السليمانية/ مؤيد الخالدي تشير الدراسات والبحوث اللغوية الى ان اللغة الكردية تنتمي الى فصيلة اللغات الهندواوربية فرع اللغات الهندوايرانية، اما الصلة التي تربطها بهذه المجموعة اللغوية فهي إضافة الى وجود الاف المفردات (الافستية والبهلوية والفارسية القديمة) وجود القواعد اللغوية المتقاربة من حيث تصريف الأفعال وتركيب الجمل،
وكذلك من حيث التغيرات الدلالية وعلم الأصوات اللغوية بل حتى من ناحية تقسيم الكلام الى مقاطع.وانتماء اللغة الكردية الى هذه المجموعة اللغوية لا يعني بأي حال من الأحوال عدم استقلاليتها بين لغات العالم، حيث ان لها أصولها وقواعدها وتطوراتها ودلالاتها واشتقاقاتها الخاصة. وهي ليست فرعا من أي لغة أخرى برغم القرابة اللغوية بينها و بين الفارسية الحالية. بل هي لغة خاصة حافظت على استقلاليتها كما دلت على ذلك الدراسات المقارنة التي قام بها العالمان الألمانيان "روديجر" و"بوت" عام 1840 حيث أثبتت الدراسة المتواصلة في المقارنة اللغوية بين اللغتين الكردية والفارسية ان اللغة الكردية بقواعدها ومفرداتها وأصولها وأصواتها لغة خاصة مستقلة رغم انتمائها الى الفارسية.وأيد هذا الرأي المستشرق الروسي "بيتر ليرخ" في أبحاثه القيمة التي نشرها بعنوان (دراسات عن الكرد) باللغتين الروسية والألمانية في سان بطرسبورك، وكذلك بحثه القيم عن كرد إيران عام 1856 باللغة الروسية في بطرسبورك.وأيد هذا مستشرقون بارزون مثل رينان ودرون وارش وميولر وجابا. اما ادمونس الأخصائي في تاريخ الكرد فيقول في مقالة نشرت له في جمعية اسيا الوسطى العدد 11 ما يأتي: أصبح من الوضوح بمكان ان اللغة الكردية ليست عبارة عن لهجة فارسية محرفة مضطربة، بل انها لغة آرية نقية ومعروفة ولها مميزاتها الخاصة وتطوراتها القديمة. ومينورسكي الباحث المستشرق، اذ ينفي ذلك وهو يعتقد انه بينما تنتمي اللغة الفارسية الى المجموعة الجنوبية الغربية فان اللغة الكردية تنتمي الى المجموعة الشمالية الغربية وانها تتصف بشخصيتها المتميزة تماما عن اللغة الفارسية وهو يورد الدلائل اللغوية التي تثبت الفروق الجوهرية القائمة بين كل منهما.ولدراسة أصل اللغة الكردية يجب مراجعة أقدم المؤلفات المكتوبة باللغات الإيرانية وهو كتاب "ئافيستا" كتاب الدين الزردشتي الذي كتب في حوالي القرن السابع عشر قبل الميلاد وأجزاء الائافيستا الخمسة يسنا- يسبرد- نديداد-يشتها-خرده- اوستا وأهمها جزء يسنا الذي يتكون من 72 فصلا من بينها 17 فصلا تعرف بـ "كاتها" التي يبلغ عدد قطعها 238 قطعة وعدد أبياتها 896 بيتا وكلماتها5560 كلمة.وتشير دراسات اللغة الحالية الى ان هناك تقاربا لغويا وصلة وثيقة بين اللغة التي كتبت بها واللغة الكردية الحالية، ولذلك فان الفصول البالغة 17 فصلا كتبت باللغة الميدية.ويقول العلامة إحسان نوري: ان كلمة زردشت نفسها هي كلمة كردية بمعنى بياض الأصل، وهذه الألفاظ التي كانت من لغة قوم زردشت أي لغة ماد نسبة الى الميديين ليست فيها فروق أساسية عن اللغة الكردية الحالية.
اللغة الكردية.. تأريخها وأصولها
نشر في: 23 أكتوبر, 2009: 06:30 م