نصيف جاسم حسينعذراً اذا ما بدوت و كاني احاول رفع الرمال التي دفن البعض روؤسهم فيها كي لايروا ما يجري خوفاً من الاصطدام بالواقع حينا أو محاولة لتجميلة احيانا اخرى. ولكن معالجة المشاكل الاجتماعية بشكل حقيقي تتطلب قبل كل شيء تسمية الاشياء بأسمائها الحقيقية .
لقد اوجد نظام صدام و اسس قواعد وبيئة انتشار مرض الطائفية . و جعل للطائفية مرتكزات وجود و ديمومة كان يمكن تهديمها والتخلص من تبعاتها وانطلاق - واطلاق- الفكر نحو آفاق جديدة لا تحدها مثل هذه القوالب والمحددات لو لم يتم تبنيها بعد سقوط النظام و جعلها الاساس في عملية تشكيل مجلس الحكم السابق الذي قبل جميع أعضائه المبدأ الطائفي في المحاصصة السياسية بما في ذلك الاحزاب العلمانية التي لم يكن في برامجها السياسية سابقا اي نوع من التأثير او التأثر في المسائل و الطروحات الدينية فضلا عن الطائفية .وكان التعاطي الامريكي مع الوضع العراقي يفتقر الى الحكمة بدرجة كبيرة. وكنت اسأل نفسي كثيرا (ما جدوى ان يكون في القسم السياسي في السفارة الامريكية موظف للتعامل مع الشيعة وآخر للتعامل مع السنة ؟ لماذا لا يكون التصنيف –مثلا- موظف للتعامل مع الاحزاب الدينية وآخر للتعامل مع الاحزاب غير الدينية؟) (وكيف ستنشأ ديمقراطية في ظل افكار تعود الى القرون الوسطى ؟) وكنت حائرا في الاجابةعلى تساؤلاتي وحيرتي من صدق الوعود الامريكية بإقامة (نظام ديمقاطي) و(بلد مزدهر) . لا اريد الاستطراد كثيرا في هذا الامر فقد يطول الحديث وقد يسبب لي ذلك (مشاكل امنية) خاصة وان اهم ادوات المشروع الطائفي وأزلامه هم عراقيون (سنة او شيعة) مع مساعدة سخية من بعض دول الجوار ممن يتمنون لنا (الخير) (تم وضع كلمة –الخير- لاسباب امنية ايضا) . كانت النتيجة –بقدرة قادر، كما تقول جدتي- ظهور التطرف الطائفي الذي كانت نتيجته خسارة العراق لعدد من خيرة شبابه ، وتيتم عدد كبير من اطفاله وتشرد عدد اكبر من العوائل وترملت اعداد من النساء ممن لايجدن الآن قوت يومهن بسبب فقد المعيل. وكانت ردة الفعل المتوقعة ان المواطن العراقي فقد الثقة بكل الطروحات المبنية على اسس طائفية ان لم يكن قد فقد الثقة بكل الطروحات ذات الطابع الديني بعد ان سمح المتدينون الحقيقيون للبعض باستخدام الدين طريقة للتسلق السياسي دون ان يكون لهم رأي واضح وفعال في منع ذلك. وتم ترسيخ المبدأ الطائفي في الكيفية التي تم فيها تشكيل حكومة اياد علاوي بعد تجربة مجلس الحكم و الاشتراطات الطائفية و العرقية التي رافقت عملية تشكيل حكومة اياد علاوي والكيفية التي جرت فيها عملية اختيار شخصية رئيس الجمهورية و تعدى الامر الى خضوع الدرجات الوظيفية الرسمية الادنى (وكلاء الوزراء و السفراء والمدراء العامون) الى نفس الطريقة الطائفية وكأن الهدف هو ترسيخ اسس الطائفية و العرقية اذا لم يكن محاولة ايجاد تقنين لها تفرض الممارسة الفعلية للحالة ايجاده و تكبيل العراق و العراقيين به من جديد. وتم اجراء الانتخابات البرلمانية السابقة بظروفها الاستثنائية المعروفة حينذاك و قام المواطن العراقي البسيط بواجبه على امل ان ما ستؤول اليه الانتخابات سيفضي الى حل المشاكل الاجتماعية و منها مرض الطائفية الذي بدأ اول مابدأ بإصابة غالبية قيادات الحركات والاحزاب العراقية اذا لم نقل كلها. و كانت احدى نتائج الانتخابات ان بعضاً ممن لم يوفق في الانتخابات بدأ يلعب ورقة الطائفية بلا استحياء بل بفخر احيانا من خلال استمالة بعض الاطراف ممن وقف اصلاً ضد فكرة الانتخابات و كان عاملاً مساعداً في ان لا تأخذ مدياتها المرجوة و أوغل البعض في الايحاءات بانه الممثل الاكفأ للطائفة الفلانية و ليس الاجدر و الاكفأ للعراق كما يفترض بالسياسي الحقيقي ان يفعل. ومما زاد الطين بلة ان بعض الاطراف المحسوبة على هذه الطائفة او تلك اصبحت تنظر الى كل مايصدرعن الاخرى بعين الشك و الريبة وكأن الهدف من كل مايصدر منها هو لغرض النيل من الطائفة الاخرى ليس الا بما في ذلك إلقاء القبض على بعض الارهابيين ممن لم يفرقوا بين طوائف ضحاياهم .بل ان البعض ما انفك يدافع عما ارتكبه ويرتكبه بعض ازلام النظام المنهار بدافع الولاء الطائفي الذي طغى على غيره من الولاءات و تم حشر بعض الشخصيات و الرموز و التجمعات الدينية في العملية السياسية حشراً وفق اسس اريد لها ان تكون طائفية رغم محاولة بعض هذه الرموز الابتعاد عن هذا الامر و البقاء على الحياد في عملية المجاذبات السياسية التي آلت الى مجاذبات طائفية عكست بشكل واضح خلو الحركات السياسية بكل صنوفها وافتقارها الى برامج سياسية يمكن من خلالها استقطاب ولاءات الناس البسطاء التي و جدت في الدين ملجاً اخيراً قادراً بحكم سعة تأثيره ( بحكم استناده الى قوى إلهية) ان يحل لهم مشاكلهم التي عجزت عن حلها الاحزاب السياسية عبر برامجها السياسية اذا لم نقل افتقار اغلبها الى برامج سياسية حقيقية . الاغرب في الموضوع ان البعض صار يتحدث عن تسميات سياسية لمكونات الشعب العراقي اكثر من كونها تسميات تعكس صورة واضحة لما يتم تناوله فالبعض يقول ان المكونات الرئيسية للشعب العراقي الشيعة و السنة و العرب و الاكراد و لا ا
الطريق:مرض الطائفية.. العلاج يكمن بمنح الناخب خياراً غير طائفي
نشر في: 23 أكتوبر, 2009: 04:31 م