اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بصرتنا في مفترق الطريقين ... نموذجاً

بصرتنا في مفترق الطريقين ... نموذجاً

نشر في: 9 يناير, 2013: 08:00 م

 البصرة تعاني الآن من احتضار وربما قريباً موت الزراعة فيها بالكامل بسبب تداعيات خطيرة ،منها ملوحة المياه وتجريف الأراضي من قبل الشركات النفطية وبعض ضعاف النفوس  ، وباعتقادي أن كل المحاولات لإنعاش الزراعة من جديد غير مجدية لعدم وجود إدارة خاصة مستقلة للزراعة وإلا كيف تغرق السوق العراقية والبصرية بالمنتجات الزراعية المستوردة ونحن قادرون على إنتاجها كلها تقريباً  .  هذا ما جاء في تحقيق أجراه الزميل ريسان الفهد مع السيد نقيب المهندسين الزراعيين في البصرة ( جريدة المدى يوم 29/12/2012 ) .
يظهر جلياً أن البصرة رغم كثرة مواردها غير الزراعية النفط والميناء والمنافذ البرية لم تساهم في تكامل اقتصادها الداخلي وتنميته بشكل ملموس كما نلحظ مما جاء به السيد نقيب المهندسين الزراعيين في الإنتاج الزراعي فقط وليس الإنتاج الحيواني الذي لم يسلط الضوء عليه  .
كما أن البصرة بما أنها تحصل على البترودولارات وعوائد الميناء والمنافذ البرية  مثلاً تقول إنها لديها عجز  10%  في السكن  .  فمتى يرتفع إنتاجها الداخلي زراعة بجناحيها النباتي والحيواني وصناعة الثقيلة ( البتروكيماويات والصلب ) الذي يظهر فقط لحد الآن عدم وجود أي ربط بين الحالتين ( النفط والميناء يسيران عكس اتجاه الصناعة والزراعة ) من خلال القاسم المشترك وهو الاستيراد العشوائي والتهريب التصديري  .    
ويؤكد ذلك الخطة التي ساهمت بإعدادها الأمم المتحدة والوكالة البريطانية للتنمية الدولية أن من أبرز التهديدات التي يواجها القطاع الزراعي هي زيادة ملوحة مياه شط العرب ومنافسة المنتجات الزراعية المستوردة من ( دول الجوار ) والتصحر وزحف الكثبان الرملية مع شمولية قانون الحفاظ على الثروة الهيدروكاربونية في ظل كثرة المكامن النفطية  .  هذا ما جاء بتصريحات منصور التميمي للمدى بتاريخ   30/12/2012  فعلى الأقل الزراعة لا نتعامل معها كإنتاج يسد الحاجة لأننا بلد مستورد ،وأصبحت هويتنا كذلك بل نعمل على إيقاف التصحر والكثبان لاعتبارات البيئة وتحلية المياه التي تساعد في عمليات استخراج النفط  .  كما أن البصرة باتت مشهورة بالطماطة بعد أن فقدت شهرة التمر ،إذ لديها الآن ثلاثة ملايين نخلة أي عشر العدد في السبعينات من القرن الماضي  .  فزراعة الطماطة التي تبلغ أربعة آلاف مزرعة في الزبير وصفوان تستحق الرعاية على الأقل لحماية مناخ أرض البصرة من التصحر وزيادة عددها يؤهل البصرة لإنتاج معجون الطماطة بمعمل  صغير لمواجهة  إغراق الطماطة المستوردة ويعزو نائب البصرة تدني الواقع الزراعي إلى الحكومة المحلية رغم تخصيص ( 30 مليار دينار ) للمشاريع الزراعية فقط  .  وهذا ليس ذنب المركز بل ذنب الحكومة المحلية  .
ماذا يعني هذا  ؟ ألا يعني أن البصرة ( ضيعت المشيتين ) لا هي نفطية خليجية ولاهي زراعية عراقية .
وهذه إشكالية لا نستطيع أن نعزوها للقدر بل إن الأسباب واضحة ليس للبصرة وحسب بل جميع المحافظات العراقية ما عدا الإقليم  .    
فقد تضافرت جهود الفشل جميعاً ( الاعتماد على الاستيراد  +  الاعتماد على الريع النفطي  +  الاعتماد على الكادر المتخلف المتحاصص الفاسد  + عدم تطبيق الخطط المركزية كما ترويها لنا وزارة التخطيط  )  لدينا ميزانية خرافية قياساً بميزانيات سابقة ويتفاقم ويتعقد المشروع التنموي عموماً مع تصاعد إنتاج النفط  .
فكل محافظة ،إما لديها نفطها أو سياحتها الدينية فلماذا لا تتكامل مثلاً وإرادات أوقاف النجف وكربلاء مع أزمة السكن ومكافحة الفقر ولماذا لا تتكامل زراعة الديوانية الشلب والحبوب مع فقرائها بزيادة دعمها  .  وهكذا الحلة والسماوة  والأنبار  وصلاح الدين لم تكن هناك تنمية مكانية بعلاج مركزي محدد وأضح  .
فمتى يتم تجسير الهوة بين الريع النفطي وباقي الأنشطة: زراعة ،صناعة ،سياحة، تعليم ،سكن صحة  ؟  فعلى الحكومات المحلية أولاً ذلك وبعده تسهل المطالبة بالفيدرالية  .  ولكي لا يكون لدينا معلف بدون حصان  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم.. مسعود بارزاني في بغداد وسيحضر لأول مرة اجتماع للاطار التنسيقي

مختص يحدد ثلاثة اسباب لعودة ارتفاع الدولار ومستشار رئيس الوزراء يقدم تصوراً مغايراً

صورة اليوم

إطلاق سراح 562 نزيلا ونزيلة خلال حزيران الماضي

النزاهة النيابية تكشف عن «اجراءات روتينية» تعرقل استرداد الاموال المهربة

ملحق منارات

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: عجبي !!

 علي حسين لا يوجد مواطن عراقي واحد يتردد أو يتقاعس عن حماية الوطن، عندما يتعرض للتهديد، سواء كان ناقماً على النظام السياسي أو يتمتع بخيراته، غير أن الواقع يقول لنا، بوضوح، أن استغفال...
علي حسين

قناطر: ومن الصوت ما يحملك الى البحر

 طالب عبد العزيز الصوت، اي صوت مثل الصور والحضور المادي، مادة جذب ونفور، وما نسمعه ونراه يتشكل في وعينا ولا وعينا أيضاً، ثم ينتظم مكوناً جزءاً من تاريخنا الانساني. كذلك تتشكل الموجودات في...
طالب عبد العزيز

بماذا للعراق ان يستفيد من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

محمد الربيعي بريطانيا معروفة بنظامها التعليمي المتميز الذي يجمع بين التقاليد العريقة والابتكار المستمر والمرونة والتشجيع على التفكير النقدي والإبداع، حيث يُتاح للطلاب فرصة اختيار المسار الدراسي الذي يتناسب مع اهتماماتهم وميولهم الشخصية. كما...
د. محمد الربيعي

ذهنية (الهوسة)

د. هاني عبيد زباري شهد مجتمع العراق الحديث والمعاصر الكثير من العادات والتقاليد التي نظمت سلوك الأفراد والجماعات. وأصبحت مبنوذة اجتماعياً، وأغلب تلك التقاليد وأعقدها وأكثرها بقاءً، تلك التي تحولت إلى ممارسات (طقسية) لها...
د. هاني عبيد زباري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram