TOP

جريدة المدى > تحقيقات > جنون ارتفاع أسعار الأدوية ضاعف أعداد المرضى ونسب الوفيات!

جنون ارتفاع أسعار الأدوية ضاعف أعداد المرضى ونسب الوفيات!

نشر في: 23 أكتوبر, 2009: 05:11 م

اتهامات متبادلة :و القضية قيّدت ضد مجهول! بغداد /وائل نعمةدخل أبو علي حاملا وصفة الدواء الى احدى صيدليات شارع الكندي في الحارثية، كان على عجالة من أمره، لان ابنه عليا الصغير كان  مصابا بجرثومة في المعدة، ويحتاج الى علاج سريع، فالطفل لا يكف عن البكاء من الألم، وضعت الصيدلانية الأدوية على الطاولة التي امامها بعد ان جمعتها في  كيس صغير مع الوصفة،
وابتسمت ابتسامة عريضة تدعو للتفاؤل والارتياح، منتظرة ان تحصل على مبلغ 50 ألف  دينار مقابل الحصول على الدواء، حينها وقف أبو علي مذهولا من الرقم الذي طلبته، وما كان عليه الا ان يدس يده في جيبه ويخرج ماكان مطلوبا منه، اخذ أبو علي الدواء واخذ ابنه الصغير الذي كان على يدي أمه، عائدا الى البيت.في الطريق تذكر أن اجرة عمله اليومي منذ باكورة الصباح حتى مغيب الشمس خمسة عشر الف دينار فقط، وما طلبته الصيدلانية يساوي عمل ثلاثة ايام وثلث، ولو أضاف معه مبلغ اجرة  الطبيب واجرة النقل، سنصل بعملية حسابية بسيطة الى ان ابو علي قد دفع اجرة اسبوع كامل من العمل للطبيب والدواء من دون ان يضع في فم اطفاله لقمة واحدةالأدوية وتقلب المزاج حسين مرعي رجل في منتصف العقد الخامس من عمره، يعمل موظفاً في  دائرة بلدية ويعاني من مرض السكري منذ فترة طويلة وهو مستمر في تناول ذلك النوع من العلاج الا وهو (كلوفج 850) وهو ألماني المنشأ، و يشكو حسين من تضارب سعر ذلك الدواء بين صيدلية واخرى، وقد ذهب الى اكثر من ذلك وهو يدون اسعار تلك المادة الدوائية واسماء الصيدليات التي حاول ان يشتري منها ذلك العلاج وهي كالتالي، صيدلية تبيع ذلك النوع من العلاج بسعر (750) دينارا فقط، وهناك من يبيع تلك المادة بـ(1000) دينار للشريط الواحد، أما من جهة اخرى فهناك صيدليات تبيع هذه المادة عينها بسعر (1250) دينارا، وهناك صيدليات تأبى الا ان تبيع تلك الماده المتقلبة المزاج والاسعار بـ(1500) دينار عراقي، علما بان المادة المذكورة هي نفسها في الصيدليات جميعها.نحن ننظر بعين المشفق الى اولئك الناس الفقراء، فإذا كانت مادة واحدة لها اكثر من تسعيرة فكيف الحال لو كانت الوصفة الدوائية كلها، فلربما يكون الفرق اكثر من 10 الاف دينار عراقي، فهل يعقل ايها الصيادلة الاعزاء ان صيدلية الـ(...) التي تبيع تلك المادة المذكوره اعلاه بـ(750) دينارا عراقيا فقط تتعرض الى الخسارة؟ انها بالتاكيد لديها ربح معقول ومنصف من اصل الشراء، فلماذا هذا التباين الرهيب في الاسعار؟ 45 الف دينارللامبولة الواحدة محمد عبد الأمير 48 سنة (سائق تكسي) يقول:  تعرضت زوجتي الى مرض في الكبد استدعى نقلها الى المستشفى وبعد اجراء الفحوصات الطبية عليها أقر لها صرف نوع من العلاج وهو لا يتوفر في المستشفى مما تطلب مني احضاره من الصيدليات الاهلية وعند ذهابي الى الصيدليات صعقت من سماع تسعيرة ذلك العلاج وهو بسعر 45 الف دينار عراقي للامبولة الواحدة والعلاج يحتاج الى اكثر من امبولة ما اضطرني للتراجع عن قراري في الشراء، ولم استطع ان اشتريه، الى  ان قال لي احد الاصدقاء : يوجد في احدى الصيدليات بمدينة الصدر هذا النوع من (الامبولات) وهي مجانية لان شخصا قد اودعها للعمل الخيري.  البطاقة الدوائية يتساءل  كاظم سامي 35 سنة ( موظف) : ما هو مصير المواطن البسيط ذي الدخل المحدود في ظل ارتفاع محموم لاسعار الأدوية؟، وثمة اكثر من ازمة ومشكلة ليصل به الامر الى حد ازمة الدواء، لاسيما أولئك الذين يعانون من امراض مزمنة، ناهيك عن الامراض الاخرى، لذا يجب على الحكومة ان تتحمل جزءا كبيرا من مسؤوليتها في توفير الحصة الدوائية للمواطن.كما أكد  يوسف جليل 44 سنة ( معلم ) ضرورة اعطاء اهمية بالغة لقضية ارتفاع  اسعار الأدوية لما تتركه من اثار وصفها بالمؤلمة على المواطن بالدرجة الاولى، داعيا  الجهات ذات العلاقة في وزارة الصحة ومجلس الوزراء للتدخل بصورة عاجلة وبما يسهم برفع المعاناة عن المواطن، إضافة الى الاستجابة الى مطاليب العاملين في مهنة الصيدلة، للعمل على تخفيض اسعار الأدوية والعقاقير الطبية ذات المساس الكبير بحياة المواطنين.بدائل من الأرصفة السيدة هيفاء حسين 40 سنة ( كاتبة في مدرسة ) تقول :  ان الخوف على المواطن ليس من الأدوية المستوردة من مناشىء رديئة وعدم خضوعها للفحص فقط، وانما الخوف كل الخوف من تلك الأدوية التي تباع على الارصفة والتي معظمها منتهية الصلاحية، إضافة الى ذلك فان وزارة الصحة لم تقم بأي فعل جاد لمعالجة ظاهرة ارتفاع أسعار الأدوية في الصيدليات، فنحن مانزال نرى هؤلاء الذين يديرون (جنابر) الأدوية التي انتشرت بشكل لافت للنظر في الشارع العراقي والتي معظمها  قد انتهت صلاحيته وبات اذاه اكثر من نفعه، فهل سنسمع عما قريب اجراءات سريعة وصارمة لوزارة الصحة لمعالجة هذه الظاهرة.كما ان جاسم مهدي 50 سنة (كاسب) لم يكن امامه الا خيار ادوية الرصيف حيث قال: جنون ارتفاع اسعار الأدوية جعلنا نتجه الى ادوية الرصيف لنتعالج  بها اذ ان هذا الارتفاع لا يفسر الا بجشع نفوس بعضهم ولا ادري هل غاب الضمير الانساني الى هذا الحد.وتحدثت الحاجة أم محمود التي تعاني من امراض مزمنة عدة, بعد خروجها

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يعقد جلسته برئاسة المشهداني

الأمم المتحدة: غزة تضم أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في العالم

هيئة الإعلام: إجراءاتنا تواجه فساد المتضررين

الهجرة تعلن بدء عودة العوائل اللبنانية وتقديم الدعم الشامل لها

اللجنة القانونية: القوانين الخلافية تعرقل الأداء التشريعي للبرلمان

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram