبة للعائلة المالكة تقول الملكة سونيا :" من الممكن أن تكون هناك فكرتان في الرأس ذاته". بمعنى آخر تستطيع أن تكره هامسون الانسان وتستمتع بكتاباته. إذن هل ينبغي على بلد أن يحتفل بحياة أحد فنانيه المهمين حين كان نصيراً متحمساً لأدولف هتلر؟ وهل من الممكن عزل أعمال الكاتب عن وجهات نظره الشخصية مهما كان بغيضاً؟ الأمر يعتمد عليكم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram