سعد محمد رحيم:برحيل فهد الاسدي يكون الادب العراقي قد خسر واحداً آخر من اعلامه الكبار وهو الذي جسد في انجازه السردي الروح العراقية الاصيلة وصور الطبيعة العراقية بحس ابداعي مرهف . والاسدي الذي ينتمي جيلياً الى الستينين يمكن القول انه كاتب عابر لل
سعد محمد رحيم:
برحيل فهد الاسدي يكون الادب العراقي قد خسر واحداً آخر من اعلامه الكبار وهو الذي جسد في انجازه السردي الروح العراقية الاصيلة وصور الطبيعة العراقية بحس ابداعي مرهف . والاسدي الذي ينتمي جيلياً الى الستينين يمكن القول انه كاتب عابر للاجيال. وعلى الرغم من قلة مانشر في حياته الى ما قرأناه من نتاجاته عكس موهبة عالية تضعه الى جانب افضل قصاصينا مثل محمد خضير واحمد خلف وجليل القيسي ومحمود جنداري وجمعة اللامي وغيرهم. واعتقد ان النقد العراقي لم يسلط الضوء على الفن السردي للاسدي ومحطات تطوره المهمة، ومساهمته في تحديث ادبنا القصصي.
ولابد من ان تعاد قراءة قصصه من منظور نقدي منهجي رصين وهذا اقل تكريم يمكن ان يحظى به بعد وفاته، بعدما حرم مما يستحق من اهتمام إثناء حياته.
تكريم الاسدي الان وان يكن متأخراً
عدنان حسين أحمد :
كرّس القاص فهد الأسدي جزءاً مهماً من حياته لكتابة القصة القصيرة منذ أوائل الستينات وحتى يومنا هذا. وقد كان صبوراً حينما قرر أن يحفر بئره الإبداعية بإبرة الهدوء والتأني، فهو لم يكترث ذات يوم للكم، وإنما كان جلّ اهتمامه ينصّب على النوع الذي يتوفر على قدر كبير من الإبداع لا تخطئه العين النقدية الفاحصة
وقد أثارت قصصه اهتمام عدد من المخرجين المسرحيين والسينمائيين الأمر الذي دفعهم إلى تحويل قصصه إلى مسرحيات وأفلام مهمة، مثل مسرحية (مطر يمّه) وفيلم (الشبيه).
محمد سهيل احمد/ قاص ومترجم:
ما اذكره أيضا لقاءً عابرا جمعني بفهد ابان مهرجان المربد أدركت من خلاله انني امام كاتب جنوبي مكتنز الذاكرة بالمشاهد والصور واللوحات الشعبية ؛ وكائن شديد التواضع ذي عمق مترأري كمياه الهور ، صادق مع نفسه ومع الوسط الذي شكل ذائقته الابداعية . ولقد فوجئت في عام 1974 بقراءة نقدية له لقصتي ( لا أحد) التي نشرتها على صفحات احدى الجرائد البغدادية ، وهي القصة التي تصدرت مجموعتي القصصية الاولى ( العين والشباك ) فيما بعد فعرفت فيه كاتبا متابعا يؤمن بأن الأولوية للنص اولا ومن بعده تأتي العلاقات او لا تأتي . كان في قراءته تلك قدر كبير من المنهجية والمقدرة على التوغل في ثنايا النص بعد تفكيكه على نحو مقتدر يعكس بالتأكيد وعيا متقدما لكاتب انبثق من طين الولادة الأولى .
ودود حميد/ قاص:
تتداعى الكلمات وتنحسر العبارات عندما تكون الكتابة عن صديق، أبعده الموت عن حضوره الشخصي.. القلب هذا الجهاز المنبض للحياة، عندما يحرن ممتنعاً عن الإيفاء الكافي لمعطيات النشاط اليومي- تباً لهذا القلب الذي أنهكه حب الناس، فلشدة ما انبسط وانقبض مانحاً المحرومين والمسحوقين والراحلين شهداء ومسجونين، عطشى وجائعين .. ارواءً من نبعه، أتلفت شرايينه فأقعد صاحبه وأبعده عن أصدقائه وأحبابه، وكما قال في مجموعته -عدن مضاع- (أحببت شعبي، لذا لم أجد اصدق من أن اكتب عن تجاربي معه).