يعد ناشرو الكتب في وضع أفضل للإفادة من الثورة الرقمية عما كانت عليه صناعة الموسيقى قبل عشر سنوات حيث يمكنهم الاستفادة من عدد من البدائل لبيع وتعزيز منتجاتهم لم تكن متاحة لشركات الموسيقى، وقد تشهد تجارة الكتب
زيادة هائلة في الطلب على الكتب الالكترونية يساعدها على ذلك أجهزة مثل أمازون كايندل وخدمات توزيع على الانترنت من خلال جوجل ويستبد بها القلق بعد أن عانت صناعة الموسيقى من تراجع استمر لسنوات، ولكن اختلاف طرق الاستمتاع بالموسيقى والكتب وكذلك اختلاف المراحل التي بلغتها الصناعتان في تطورهما يعني أن المقارنات ليست مفيدة بالضرورة. ووجه ممثلون للصناعتين اللوم لانفسهم خلال معرض فرانكفورت للكتاب الذي بدأ الاسبوع الماضي لعدم التحرك بشكل أسرع وأكثر حسماً للدفاع عن حقوق الملكية الفكرية والإفادة من الفرص الجديدة التي يتيحها الانترنت. وقال ألكسندر سكيبيس الرئيس التنفيذي لرابطة تجار الكتب الالمان أثناء منتدى للحوار بعنوان "الدروس المستفادة من صناعة الموسيقى" علينا أن نتحرك على الفور، لا نستطيع أن نتحمل أن نراقب ونحلل ونراقب مرة أخرى". ومن المؤكد أن صناعة الكتب تخشى من تفشي القرصنة الالكترونية التي يحملها البعض مسؤولية الكوارث التي حلت بصناعة الموسيقى حيث يعتقد معظم المستهلكين الان أن محتوى الانترنت يعادل المحتوى المجاني، ولكن صناعة الكتب الان في وضع أفضل بكثير من الوضع الذي كانت عليه صناعة الموسيقى عندما اقتحمت مواقع لتبادل الملفات الموسيقية مثل نابستر الساحة قبل عشر سنوات لتمهد الطريق لعدد كبير من المواقع غير الشرعية لتبادل ملفات الصوت، وعلى النقيض من ذلك تأسست بسرعة أسواق قانونية لتجارة الكتب الالكترونية حيث من المتوقع بيع ثلاثة ملايين نسخة قراءة الكترونية في الولايات المتحدة هذا العام. وأعلنت شركة جوجل دخولها الحلبة بمكتبة على الانترنت للكتب الالكترونية يمكن الدخول عليها من أي جهاز كمبيوتر مزود بقارئ للانترنت. وتراجعت ايرادات صناعة الموسيقى في الاسواق الأوروبية منذ عام 2001 ومن غير المتوقع أن تبدأ في النمو من جديد الا في عام 2011، وطبقا لشركة فورستر فان تبادل الملفات الموسيقية أعلى أربع مرات من تحميل الموسيقى المدفوع بين الأوروبيين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 عاما و19 عاما.وتقدر قيمة سوق التسجيلات الموسيقية في أوروبا بحوالي سبعة ملايين يورو (عشرة مليارات دولار) في العام بعد أن كانت 12 مليار يورو في عام 2001، وفي المقابل ارتفعت ايرادات ناشري الكتب بنسبة واحد في المئة في الولايات المتحدة لتصل الى 40.3 مليار دولار حسبما يشير تحليل لاتجاهات صناعة الكتاب في عام 2009، ولكن توزيع الكتب الالكترونية يتيح بالفعل فرصاً لا تتوافر لدى الكتب المطبوعة مثل السماح للقراء بتقديم ارائهم وبيع اعلانات الى جانب النصوص ومزايا إضافية مثل اللقاء مع المؤلفين أو نشر فصول من الكتب على حلقات. وأشارت دراسة أعدتها شركة ماجلان ميديا للاستشارات قدمت في معرض فرانكفورت للكتاب الى أنه حتى القرصنة التي قد تعد مصدر الخوف الرئيسي لتداول الكتب الالكترونية عبر الانترنت فانها قد لا تكون على المستوى الذي كان يخشى منه. وتابعت الدراسة مبيعات 66 عنواناً من دور نشر مختلفة لمراقبة تأثير القرصنة على مبيعات النسخ المطبوعة والرقمية لتلك العناوين خلال عام، ووجدت أن مبيعات 21 عنوانا تعرضت للسطو بلغت الذروة مع بدء القرصنة ما يشير الى أن بعض الاماكن في السوق قد تستفيد بالفعل من القرصنة كنوع من التسويق المجاني.
الثورة الرقمية: دفع لصناعة الكتب وتراجع للموسيقى
نشر في: 23 أكتوبر, 2009: 05:20 م