الرئيسية > سينما > الفنان محمد طعمة التميمي: واقع الدراما العراقي واقع محزن بحق

الفنان محمد طعمة التميمي: واقع الدراما العراقي واقع محزن بحق

نشر في: 9 يناير, 2013: 08:00 م

بغداد/غفران حدادالفنان محمد طعمة التميمي ولد في عائلة فنية من أب وصفه بأنه سفر خالد للمنجز الفني العراقي، وأخوة لهم باع طويل في الفن العراقي. "جريدة المدى" تجاذبت معه أطراف الحديث في أروقة المسرح الوطني عن فنّه وأحلامه وواقع الفن العراقي في سياق الحو

بغداد/غفران حداد

الفنان محمد طعمة التميمي ولد في عائلة فنية من أب وصفه بأنه سفر خالد للمنجز الفني العراقي، وأخوة لهم باع طويل في الفن العراقي. "جريدة المدى" تجاذبت معه أطراف الحديث في أروقة المسرح الوطني عن فنّه وأحلامه وواقع الفن العراقي في سياق الحوار الآتي.
 
* في صغرك تعلمت الرقص الإيمائي"الباليه" والعزف على آلة البيانو ما الذي جعلك تختار التمثيل والفن عموماً؟
- التمثيل له صلة مباشرة بالرقص الإيمائي (الباليه) من خلال لغة الجسد الحي والتعبير السلوكي والحسي ليكون متناغما مع الأداء الحركي الجمالي لفن التمثيل.. هنا تكون العلاقة وطيدة لرسم سيمفونية الإبهار البصري للغة التشكيل الحركي للجسد.. حينها تكتمل الصورة الجمالية للعرض من خلال الممثل لذلك استعطت من خلال دراستي للباليه والموسيقى أن امزج بين التذوق الحسي الحركي والسمعبصري مع فن الممثل من خلال دراستي الأكاديمية لفن التمثيل .. اخترت التمثيل لأنه فن سامي ونبيل، وأفق رحب للإبداع والتجلي.

*ما تأثير والدك الراحل الفنان الكبير طعمة التميمي عليك على الصعيدين الفني والإنساني؟
- الراحل طعمة التميمي.. ارث فني زاخر بالعطاء.. وسفر خالد للمنجز الفني العراقي.. في السينما والمسرح والإذاعة والتلفزيون على حد سواء. فهو صاحب البصمة الفنية والثقافية الواضحة المعالم.. وسايكلوبيديا معرفية زاخرة.. ووقع كبير في المسارح العربية والعراقية.. واثر بارز في تأسيس مسرح عراقي شامخ ورصين.. هو علامة بارزة وقامة فنية متلألئة في المحافل الفنية العربية والدولية والعراقية من خلال ما قدمه من أعمال فنية كان لها الأثر البالغ في إعلاء شأن مفهوم الإبداع الفني العراقي.. هو وعي وثقافة وتبصر وحكمة استطاع أن ينحت اسمه بعناية فائقة من خلال الحرص والمثابرة كي يبقى في ذاكرة الجمهور نساجا ماهرا ترك أبهى الأعمال الفنية في ذاكرة المتلقي حتى يومنا هذا...
أما على الصعيد الإنساني... فهو الأب والمعلم والأخ والصديق والإنسان.. فبين ثنايا قلبه تجد وابلاً من النبل والصدق وخلايا عذبة من المحبة والإخلاص.. وشرايين تنبض بالنقاء والمودة.. وشغاف قلب حنون يحيط كل محبيه بالحنو والتسامح ومساعدة الآخرين.. وابتسامة شاخصة يطلقها بقلب كبير لكل محبيه.. ويد رؤوفة حنونة يمدها على الدوام.. وإخلاص قلّ نظيره.. وتفانٍ في العمل.. واحترام للزمن.. وحب قل نظيره لفنه ورسالته الإنسانية.. لذالك تجدني محاطا متسلحا بكل تلك الصفات التي ورثتها متأثرا به إنسانا وفنانا.

* اليوم بعد هذا المشوار الفني الطويل كيف ترى واقع الدراما العراقية بعد 2003؟
- واقع الدراما الآن واقع محزن بحق.. فليس ثمة حرص لإظهار دراما تنافس عربيا رغم توفر مبدعين من مخرجين، ممثلين، مصورين، مؤلفين وكل الأدوات المعنية بالعملية الفنية كدراما.. أرى هناك استسهالا بالخوض في إنتاج إعمال درامية رصينة.. هناك فقر في الإخراج الصوري والبصري للرؤيا.. هناك قصور في الإنتاج الدرامي كمفهوم حيوي وأساسي لبناء دراما حقيقية .. الإنتاج هو الأساس الرصين لبناء الهيكل العام للعمل الدرامي أجده متهالكا غير متراص، بدءا من أجور الممثل وصولا لكل طواقم الإخراج والإنتاج بكل تفاصيلها... هذا لا يعني أن ليس هنالك أعمال رصينة.. بل هناك أعمال درامية عراقية كان لها وقعها المميز لدى المتلقي.. المشكلة هي في البحث والمثابرة والخلق والمشاهدة المستمرة والتقصي عن الوسائل والمعدات الفنية الحديثة لمواكبة التطور الشاسع في وسائل الإخراج الدرامي والتلفزيوني.. إني أتوسم خيرا في المستقبل القريب بظهور دراما عراقية تحمل سمة الرقي فهناك طاقات فنية عراقية رائعة سترسم أفقاً رحباً جميلاً لدراما تلفزيونية وسينمائية متكاملة.. فللدراما العراقية اسمها المميز ووقعها الكبير.
 
*أدوار فنية تمنيتها.. ولم تؤدِها لغاية اليوم؟
- لم اعمل بصيغة التمني في انتقاء أدواري.. فتراني ابحث عن الدور الذي يناسبني.. أهيئ له كل مستلزمات النجاح.. اسبر أغوار الدور المناط بي.. احلم به.. أغوص في أعماقه.. أركز تماما في عملية خلق الشخصية.. ابحث.. احرص.. اعد في كيفية الظهور.. وأخيراً أقدم نحتي البارز للمتلقي. ذلك كله بالنقاش مع المخرج سيد العمل.. كي اخرج بنتيجة حتمية ألا وهي النجاح.. ذلك هو همي في الاختيار والتجدد.. آمل في القريب تقديم ادوار جديدة تختلف عما قدمت.. فذلك له علاقة بالخلق الإبداعي لأداء مختلف الأدوار.
 
* كيف عشت حياة الغربة؟ وماذا أضافت لك وماذا أخذت منك؟
الغربة موت بطيء... كنت مجبرا عليها ذلك أني كنت أصور اغلب أعمالي الدرامية في الشام وكانت اغلب الأعمال تصور هناك.. فكان علي أن أواجه الغربة لأوفر قوت عائلتي من خلال عملي كممثل.. لكنها إضافة لي كفنان فرصة الاشتراك بأعمال درامية عربية عديدة آخرها المسلسل الدرامي (مطلوب رجال) وهو من إخراج سامر برقاوي وسامي جنادي بمشاركة نخبة من ألمع النجوم العرب لصالح قناة mbc وقد عرض في أكثر من محطة عربية.. فكانت فرصة للتلاقح الفني العربي.. وأتمنى قد تركت أثرا من خلال مشاركتي بهذا العمل لاسيما أن الممثل العراقي له طاقة خلاقة وله بصمته المؤثرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إردوغان عن دعوة أوجلان إلى إلقاء السلاح: "فرصة تاريخية"

ترامب: زيلينسكي غير مستعد للسلام

حكمان عراقيان لقيادة نهائي كأس آسيا للشباب في الصين

إيران تعلن الأحد المقبل أول أيام شهر رمضان

وزير الكهرباء الأسبق: استيراد الغاز من إيران أفضل الخيارات

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"بغداد تثور"... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير

أثار اهتمامي موضوع زوجات مقاتلي داعش فجسدت دور ربيعة

الفائزون في الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي الدولي

مقالات ذات صلة

سينما

"بغداد تثور"... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير

قيس قاسم تطرح مُشاهدة "بغداد تثور" (2023)، للعراقي المقيم في النرويج كرار العزاوي، كغالبية الأفلام الوثائقية الراصدة حدثاً دراماتيكياً آنياً، السؤال الإشكالي نفسه: أينبغي التريّث والانتظار لتوثيقه، ريثما تنضج في ذهن السينمائي، المعني برصده،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram