في الأعمال المسرحية الأخيرة التي قدمتها دائرة السينما والمسرح لم يظهر إلا القلة من الممثلين المسرحيين المعروفين، ومنهم (سامي قفطان ورائد محسن) في (الحريق) إخراج محسن العزاوي وسوسن شكري، في (أيام الجنون والعسل) لسامي عبد الحميد، أما بقية الذين مختلف الأدوار الرئيسي والثانوية والكومبارس فهم من المبتدئين أو من طلبة معهد الفنون الجميلة أو كلية الفنون الجميلة مما يدعو إلى الاستغراب والتساؤل عن الأسباب وخصوصاً ما يتعلق بأعضاء فرقة المسرح الوطني وهم كثر ومن ذوي الخبرات والتجارب العديدة.
في السابق يمتنع الممثلون البارعون في الاشتراك في عمل مسرحي تنتجه دائرة السينما والمسرح إلا إذا عرفوا أن ذلك العمل سوف يسافر خارج البلاد ليشارك في مهرجان أو في أسبوع ثقافي، وكان العديد منهم يضطرون إلى المشاركة في الأعمال المسرحية خوفاً من الحساب، أما اليوم فان لعزوف الممثلين المسرحيين المعروفين أسبابا أخرى منها: أولاً- الملل واللا جدوى حيث يتساءل البعض لمن نمثل؟ وأين هو الجمهور الذي نمثل له قياساً الى جمهور الماضي الغفير والمتذوق؟ ثانياً- الوضع الأمني غير المستقر فهناك خوف ما زال ينتاب الكثير من الممثلين والمتلقين فيتحاشون التجمعات بالحضور إلى المسرح، ثالثاً- عدم وضع خطة واضحة للأعمال المسرحية حيث تسود العشوائية في تبني الجهة المختصة للعروض المسرحية، وحيث أن معظم المخرجين الذين ينوون تقديم مسرحياتهم يفتقرون إلى الخبرة الكافية التي تشجع الممثلين على التعاون معهم، رابعاً- شعور الكثير من الممثلين البارزين أنهم استنزفوا قدراتهم ولم يعودوا قادرين على الإبداع والعطاء، خامساً- تفضيل معظم الممثلين الاشتراك في المسلسلات التلفزيونية التي أخذت أعدادها تتزايد سواء ما كانت تنتج في سوريا أو التي تنتج هذه الأيام في العراق، حيث أن مشاركتهم في تلك الأعمال تزيد من مدخولاتهم المالية وتساعد في إشهارهم وما حدث هنا في بلدنا حدث سابقاً في سوريا عندما توسعت رقعة الإنتاج التلفزيوني هناك فهجر الممثلون المسرح ليذهبوا إلى التلفزيون وخلت مسارحهم من العروض المسرحية إلا في أيام المهرجانات.
لا اعتراض على مشاركة الممثل في العمل التلفزيوني فذلك جزء من نشاطه الفني ولكن الاعتراض على أولئك الممثلين الذين يتفكرون للمسرح ودوره في تدريبهم وفي التعريف بهم وكما نوجه الاعتراض على الجهات الإنتاجية التلفزيونية التي لا تساعد الممثلين بإعطائهم الفرصة للمشاركة في الأعمال المسرحية فالتنسيق وارد وسهل.