لماذا لا نطلق حملة وطنية ودولية لإضافة شارع المتنبي إلى قائمة المواقع المحمية من قبل اليونسكو؟
لقد عرف مثقفو العالم الكثير عن شارع المتنبي عبر مشروع (شارع المتنبي) الذي أطلقه الشاعر وبائع الكتب الأمريكي بو بوسوليل في مدينة سان فرانسيسكو سنة 2007 بعد تفجير الشارع - وبدعوة منه كنت من المشاركين الأوائل في المشروع الذي تشكل للتضامن مع الأدباء والقراء وباعة الكتب العراقيين وضحايا التفجير الإرهابي وكتبتُ عن علاقة المثقفين والكتاب بالشارع العريق واعتمدوا مادتي كرسالة تعريف بالمشروع الى الجهات الثقافية والأكاديمية والشخصيات العالمية المساندة من كتاب وشعراء وفنانين واستلهم الرسامون ومصممو الكتب من النصوص المشاركة عددا كبيرا من الأعمال الفنية وأغلفة الكتب أقيمت لها معارض في المؤسسات الثقافية الأمريكية والمكتبات بالتزامن مع معارض في جامعات بريطانية وتشكل رأي ثقافي عام حول الشارع سيساعد في دعم حملة حمايته لو بادرنا لإطلاقها ويجدر بي هنا التذكير بأن شارعنا ظهر أواخر الدولة العباسية وكان يعرف باسم (درب زاخا) وحفل حينها بالمؤسسات العلمية والمدارس ودكاكين الوراقين.
بتاريخ 28 كانون الأول 2012 نشر القسم الثقافي لمجلة (الايكونوميست البريطانية) مقالة لمصممة الكتب والمحررة في صحيفة ( شارل روا ) البلجيكية (كريستين كيرمير) عنوانها (جسر ثقافي إلى بغداد) مرفقة بصورة لعملها الفني الملهم (مستقبل شارع المتنبي) وسلطت الضوء على شارعنا التراثي وأهميته وضرورة حمايته من قبل اليونسكو - كما تحدثت الصحفية عن مبادرة الشاعر الأمريكي بو بوسوليل مالك شركة لبيع الكتب المستعملة - الذي أطلق المشروع للتضامن مع الكتبيين والمثقفين العراقيين وسانده في البدء الصحفي الراحل انطوني شديد وبعض الكتاب واستشهدت الكاتبة البلجيكية بمقالتي عن أهمية شارع المتنبي للثقافة العراقية، معتبرة إياه إرثا ثقافيا يجب أن نطلق حملة عالمية لضمه الى قائمة المواقع الثقافية المحمية من قبل اليونسكو كما أشارت إلى ملاحظتي عن عدم معرفة المشروع على نطاق واسع في بغداد.
ويواصل بو بوسوليل عمله في المشروع بلا توقف ولم تثنه فاجعة موت ابنه الشاب عن الاستمرار في الأنشطة المقررة بل انه كتب لي في رسالة خاصة يوم 30 -12- 2012 ما يأتي :
(.. أثمن مساندتك لي وللمشروع فأنت جزء من قوتي للمواصلة بصوتك وكتاباتك، نعم لقد جعلني فقدان ولدي أشعر بأنني جزء صغير من الجحيم الذي ما زال العراقيون يكابدونه على نحو يومي ولعل هذا المشروع سيلهم البعض فيقدرون قيمته ويجسدونها بشكل فهمٍ أكبر لقضية كوننا إنسانيين وربما سنستطيع حينها أن نتنفس ونحيا معا..)
ويهدف المشروع العالمي إلى التضامن مع ضحايا وجرحى تفجير شارع المتنبي ومساندة المثقفين العراقيين والأماكن الثقافية المتضررة من الإرهاب وقد شارك في التعبير عن هذا التضامن الثقافي العالمي كتّاب وفنانو كتب من بلجيكا واستراليا وبريطانيا وألمانيا وكوريا والعراق وإيران وبلدان أخرى وجميع مواطني جمهورية الأدب. وسوف يصل إلى القاهرة سنة 2014 وتقام فعالياته في الجامعة الأمريكية، ثم تختتم رحلة المعارض والأنشطة جولتها في المكتبة الوطنية ببغداد لتحتفظ المكتبة بالأعمال الفنية الأصلية ويتبرع المشروع بمردودات نشاطاته وبيع نسخ الأعمال الفنية الى منظمة أطباء بلا حدود ويتضمن نشاط المشروع إقامة معارض وندوات وقراءات شعرية ونقاشات من اجل ديمومة الكتاب والثقافة وتقول كاتي دي فوريست الرسامة الأمريكية المشاركة "لن تفنى الثقافة فنحن نؤمن بقوة الكلمات ولا شيء بوسعه تدمير الكلمات".
شارع المتنبي ..هل يضاف إلى المواقع التراثية المحمية؟
[post-views]
نشر في: 12 يناير, 2013: 08:00 م
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...