انشغلت صحف الثلاثاء البريطانية بمناقشة ومتابعة أصداء إعلان اختيارات الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتولي المناصب الرئيسية في البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه). وتحت عنوان "أوباما يكشف عن سلاح سري في السي آي أيه" نشرت صحيفة التا
انشغلت صحف الثلاثاء البريطانية بمناقشة ومتابعة أصداء إعلان اختيارات الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتولي المناصب الرئيسية في البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه).
وتحت عنوان "أوباما يكشف عن سلاح سري في السي آي أيه" نشرت صحيفة التايمز تقريرا من واشنطن عن أصداء اختيار جون برينان لمنصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. ويرى التقرير أن اختيار برينان مستشار أوباما ومهندس استخدام الضربات بطائرات بدون طيار في عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية مديرا لوكالة المخابرات المركزية، يعكس التزام البيت الأبيض بتصعيد سياسة العمليات السرية بدلا من سياسة التدخل العسكري المباشر. إذ يصف التقرير برينان، صاحب الخبرة الكبيرة في العمل الاستخباري، التي تتجاوز الـ 25 عاما من العمل في وكالة المخابرات المركزية، بأنه مَن طوّر ووضع ستراتيجية السياسة الخارجية الأمريكية التي تركز على استخدام العمليات السرية بدلا من التدخل العسكري الشامل والمباشر، وذلك إبان عمله مستشارا للرئيس لشؤون مكافحة الإرهاب في دورة رئاسته الأولى.
ويقول التقرير إن أول مناقشة من الرئيس أوباما لترشيحه لرئاسة وكالة المخابرات المركزية كانت قبل أربعة أعوام، إلا أن برينان سحب اسمه من الترشيحات في عام 2008 إثر الانتقادات التي واجهها من الديمقراطيين الغاضبين من دفاعه عن أساليب الاستجواب والتحقيق التي استخدمتها السي آي أيه أثناء إدارة الرئيس بوش الابن.
ويشير التقرير إلى أن برينان يواصل تفضيله اعتماد أسلوب صارم وغير متسامح لمكافحة الإرهاب على الرغم من اعتراضات جماعات حقوق الإنسان والناشطين والدارسين القانونيين. وينقل التقرير عن لورا مورفي مديرة اتحاد الحريات المدنية الأمريكية في واشنطن قولها إن "أوباما أبعد السي أي أيه عن شؤون السجن والتعذيب ولكنه وضعها في شؤون عمليات القتل السرية".
وتكمل الصحيفة تقريرها بتعليق لمحررها مايكل إيفانز يشير فيه إلى أن اختيار برينان يعني أن إدارة أوباما ستواصل خلال السنوات الأربع القادمة سياسة تصعيد حربها السرية على القاعدة، وأن برينان بوصفه المدافع الأول عن هذه السياسة سيوسع، من مقره في وكالة المخابرات، هذه الحرب عن بعد لمكافحة الإرهاب إلى مناطق أخرى لتواجه القاعدة مثل مالي في غرب أفريقيا. ويرى إيفانز أن أوباما وطاقم أمنه القومي سينتقلون خلال السنوات الأربع القادمة إلى الظل أكثر، حيث يمكن للعمليات السرية أن تتم بدون مساءلة.
ويرى الكاتب أن أوباما غير مهتم بسياسة التدخل العسكري ويؤكد ذلك اختياره لتشاك هَيغل لمنصب وزير الدفاع، الذي يصفه بأنه الرجل المناسب لهذه السياسة المتمثلة في تفضيل عمليات القوات الخاصة بدلا من نشر قوات عسكرية كبيرة تمثل عبئا ماليا كبيرا وتتسبب في أزمات إقليمية.
وفي السياق نفسه تنشر صحيفة ديلي تلغراف تقريرا من واشنطن تحت عنوان "أوباما يسمي العقل المدبر للضربات الأمريكية بطائرات بدون طيار كرئيس جديد للسي آي أيه" ترى فيه أيضا أن هذا الاختيار يعني توسيعا "بلاهوادة" للحملة المثيرة للجدل ضد تنظيم القاعدة في سنوات دورة أوباما الرئاسية الثانية.