TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بطــاقـــة العـلـف

بطــاقـــة العـلـف

نشر في: 12 يناير, 2013: 08:00 م

تتوقع الخطة الخمسية لوزارة التخطيط للاعوام ( 2013 ـــ 2017 ) زيادة متواصلة في أعداد الأغنام والماعز بنسبة  7%  والأبقار كذلك والجاموس والإبل   4%  استناداً لسنة الأساس (2008 خط الشروع ) وهذا شيء يدعو الى التفاؤل  ، بالنسبة للثروة الحيوانية التي تشكل  ( 40 ــ 45)  من القطاع الزراعي ، وإن الزيادة المتواضعة جداً أي بنسبة  3% في إنتاج الحليب واللحوم الحمراء يعود الى عوامل أبرزها قلة انتاج الأعلاف وضعف الخدمات البيطرية  .
وبما أنه كان المخصص لعام ( 2013 ) فقط خمسمائة مليون دولار مع تشابك العوامل الإقليمية التي تؤدي الى تهريب الأغنام مثلاً من والى ( سورية والسعودية والخليج وإيران وتركيا ) وتأثير ذلك على انتاج اللحوم فلا أمل على المدى القريب .
فمثلاً الآن انخفض سعر الأغنام والأبقار المحلية لسبب أساسي هو قلة الطلب الخارج  (التهريب)  ولكن سعر كيلو اللحم لا زال يراوح بين ( 15 ــ 16 الف دينار )  والسبب الأساسي للتهريب هو السعر المرتفع نسبياً وعدم الميل لتحويل هذا العمل وهذه الثروة بسبب شحة الأعلاف لأسباب معروفة هي شحة الإمطار مع ارتفاع أسعار الشعير والذرة والمواد العلفية الأخرى ( النخالة )     الى مشاريع متطورة توفر لنا الإكتفاء .
ولذلك بالنسبة للحكومة والمواطن الاعتيادي وخصوصاً في المدينة يصبح الاستيراد حلاً لإشكالية متواصلة بين عرض وطلب غير متكافئ  ليصبح الدجاج والسمك واللحوم الحمراء عموماً  ،  حلاً يدفع الى مزيد من تدهور الإنتاج الحيواني عموماً حيث تنخفض الأسعار قياساً لما يبذل من جهود من قبل المربين وكلف عالية وشحة أعلاف خصوصاً وخدمات بيطرية والدعم بجميع أشكاله واستمرار هذه الحالة يؤسس حتماً للوبيات استيرادية للحوم والألبان والبيض  وهذه تجارة أصبحت رقما واحداً في تجارتنا عموماً .
ولكن إمكانيات وزارة الزراعة المحدودة جداً في دعم الأعلاف تعطى مثلاً ثمانية كيلو غرامات شعير سنوياً للنعجة الواحدة تأكله  بيومين ولها رعي متواضع و  ( 12 كيلو غراما) للبقرة سنوياً ودعماً لمشاريع الزراعة شعيرا أو غيره يزود الدونم الواحد بـ (  12 كغم )  سماد  كيماوي على الأقل خمسين كيلوغراما  التي تشكل العمودي الفقري لهذه الثروة والتي هي تقريباً نصف الإنتاج الزراعي بجناحه الحيواني، لأشك أنها عملية شكلية أكثر فيها عملية إنتاجية والأدهى والأمَر هناك روتين من النوع الرهيب نسبياً لأنه بعيد عن الأعين التي لا ترى تماماً في الدرجات العلياً  .  فمثلاً ( أنت صاحب مشروع أغنام أو أبقار تقدم طلبا لزراعة الناحية وتستلمه اللجنة المختصة وتطلب منك كتاب تسويق من السايلو يؤيد أنك سوقت الى السايلو انتاجك من الحبوب ويصدق في دائرة زراعة المحافظة لتذهب الى قائمة الانتظار وغالباً ما تكون ثلاثة أشهر لاستلام كمية السماد الكيماوي ويطلب منك تقديم (شيك) بالمبلغ من أحد المصارف الحكومية وهكذا)  .
أما طلب التجهيز بالشعير أو العلف فتقدم طلباً ثم تأتي لجنة لتعد أبقارك أو أغنامك ويرفع الطلب وتخرج لجنة لترقيم الأبقار أو الأغنام أو الماعز وتثقب أذانها وقراط  لتعطيك بعد فترة انتظار    ثمانية كيلوات لسنة كاملة للنعجة أو المعزة  و12 كيلو للبقرة للسنة القادمة   .
فهل هذا الدعم يساعد على الاكتفاء الذاتي أم يطابق أرقام خطة وزارة التخطيط الخمسية القادمة التي تملك الذرائع الكافية من الآن لفشلها ، الآن الكادر والمخصص لا يلبي متطلباتها على الأقل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram