كنت أرغب في أن يبقى العمود في هذه الصفحة يعنى بهموم الشباب وطلبة الجامعات ويكون متناسقا مع موضوعات الصفحة، لكن الشباب انفسهم تحولوا بحديثهم الى التظاهرات والاختلاف حول تقيمها والخشية من حدوث صدامات وتساؤلات الى أين يسير البلد وكيف تنوي الحكومة التعامل مع مطالب المتظاهرين؟ واستفز بعضهم من كلام احد نواب دولة القانون الذي قال في برنامج تلفزيوني عرض على إحدى القنوات الفضائية مؤخرا حين سأل حول من يدعم تظاهرات المحافظات الغربية، حيث أجاب أنها مسيّسة ولا يشارك بها شباب بشكل عفوي، لان الشباب يريدون أن ياكلوا ويعملوا ... ما لهم وما للمساءلة والعدالة وإلغاء المادة 4 إرهاب. وكأن النائب يوصف الشباب بان "همهم على بطونهم" و سطحيون، بينما شباب التظاهرات المؤيدة للحكومة والذين يرفعون شعارات ضد إلغاء المساءلة والعدالة والمادة 4 إرهاب لا يفكرون بالعمل " وهمهم على الوطن".
المسؤولون طائفيون والشعب غير طائفي ...يقول مجموعة من الشباب التقيهم بشكل دوري أن السلوك الحكومي وتصرفاته تتحرك بشكل فئوي وتعبئ الجمهور بالطائفية. ونحن نقول ان الأزمة الحالية كسرت "المستحة " عند الكثير من النواب والمسؤولين ، لم يعد يخجلوا من تصنيف الشعب على أساس طائفي وهذه ظاهرة جديدة وخطيرة فلم يتجرأ احد منذ سقوط النظام السابق وحتى في فترة القتل على الهوية والاحتراب الطائفي على استخدام هذه التصنيفات بطلاقة كما يحدث اليوم، فبعض المسؤولين والنواب يتحدثون وكأنهم يملكون توكيلا رسميا باسم الطائفة، واكاد اجزم ان سكان تلك الطائفة في تلك المحافظة لم يروا ذلك المسؤول الطائفي المفوض، وينتقدونه اشد انتقاد ويحملونه مسؤولية تردي اوضاع مدينتهم، ويتهمونه بالتربح على حساب المنصب، وهو من وضع سورا عاليا بينه وبين جمهوره وأحاط نفسه بمجموعة من السيارات المصفحة المظللة ويتحدث بلسان الفقراء المهمشين .
ويسأل الشباب لماذا الشعارات في التظاهرات متضاربة وبعضها تثير الشكوك؟ ونحن نقول إذا كانت التظاهرات طائفية أو تمثل أجندة خارجية ومدعومة سياسيا من كتل وأحزاب أو شاركت بها القاعدة او حزب البعث او كان المتظاهرون يحملون علم العراق القديم أو صور لزعماء غير عراقيين أو كانت مطالبهم لإعادة الإرهابيين والبعثيين او غير منطقية و غير دستورية كما تصفها الحكومة والمقربين من رئيس الوزراء فلا يجوز أن نلوم المتظاهرين ... علينا أن نلوم الحكومة لماذا إلى اليوم وبعد أن ابتلعت الأجهزة الأمنية أكثر من نصف الميزانية لمحاربة الإرهاب تستطيع عناصره ان تنظم تظاهرات في أربع محافظات وتحشد الآلاف حسب الرواية الحكومية؟ ولماذا لم تستطع الحكومة حتى اليوم تنظيم أمر الاعتقالات العشوائية وأوامر إلقاء القبض بحق العراقيين ؟ ولماذا الحكومة أجبرت بعض المكونات العراقية أن تستعين بدول الجوار، لماذا لم تستطع احتواء الجميع وتطبيق العدالة وسد الطريق أمام التدخلات الخارجية ؟ ولماذا التهويل من أمر البعث والبعثيين وحاشية رئيس الوزراء والقادة العسكريين الذين يتمتعون بثقته من أصحاب "الزيتوني"، وما زالت الحكومة تدعم سلطة الأسد البعثية، فلماذا الاصرار على استخدام هيئة المساءلة والعدالة لضرب الخصوم بحجة البعث؟ ليس من المفروض أن نلوم المتظاهرين ...الشعب دوما على حق.
شباب همّه بطنه!
[post-views]
نشر في: 12 يناير, 2013: 08:00 م