ليلة وردية جميلة طرزها اُسود وليوث الرافدين ، فبرغم برودتها لكنها بدت لنا ساخنة جدا وسخونتها جاءت بفعل فاعل عندما انبرى اُسود الرافدين أول من أمس ليقولوا كلمتهم الفصل ويثلجوا صدور الملايين من العراقيين الذين تابعوا المباراة التي وصفها البعض انها بمثابة نهائي مبكر لخليجي 21 .
فبعد ان كانت جميع التوقعات تشير الى تفوق المنتخب السعودي خلال تلك المباراة من خلال معطيات الفريقين وما يضمانه من لاعبين مخضرمين وجدد أجمع كل المتابعين على ان الغلبة ستكون للاخضر السعودي على اعتبار انه يضم نخبة كبيرة من اللاعبين الكبار اصحاب الخبرة أمثال القحطاني والمولد وهوساوي والجاسم وغيرهم من اللاعبين الذين لهم باع طويل في مجال اللعبة لكن الرد جاء سريعا ولم يتعدَّ الدقيقة 18 من زمن الشوط الأول عندما انبرى المدافع سلام شاكر لكرة عالية بكل رشاقة وسددها برأسية قاتلة لتهز الشباك السعودية لتعيدنا الى عام 2007 عندما هـزَّ تلك الشباك السفاح يونس محمود ليكون هذا الهدف بمثابة جرس الانذار الذي دقه مزيج الليوث والأسود أمام المارد السعودي الذي سعى لاعبوه بكل ما اُوتوا من قوة ومهارة وخبرة ضخها لهم الهولندي فرانك ريكارد لكنهم عجزوا عن مجاراة (أولاد الملحة) الذين عبروا عما يدور بمخيلة الملايين من العراقيين الذين انتظروا تلك البشرى بفارغ الصبر برغم قلة الخبرة والظروف التي تحيط بهم وبرغم صعوبة المهمة التي اعترضتها العراقيل التي رافقت تلك المرحلة إبان الزوبعة التي اصطنعها البرازيلي زيكو والتي كادت تطيح بآمال الكرة العراقية نتيجة ارهاصات تلك المرحلة وما رافقها من تداعيات جراء الخلل الذي تركه زيكو في صفوف اللاعبين وكذلك في قيادة المنتخب قبل ان ينيط اتحاد الكرة العراقي المهمة بالمدرب القدير حكيم شاكر الذي أفصح عن قدراته التدريبية ووفق في خلط توليفية من نجوم الامس واليوم بعد ان تمكن من تجانس مجموعة من الجيل الذهبي لعام 2007 مع مجموعة من الجيل الذهبي لعام 2012 لتكون النتائج مبهرة بحق لكل من تابع المباراة التي أثبتت للجميع ان الأسود ما زالوا في ربيع العمر وان القادم سيكون خيراً بكل تأكيد بعدما قلبوا الطاولة وأطاحوا بكل توقعات عباقرة الكرة وفطاحلة برنامج المجلس الذي يبث من قناة الكأس القطرية بعد ان جلسوا لساعات طوال وحللوا تلك المباراة وأصروا جميعا وأجمعوا على خسارة منتخبنا لكن الاسود لم يدعوا الامور تمر على ما يريده فطاحلة المجلس ليقلبوا التوقعات ويطيحوا بالمجد السعودي الذي بناه هؤلاء المحللون من فراغ وليس أزاء فعل معين!
بالأمس انقض السفاح ورمى بكل ثقله ليودع كرة برأسه مزقت شباك الحارس العتيد محمد الدعيع ليعود اليوم سلام شاكر وبعد ست سنوات ويعيد الكرّة ثانية بذات الرأس ويهز شباك الحارس وليد عبدالله ، فضربتان في الرأس توجعان من دون ان نرى رد فعل للاخضر السعودي الذي حاول العودة الى المباراة وأجواء المنافسة لكنه على ما يبدو انه تصدَّع كثيراً من عزيمة وإصرار أسود الرافدين ليسجل هذه المرة في مرماه ضارباً كل التوقعات والتكهنات عرض الحائط .
هكذا الأسود كما عهدناهم من قبل واليوم وغداً اذا قالوا فعلوا فبرغم الظروف غير المؤاتية لهم لكنهم افصحوا عن مقدرتهم ليقطعوا نصف المسافة الى الدور الثاني من خليجي 21 ويجعلوا كل المتابعين والمحللين يغيرون بوصلة الكأس الخليجية هذه المرة ويعيدوا النظر في تصريحاتهم التي أدلوا بها في برنامج المجلس على وجه الخصوص .
ضربتان في الرأس توجعان!
[post-views]
نشر في: 7 يناير, 2013: 08:00 م