TOP

جريدة المدى > عام > قصتي مع السيبرنطيقا

قصتي مع السيبرنطيقا

نشر في: 8 يناير, 2013: 08:00 م

(5) الاتصال الفعال يأتي تكامل الاتصال من تواجد عناصر تدار بمنطق وظيفي عملي يفترضه التنظيم الداخلي لعملية الاتصال وطبيعة نتائجه العملية ، وبشكل عام يلجأ الاتصال – على افتراض انه عملية مستمرة - إلى ضرورة امتلاك أدوات عاملة تسعى إلى تحقيق الكفاء

(5)

الاتصال الفعال

يأتي تكامل الاتصال من تواجد عناصر تدار بمنطق وظيفي عملي يفترضه التنظيم الداخلي لعملية الاتصال وطبيعة نتائجه العملية ، وبشكل عام يلجأ الاتصال – على افتراض انه عملية مستمرة - إلى ضرورة امتلاك أدوات عاملة تسعى إلى تحقيق الكفاءة للفعل الاتصالي. وهذه الأدوات يقصد بها (العناصر) والتي تتوزع على ستة عناصر: المرسل ، والمستقبل ، والرسالة، والفنن، والقناة. ويقصد بالمرسل كل من يبعث معلومات، تحمل معنى محددا أو أكثر، تقصد إثارة سلوك محدد لدى طرف خارجي، ويشار دائما إلى نشاط المرسل بأنه (وضع الفكر في كود Encoding) أي تأليف رسالة. التي يتسلمها المستقبل والذي يجعل بهذا الفعل دائرة الاتصال مكتملة، ويعرف المستقبل بأنه المرسل العكسي الذي يقوم بتحويل الإشارة التي يستلمها مرة أخرى إلى رسالة مرسلة، ويشار إلى نشاط المستقبل بأنه (فك الكود Decoding) أي تفسير الرسالة. لكن قد يأتي سؤال مفاده ما معنى رسالة؟ يأتي الجواب: بأنها مجموعة المعاني أو المعلومات التي يرسلها إلى المستقبل بغية التأثير في سلوكه. وهنا تأتي حمولة الرسائل التي بوساطتها يتحدد نوع النشاط الاتصالي ، ونقصد بالحمولة أو (الفنن) مجموعة الرموز المستخدمة في نقل المعاني التي تتضمنها الرسالة ، والتي تأخذ أشكالا متعددة ، فمرة رموز لفظية ، مكتوبة أو محكية، وأخرى دون اللفظية مثل نبرة الصوت وحركات الجسد(الإيحاءات والإشارات) وثمة فنن غير لفظية مثل تقاطيع الوجه ونظرات العين والزي، وهناك  التعبير والمسرحي وتشمل لغة المسرح والتمثيل السينمائي وكذلك المعاني الرمزية التي تعطى لبعض تصرفاتنا . فنحن قد ننهج سلوكا معينا للتعبير عن المعنى الخفي أو الغاية الأصلية للسلوك. لكن ثمة عنصرا مهما لا تتم عملية الاتصال بدونه ، ونقصد به ، القناة التي تعد الحامل المادي الذي يقوم بتوصيل الرموز ، وتتوزع تلك القنوات على أربع  قناة لفظية ، وقناة الكتابة ، وقنوات تقنية ، وأخيرا القنوات التصويرية التي هي : الملصقات ، وكتابات الحائط ، أما القناة اللفظية فهي التي تنقل الرموز الصوتية وجها لوجه ، ونقصد بقناة الكتابة الحروف التي تمثل رموز الكتابة ، وأما القنوات التقنية ، فهي الهاتف ، التلفزيون ، والراديو ، الخ . 

  إن مبادئ الاتصال الجيد تتلخص في توافر طرفين لمزاولة عملية الاتصال ، وفهم للرسالة ، بمعنى أن الاتصال الجيد لا يتم إلا في ضوء التشابه في المعنى بين طرفي الاتصال ، بوساطة نشاط  لدى المرسل والمستقبل يشير إلى التعبير والأثر المتبادل ، وهذا لا يتم إلا بوجود الرغبة لدى طرفي الاتصال للقيام بعملية الاتصال ، إذ  أن فاعلية وجدوى الاتصال لا تكون إلا بالرد على الرسالة التي تتطلب من المستقبل أربع مراحل هي : فك الترميز ، وفهم الرسالة ، والقبول أو الرفض ، والتغذية الراجعة . وتتمثل عملية الاتصال الفعال بوجود عناصر وقنوات تشتغل داخليا ، بغية نقل المعلومات بصور شتى ، مما يعطي مظهرا معينا لنمط  العلاقات بين أطراف الاتصال ، وتتباين هذه الاتصالات تبعا لنوعية المعالجة المسرحية أو تنظيم العلاقة المسرحية بين عناصر الصورة المسرحية التي تتسم بالوحدة ما بين العناصر البصرية والسمعية والحركية المكونة للعرض المسرحي. وان ما يلاحظ من انحراف النتائج عن أوليات التخطيط ، يأتي بسبب زيادة درجات التشويش التي تسبب في انحراف الأداء أو سوء الفهم أو الاستجابة السريعة للإشارات في الطرف الآخر. ولذلك ينبغي على القائمين على إنتاج العرض المسرحي ، التعرف على مداخلات النظام المسرحي الذي تتحكم ويضبط عمليات الاتصال الداخلي لعناصر العرض المسرحي بغية ضمان اشتغالها بحسب متطلبات عمل النظام أو المعالجة المسرحية ، بهدف الحصول على مخرجات بصرية وسمعية وحركية تحقق الاتصال الفعال لدى الجمهور أو المتلقي .

ويحدد سلوك العناصر المسرحية داخل نظام المعالجة المسرحية ، نشاط وفاعلية تلك العناصر مما يعني الاتفاق على أنموذج اتصالي يتفق عليه المخرج والممثلون والفنيون ، والذي بدوره يحقق عمل وأداء العنصر وعلاقته بباقي العناصر المسرحية ، وهذا يعني فهم عملية الاتصال الداخلي على ضوء مسوغات الأنموذج المسرحي المتفق عليه. ويساعد الأنموذج المسرحي للعرض ، على فهم وتفسير الموقف الاتصالي وتحققه السلوكي الفعال لدى الممثلين أولا ، وعلاقتهم مع البيئة المسرحية ثانيا ، الأمر الذي يساعد على فهم وتصوير أشكال ومتغيرات التفاعل التمثيلي وعلاقته بالمحيط المسرحي . ، فضلا عن معرفة عمل  العناصر المسرحية المكونة للعرض المسرحي. ويمكن إجمال الاتصال المسرحي على خشبة المسرح بأنه مسبب ، إذ لا بد من سبب لمزاولته ، ومدفوع  حيث يرتبط بالدوافع ، وموجه نظرا لتوجيهه نحو هدف معين ، وحركي نظرا لاستمرارية عمله في حدود العرض المسرحي الزمنية. واجتماعي، لارتباطه بمكونات الأداء التمثيلي. وتفاعلي، نتيجة لعلاقات التأثير والتأثر. واتصال نوعي ، نظرا لاختلاف  أنماط المعالجة للعروض المسرحية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

السحب المطرية تستعد لاقتحام العراق والأنواء تحذّر

استدعاء قائد حشد الأنبار للتحقيق بالتسجيلات الصوتية المسربة

تقرير فرنسي يتحدث عن مصير الحشد الشعبي و"إصرار إيراني" مقابل رسالة ترامب

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: هاينريش بيبر والمسبحة الوردية

نادي المدى الثقافي يبحث في أشكال القراءة وأدوارها

حركة الشعر الحر وتحديث الأدب السعودي

شخصيات أغنت عصرنا .. المعمار الدنماركي أوتسن

مدخل لدراسة الوعي

مقالات ذات صلة

مدخل لدراسة الوعي
عام

مدخل لدراسة الوعي

لطفية الدليمي تحتل موضوعة أصل الأشياء مكانة مركزية في التفكير البشري منذ أن عرف البشر قيمة التفلسف والتفكّر في الكينونة الوجودية. الموضوعات التأصيلية الأكثر إشغالاً للتفكير البشري منذ العصر الإغريقي ثلاثة: أصل الكون، أصل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram