تونس/ رويترز يدلي التونسيون غدا الاحد بأصواتهم في انتخابات الرئاسة التي من المتوقع على نطاق واسع ان يفوز بها دون عناء الرئيس زين العابدين بن علي الذي يحكم البلاد منذ 22 عاما وهو حليف وثيق للغرب في مكافحة الإرهاب.
ويتهم نشطاء في مجال حقوق الانسان بن علي (73 عاما) بالتضييق على معارضيه وتشديد الرقابة على الصحافة لكن مؤيديه يفتخرون بأنه جعل من البلد الواقع شمال افريقيا الأكثر رخاء وازدهارا واستقرارا سياسيا وأمنيا في المنطقة وتعهدوا باعادة انتخابه.وتقول فتحية وهي ربة بيت عمرها 45 عاما لرويترز " ببساطة الشخص الذي تعرفه خير من الذي لا تعرفه."وتغطي صور كبيرة وأخرى أصغر لبن علي الشارع الرئيسي بالعاصمة والعديد من المباني. وتنتشر لافتات تعدد انجازات بن علي وتدعو التونسيين لتجديد العهد معه.وقال أيمن -وهو شاب نال الأستاذية في اللغة العربية منذ ثلاثة أعوام ولا يزال حتى الآن عاطلا عن العمل-"صحيح انني عاطل لكن ليس هناك بديل لبن علي يمكن ان أثق فيه ليحل مشكلتي..سأصوت له".وتحصد تونس الثناء من اوروبا والولايات المتحدة لجهودها في مكافحة الارهاب وتشديد الخناق على المتشددين الاسلاميين في الداخل والخارج وخصوصا بعد تفجير معبد الغريبة اليهودي الذي خلف 21 قتيلا عام 2002.وتجري بتونس أيضا يوم الاحد انتخابات برلمانية بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية. ويسيطر حزب التجمع الدستوري الحاكم على نسبة 80 بالمئة من مقاعد البرلمان البالغ عددها 189. وأطلق بن علي حملته الانتخابية الأسبوع الماضي متعهدا بتوفير 450 الف موطن شغل وتقليص البطالة وتحقيق مستوى أفضل لمعدل الدخل الفردي بنسبة 40 بالمئة الذي هو بالفعل من بين أرفع المعدلات في افريقيا.وقال "خلال الخماسية المُقبلة لا أُسرة تونسية دون شغل أو مورد رزق لأحد أفرادها على الاقل قبل 2014".وتعهد بن علي بتوسيع الديمقراطية وقال "ستكون الفترة القادمة مرحلة دعم أكبر من الدولة للأحزاب السياسية ولصحافتها وصحافة الرأي بصورة عامة".ويحكم بن علي تونس منذ عام 1987 بعد اعلان عجز الرئيس السابق الحبيب بورقيبة عن اداء مهامه. وفاز بن علي في الانتخابات التي جرت في 2004 بنسبة 94.4 بالمئة أمام ثلاثة مرشحين.وأعلن الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض -وهو أبرز حزب معارض في البلاد- مقاطعته للانتخابات الرئاسية والبرلمانية وقال انه يرفض أن يكون شاهد زور على انتخابات مزيفة ولا معنى لها.كما استبعد المعارض مصطفي بن جعفر الامين العام للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات من سباق الرئاسية. وبرر المجلس الدستوري -الذي ينظر في شرعية الترشيحات- قرار استبعاده بأنه ليس منتخب من حزبه إلا منذ أشهر قليلة.ومن بين ثلاثة معارضين ليس لهم وزن كبير على الساحة السياسية في تونس ترشحوا للانتخابات الرئاسية يرى محللون ان أحمد ابراهيم زعيم حركة التجديد اليسارية الاكثر مصداقية وجرأة في منافسة بن علي.وقال ابراهيم في حملته الدعائية انه مستعد لمناظرة تلفزيونية مع كل المترشحين بمن فيهم بن علي وتعهد باصلاح سياسي شامل. وانتقد معارضون الظروف التي تجري فيها الحملة الانتخابية ووصفوها بأنها غير متكافئة وان كل الظروف فيها تخدم مرشح الحزب الحاكم.وقال السياسي المستقل فتحي التوزي "لاشيء يوحي ان هناك انتخابات في البلاد..ليس هناك أي حراك اعلامي مثلا."ويضيف "كان من المفروض ان تكون هذه الانتخابات مناسبة لاستعراض وعي ونضج التونسيين لكنها فرصة أخرى مهدورة". ويتمتع بن علي بتأييد فئات واسعة في البلاد ويرى كثيرون انه الأقدر على حل مشاكلهم وأبرزها البطالة هذا بالاضافة الى انه لايواجه منافسة شرسة على المنصب في غياب معارضين بارزين عن السباق.
بن علي في طريقه لإعادة انتخابه رئيسا لتونس
نشر في: 23 أكتوبر, 2009: 06:26 م