خليل جليل يبدو ان الموسم الكروي الجديد الذي كان مقرراً ان ينطلق امس الجمعة الثالث والعشرين من تشرين الاول الجاري سيكون بلا ملامح ومن دون ان يشهد إقامة دوري منتظر بعد ان اصبح يواجه مصيراً مجهولا بل بات مرشحا ليكون في مهب الريح نتيجة النزاع والانقسام والصراع الذي تشهده ساحة كرة القدم في العراق
في فترة لم تألفها الكرة العراقية سابقاً في ظل ظروف لم يسلم منها دوري الكرة الذي اصبح ضحية تلك الخلافات والخاسر الاوحد فيها جمهورنا الكروي في مدننا التي اخذت الملاعب تتعطل ولا يوجد متنفس لكرة القدم فيها.لقد اكدت الاصوات الخيرة في مرات عديدة وفي مناسبات لم تنفك فيها من التأكيد على أهمية إبعاد مسابقة الدوري عن كل هذه التقاطعات والتجاذبات فالمسابقة ليس لها ناقة او جمل بهذا الصراع بقدر ما هو ساحة مفتوحة لأشخاص وأقطاب متصارعة وجدت في الدوري فرصة للتعبير عن الاحتجاج والاعتراض في وقت ان مسابقة الدوري وكما كشفت المواسم القريبة الماضية واكدت بالامكان ان تستمر وتتواصل طالما انها وجدت قدرات ذاتية للفرق المشاركة هي الاساس في ديمومة البطولة وليس دعم الاتحاد وغيره من المؤسسات سواء التي حملت طابعا رسميا ام اهليا ام غير ذلك.وطالما يرى البعض بإن إقامة الدوري واطلاقه يفترض ان يبقى امراً مرهونا بإجراء انتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم، وكان الدوري هو السلاح المؤثر بيد الاتحاد الحالي، نتساءل مع هذه الاصوات التي ترغب في ان يبقى الدوري رهن الانتخابات واقامتها: كيف سيكون مصير البطولة اذا لم تجر الانتخابات في موعد معين، وهل اقامة الدوري هو امر داعم لهذا او ذاك، وكيف ستنتهي اليه احوال المسابقة اذا ما استجدت امور اخرى بين اللجنة الاولمبية العراقية وبين الاتحاد العراقي لكرة القدم والاتحاد الدولي، وهل يبقى الحال هكذا من دون دوري الى حين الانتهاء من قضية الانتخابات؟اعتقد بان هناك من يقف وراء تعطيل موعد انطلاق بطولة الدوري ويرغب في تأجيلها لأسباب وحسابات تتعلق بتداعي اوضاعه الادارية والمالية التي يعانيها ومواجهته لمصاعب يجد في قضية عدم اقامة الدوري مخرجاً له في الوقت الحاضر بينما يرى البعض الآخر في عملية تأجيل المسابقة تجريد اعضاء الاتحاد الحالي من قوتهم الانتخابية ونعتقد بأن موقف الاتحاد كان واضحا من المسابقة في المواسم الماضية وهو لم يقدم اي شيء لها وللاندية التي خاضت المسابقة معتمدة على ما متاح امامها من امكانات بسيطة، فلم نسمع ان الاتحاد قدم دعماً لهذا النادي او ذاك ووقف الى جانب مجموعة على حساب الآخرين ليتحول الدوري بيده الى عوامل للاستغلال يوظفها في قضية الانتخابات !واللافت في الأمر أن عدداً كبيراً من المدربين الى وقت قريب كانوا يصفون طريقة الدوري بأنها كارثية لكنهم سرعان ما عادوا ليؤكدوا ان الموسم الجديد مرشح للإثارة والندية بفضل المشاركة الواسعة وقد يكون حافلاً بالمفاجآت وهناك من قال ان الدوري يفترض ان يؤجّل الى ما بعد الانتخابات وكان صوته واضحا في اجتماع (المنصور) قبل اسبوعين وهو اليوم يؤكد ان التأجيل يضر كثيرا بالدوري فضلا عن المواقف التي تفاجأنا بها بعد الاجتماع المذكور.لا نريد ان نفسر هذه المواقف الجديدة بأنها تعني تراجعاً لأصحابها، بل اخذت تعتقد بأن بطولة الدوري التي حزمت لها الاندية اوضاعها وعبأت لها كل قدراتها يفترض ان تكون في منأى عن الصراعات والانقسامات فالمسابقة ستقام وتستمر سواء في ظل الاتحاد الحالي ام غيره، فالدوري يبقى هوية للكرة العراقية وليس هوية شرعية للاتحاد وسواه من المطالبين بخريطة تغيير يريدون ان يكون الدوري ثمنها. وهنا بالطبع يأتي دور اللجنة الاولمبية العراقية في تسوية هذا الامر خصوصا بعد ان تناهى لأسماعنا بان رئيس اللجنة الاولمبية العراقية رعد حمودي بدأ يضع هذا الامر في محمل الجد ويسعى لصيغة تضمن عدم ضياع الدوري العراقي الذي كان يقف بقوة بين الدوريات الأخرى، ويشار له بكونه واحداً من اهمها قبل ان يفقد ماضيه وتأريخه وهو يتأرجح اليوم في مهب ريح الصرعات!
وجهة نظر: موسم من دون دوريّ!
نشر في: 23 أكتوبر, 2009: 04:58 م